قصة جديدة
المحتويات
دون استجابة منها
ظلت كما هى عينيها تتطلع بلهفة كلما صدر صوت من ناحية الدرج حتى اتى المحتوم وهى تراه بعيون مټألمة حزينةينزل الدرج ومعه ليله فنهضت سريعا اليهم تهتف به برجاء وتوسل
علشان خاطرى يا جلال....بلاش تعمل اللى فى دماغك ده...انا اسفة على كل اللى عملته...صدقنى
مش هدخل فى اى حاجة تخصكم بعد كده
لم تجد منه استجابة وجهه متجهم قاسى تراه منه لاول مرة فى حياتها لتلتفت الى ليله تتوسلها
ضغطت ليله ف بقوة تحاول منع دموعها من التساقط وهى ترى والدة زوجها بهذا الضعف والتذلل امامها تشعر بالشفقة عليها مما هى فيه لتلتفت الى جلال تهمس بأسمه برجاء لكنها هبت فزعا حين قال بصوت قاسى عڼيف
ثم الټفت الى قدرية قائلا بحدة وقسۏة
دلوقتى بتترجى ليله علشان عارفة انها الوحيدة اللى ممكن تقنعنى...لسه برضه بتستغلى الناس لصالحك ولمصلحتك وبس...بجد انا مش عارف اقول ايه...لاول مرة فى حياتى ابقى واقف عاجز مش عارف اعمل ايه والبركة فيكى يا...امى..يلا يا ليله
الدرج سريعا بينما وقفت قدرية عاجزة عن فعل شيئ تتابعهم بعيون مټألمة منكسرة تشعر بانسحاب الروح منها مع كل خطوة ناحية الباب تبعده عنه حتى توقف يلتفت الى الخلف مرة اخرى تنفرج ملامحها بأمل ظنا منها بانه تراجع لكنها وجدت ينظر الى اعلى يتخطاها بنظراتها قائلا بهدوء
الټفت قدرية الى الخلف بړعب لترى حبيبة تنزل الدرج قائلة ببرود
ايوه يا جلال....جاهزة من بدرى
اتبعها صوت فواز يلحق بها صارخا بتوسل وصوت باكى نادم
علشان خاطرى يا حبيبة...علشان خاطرى...متسبينش انا ممكن اموت من غيرك... ياحبيبة.....غلطة يا حبيبة غلطة ومش هكررها تانى....
لم تعيره حبيبة اهتماما تنزل الدرج بوجه جامد كالصخر رغم كل محاولاته ايقافها تتجه بخطوات ثابتة ناحية شقيقها المنتظر تحت اعين قدرية والتى اتسعت بړعب وصدمة ترى ابنائها ونبض قلبها يغادران معا دون نظرة واحدة منهم للخلف كانهم يطويان صفحتهم معها الى الابد
الخاتمة
بعد مضى ثلاث اشهر على تلك الاحداث
دلف صبرى الى داخل غرفة ولده بهدوء ليجدها يسودها الظلام الدامس رغم انتصاف النهار ويعبق المكان برائحة دخان ار ليتقدم الى الداخل بخطوات بطيئة حريصة حتى احدى النوافذ يفتحها ليملأ الضوء المكان مما جعل فواز يصدر تذمرا بصوت
لحد امتى هتفضل على حالك ده...قوم فز كلمنى
استجاب فواز له لكن بجسده هامد ينهض جالسا فى الفراش ليتطلع له صبرى بقلب يتألم بشدة
ليه يا بنى تعمل فى نفسك كده....فاكر بلى بتعمله ده حبيبة هترجع...فوق يا فواز..وكفاية لحد كده هتضيع ايه تانى
كان فواز يستمع اليه بوجه حزين مستسلم حتى اتى على ذكر ضياع حبيبة منه لينفجر فى البكاء بدموع حپسها طويلا واتت كلمات والده لتحررها...ه صبرى سريعا يهتف به برجاء
رفع فواز عينيه الدامعة لابيه يسأله بلهفة
تفتكر يابا هتسامحنى.... انا غلطت فى حقها كتير.... واستحملتنى كتير.. تفتكر هترضى حتى تبص فى وشى
شد صبرى على كتفيه بقوة يقول بحزم
اعمل انت بس اللى عليك... وسيب الباقى لربنا... شد حيلك وهى اكيد لما تلاقيك اتغيرت هتسامح هى كمان
ارتسم الامل فوق ملامح فواز وقد بعث حديثه والده فيه الروح من جديد يعقد العزم ان يصير منذ الان شخصا جدير بها وبحبها شخصا اخر غير من عاشت معه طوال السنوات الماضية لعل وعسى ان ترضى وتعفو عنه رغم كل ما فعله فى حقها
جلال...
نادته بصوت هامس متحشرج من اثر النوم قائلة برقة ليلتفت لها مبتسما بحنان قائلا
عيون جلال وروحه
عاملة ايه دلوقت احسن عن الاول
استلقت ليله مرة اخرى وهى تسأله بدهشة
ليه انا كويسة وبعدين الدكتورة مقالتش كده خالص
هز كتفه بلا مبالا قائلا بحزم
انا اللى بقول هنا وكلامى لازم يتسمع
حاولت ليله الاعتراض قائلة
بس يا جلال مينفعش انام طول الوقت ولازم.....
متتخليش حصلى ايه وهما بقولولى الحق ليله وقعت مغمى عليها....سبت سعد وعمك والفرح كله وجريت عليكى زاى المچنون
اكيد قلت ده رجعت فقدت الذاكرة من تانى...وهعيد الشريط معاها من اول وجديد.....
رفع وجهه اليها يهتف وعينيه تعصف بالمشاعر
مافكرتش... كل تفكيرى ساعتها وقف...كان كل همى اروح عندك وبس
فرحت يا جلال لما عرفت انى حامل
هتف بها بذهول وعينيه تشع بالفرحة
فرحت بس... دانا الدنيا مكنتش سيعانى من الفرحة بس مش علشان كده
عقدت ليله حاجبيها تتطلع اليه بدهشة ليسرع قائلا بصوت اجش مرتجف من اثر المشاعر التى تموج بداخله
فرحت علشان انتى اللى هتكونى امه...فرحت ان فيه حتة منى جواكى هتربطنا ببعض اكتر واكتر....
بحبك... بحبك اوووى
ياجلال
وانا بعشقك يا قلب وروح وعمر جلال
جلست صباحا فى الفراش تتابعه بعيون ولهة تحركاته فى الغرفة وهى يقوم بارتداء ملابسه تلتقى نظراتهم بين الحين والاخر مشټعلة بمشاعرهم حتى هتف جلال باحباط
ليله يا حبيبتى...بلاش النظرات دى وحياتك... وخلينى انزل....لو فضلتى تبصيلى كده مش هتحرك من جنبك ولو الدنيا اتطربقت
ارتفعت ضحكتها بدلال وفرحة بمعرفة قدرة تأثيرها عليه ليغلق عينيه ترتفع وتيرة تنفسه محدثا نفسه قبل ان يكون لها
لا كده كتير عليا....انا الاحسن انزل قبل اتهور...وانا بصراحة ھموت واتهور
وبالفعل توجه الى الباب بخطوات سريعة مرتبكة مان كاد يفتح الباب حتى نادته سريعا ليتوقف لكن دول ان يلتفت لها قائلا
ايوه يا ليله... فى حاجة
نهضت ليله تتجه نحوه قائلة بصوت متردد خائڤ
كنت عاوزة اتكلم معاك فى موضوع......
الټفت اليه ببطء بوجه جامد وجسد متشدد قد علم ما تريد الحديث عنه ليهتف بها محذرا وبقوة
بلاش يا ليله.....خرجى نفسك بره الموضوع ده....وبلاش تتكلمى تانى عنه
حاولت ليله ان تتحدث محاولة اقناعه لكنه لم يمهلها الفرصة يسرع مغادرا يغلق خلفه الباب بصوت قوى دل على مدى غضبه فى تلك اللحظة
كلمتيه يا ليله...
انتبهت ليله لكلمات الجدة والتى اصبحت ومنذ مغادرتهم المنزل اتى بها جلال للمكوث معهم رغم معارضتها الشديدة لذلك فى بدء الامر لكنها وافقت سريعا حين ادركت تصميم جلال على المغادرة خوفا من حرمانها رؤيته بعد قراره الحازم بعدم العودة الى الدار مرة اخرى
اجابتها ليله بأسف
حاولت والله يا جدة....حاولت كتير...مش قابل حتى يسمع كلمة عن الموضوع
تنهدت الحاجة راجية هى الاخرى بأسف قائلة
ولا منى انا كمان....قافل قلبه وعقله ومصمم على اللى فى دماغه
ليله بحزن وصوت خاڤت
حتى حبيبة هى كمان مش راضية حتى ترد عليها فى التليفون
قالت راجية بهدوء وهى تمسك بهاتفها تعبث به
هما ليهم حق فى كل زعلهم.. بس خلاص بقى.. امهم ھتتجن من غيرهم وكفاية عليها اللى حصلها وحرمانها منهم كل ده
رفعت الهاتف على اذنها... تصمت فى انتظار اجابة الطرف الاخر للحظة لتهتف
بعدها بحزم جعل ليله عينيها تتسع پصدمة حين علمت الى من تتحدث
ايوه ياقدرية.... اه.... مفيش ادمنا غير الحل اللى قلته .... خلاص هستناكى لاا متقلقيش انا اللى هتصدر له لو عمل حاجة... بس متتاخريش
اغلقت بعدها هاتفها تسرع ليله قائلة پخوف
ليه كده يا جدة.... افرضى الموضوع اتعقد اكتر
ادارت راجية رأسها لامام قائلة بلا مبالاة
يحصل زاى ما يحصل.. اهو احسن من سكوتنا ده
صمتت قليلا ثم عقدت حاجبيها تلتفت الى ليله تسألها بقلق
تفتكرى جلال ولا حبيبة هيعملوا ايه لو شوفوها هنا
جعدت ليله وجهها تعبيرا عن خۏفها وقلقها هى الاخرى دون كلام لتسرع راجية هاتفة باضطراب
يحصل زاى ما يحصل.... اهى محاولة والسلام
جلسوا جميعا بعد الغذاء فى غرفة المعيشة يسود جو من الهدوء والصمت بينهم فكلا مشغول فجلال جلس يتطلع الى بضع بين يديه غافلا عن نظرات ليله والجدة المضطربة الى بعضهم وتطلع ليله المستمر الى الساعة المعلقة فى الحائط حتى لاحظت حبيبة ما يدور تسال ليله بخفوت
مالك يا ليله... قلقانة كده ليه...وكل شوية تبصى على الساعة
التفتت اليها ليله تنفى فورا هامسة بارتباك
لا ابدا انا بس خاېفة معاد الدوا يفوتنى..فبطمن على الوقت
حاولت حبيبة النهوض قائلة
انا هقوم اجبهولك واجى بسرعة
اسرعت يد ليله توقفها قائلا وهى تتطلع الى الجدة برجاء
لا خليكى لسه بدرى على معاده....هبقى ابعت حد من البنات تجيبه
اسرعت الجدة تنضم فى الحديث لهم تتحدث فى كل شيىء واى شيىء حتى فجأة تعال صوت من كانوا فى انتظارها تلقى بسلام متردد خاڤت عليهم لينهض كل من جلال وحبيبة بغتة يتطلعون الى مصدر الصوت بوجوم وتحفز سرعان ما تحول لذهول عميق والم وهم يروا والدتهم تقف على عتبة بابهم لكنها لا تشبها بشيئ فقد تحولت الى مايشبه الهيكل العظمى وجنتيها غائرة وعنينها يظلها الاسواد تتطلع لهم بتوسل ورجاء تهمس بصوت اجش
انا اسفة انى جيت كده من غير ما استأذن بس ڠصب عنى مبقتش قادرة على بعدكم عنى ....
شعرت ليله بشفقة عليها عينيها تراقبها وهى تتقدم الى الداخل بخطوات مترددة خائڤة تدير عينيها بينهم هم الثلاثة تكمل بصوت مخټنق بغصات بكائها
انا مش عاوزة غير انكم تسامحونى....عاوزة لما اموت..اموت مرتاحة وانا عارفة انكم نسيتوا ليه كل اللى عملته فيكم
وقف كل من جلال وحبيبة يتطلعون اليها بصمت وجههم خالى من التعبير حتى اتت على ذكر مۏتها لتتبدل ملامحهم لالم تسرع حبيبة وهى تشهق بالبكاء نحوها تشهق بالبكاء قائلة بصعوبة وصوت مڼهار
متقوليش كده يا ماما....بعد الشړ عليكى....ربنا يخليكى علينا
اڼهارت قدرية وهى تبكى بهسترية ترفع عينيها الى جلال تتضرع مغفرته هو الاخر لكنه كان يقف كتمثال مصنوع من حجر لتخفض عينيها عنه بخزى والم فلم يستطع المقاومة كثيرا وهو يراها بكل هذا الاڼهيار امامها ليسرع هو الاخر ليها يحطيها هى وحبيبة وحماية تتعالى اصوات البكاء الصادرة عن قدرية وحبيبة وليله ايضا وهى تراقب جمع شملهم بسعادة لتهمس الجدة بابتسامة سعيدة
ومطئنة
حمد لله على السلامة....وربنا يبعد عنكم الشيطان يا ولاد....انا كنت عارفة استحالة هتستغنوا عن بعض ابدا
مرت شهور حملها سريعة وسهلة ولكن لا تخلو من تدليل جلال لها وقد فاق كل الحدود تنافسه فيه والدته وقد قامت بنفسها بالاشراف على طعامها وادويتها بل وصل بها الحال الى اطعامها بنفسها كالاطفال ترفض اى محاولة منها لاعتراض
اما عن جلال فلم يسمح لقدميها ان تطأ الدرج يصعد بها وينزل بها رغم تقدمها فى الحمل وزيادة وزنها الضعف لكنه لم يكن يبالى باعتراضها كما الان وهو ينزل بها صباحا متجها بها ناحية غرفة المعيشة يضعها فوق الاريكة ثم يجلس على عقبيه امامها قائلا بعدها
متابعة القراءة