قصة جديدة

موقع أيام نيوز


فجأة بإهتمام 
هو أنت راجع أمريكا أمتي !
قلص وجهه بإستهجان قائلا 
أية السؤال الرخم دا !
رفعت كتفيها هاتفه بلامبالاه مصطنعة 
عادي يعني أصل أنا أعرف مثل بيقول يا بخت من زار و خف !
حسنا لم تصدمه كثيرا لأنه يعلم أنها تفتقر للذوق و أن لسانها قد أعتاد علي الدبش 
قال بإبتسامة سمجة 
مټخافيش يا رسل هفضل طابق علي نفسك !

تنهدت بخفة و هي تتدعي الضيق لكن داخلها يتراقص فرحا من كلماته..
ترجلا من السيارة ثم خطا تجاه بوابة المدرسة و قبل أن يدلفا منها كان يحاوط خصرها بذراعه و يضمها له بخفة شهقت بجزع من حركته المباغتة ليقول من بين أسنانه 
أتعدلي كدا و أركزي مش عايزين فضايح !
تمتمت بغيظ 
مستغل حقېر !
إبتسم بإصفرار و هو يردف 
لينا شقة تلمنا يا رسل !
تأففت بحنق ثم أستأنفا تقدمهما وصلا ل مسرح المدرسة ثم أتخذا مقعدين في الصفوف الأولي لكنه لم يفلتها بل أبدل مكان ذراعه فقط فقد حاوط كتفيها و هو يضع ساق فوق الأخري يراقب ما يحدث حوله ب عيون ثاقبة غمغمت بحنق و هي تتململ في جلستها 
يا عم أنت لو في تار ما بينا أو خدت منك فلوس و مرجعتهاش قولي و أحنا نتصافي لكن الإحراج دا ما ينفعش !
نظر لها بطرف عينه ثم قال بجمود 
استحملي عشان أنتي حرامية !
تشدقت بذهول و هي تشير لنفسها 
أنا و يا تري سړقت أية حضرتك !
أبتسم بإتساع لتظهر غمازتيه ثم قال بدراما و هو يضع يده علي موضع قلبه 
سړقتي قلبي يا حرامية القلوب !
زمت شفتيها و هي تطالعه بغيظ كادت أن ترد لكن صوت المديرة و هي تفتتح الحفلة جعلها تصمت و تنصب تركيزها عليها..
ظلت المديرة ذات المظهر المنمق تتحدث ل دقائق ثم قالت بإبتسامة هادئة 
و هنفتتح الحفلة ب أداء kids grade 1
kg 1 
هبطت المديرة من علي المسرح و ما هي إلا ثواني حتي فتح الستار ليظهر عبد الرحمن و بعض الأطفال الآخرين تعالي التصفيق من الحاضرين و كان أكثرهم ليث الذي تخلي عن ثباته و أخذ يصفق بحماس و قوة ل صغيره و معه رسل الذي أخذت تصفر هي الأخري مما لفت الأنظار لهما..!
أشار لهم عبدالرحمن بيده بإشارة ترحيبية و هو يبتسم بإتساع لتبعثله رسل قبلة في الهواء بدأت موسيقي هادئة و طفولية ب آلة الإكسليفون دامت لثواني ثم بدأ عبدالرحمن ب الغناء بصوت طفولي جميل..
أما رسل فكادت أن تطير فرحا بصغيرها الجميل ذا العيون الزرقاء ف كم هي فخورة الأن به و هي تري يقف أمام العشرات و يغني أمامهم بكل ثقة..
أنتهت الأغنية ليمسك عبدالرحمن الميكرفون و يقول بصوت متقطع يقطر براءة 
seni çok seviyorum Annem
أحبك كثيرا أمي 
ضحكت بسعادة جلية و قد أدمعت عيناها بعبارات الفرحة ل يغمز عبدالرحمن خفية ل ليث الذي بادله الغمزه بمرح !
تعالي التصفيق مرة أخري ليغلق الستار و يفتح بعد دقائق ليطل منه أطفال آخرون لكن من صف آخر خرج عبدالرحمن من باب جانبي يوصل لخشبة المسرح منطلقا
نحو رسل و ليث ك القذيفة نهض ليث و معه رسل ليستقبلا الصغير ليلتقفه ليث بين أحضانه رافعا إياه ردد عبدالرحمن بحماس 
كنت كويس يا بابا !
غمز له ليث قائلا بمرح 
أبن ليث الجندي لازم يكون جامد مش كويس بس !
ضحك عبدالرحمن بخفة لتأخذه رسل لأحضانها قبلت كل إنش بوجهه و هي تقول 
يا خلاثي علي العسل و القمر بتاعي دا !
جلسا علي مقعدهما و عبدالرحمن علي ساق رسل مر بعض الوقت حتي قاربت الحفلة علي الإنتهاء ليهمس لهما ليث بمكر 
أية رأيكم نسيبنا من آخر الحفلة و نخرج أحنا التلاتة !
تمتم عبدالرحمن بحماس 
أيوة أيوة !
أنتظر رد رسل لتقول بمرح 
لو في أكل أنا أشطا جاية !
هز رأسه بإبتسامة بسيطة ثم نهض و نهضت رسل خلفه و هي تحمل عبدالرحمن..
بابا لو سمحت..
قاطعها عزت بصرامة حاول أن يغطي بها نبرة التعب التي بصوته 
خلصنا يا مرام مفيش عمليات هتتعمل و دا آخر كلام عندي !
هتفت ناريمان بإستعطاف 
يا عزت بلاش تاخد الموضوع عند أحنا كلنا محتاجينك أنا و مرام و مريم و إياد و ليث و عمار مفكرتش في عمار يا عزت دا لسة صغير و مش هيستحمل لو بعد الشړ جرالك حاجة !
شرد لوهلة يفكر بحديثها لكن مرام كانت تعلم أنه حتي و إن فكر سيأخذ وقت طويل و ب حالته تلك كل ثانية تشكل فارقا معهم تنهدت بخفة و هي تقول 
أنا طالعة أشم شوية هوا !
لم تنتظر رد أحد و إنما خرجت من غرفة أبيها متجهه للشرفة الواسعة التي بآخر الرواق وقفت بها تطالع الزرع الأخضر بشرود تفكر ب حل ل تلك المعضلة ظلت دقائق علي نفس الوضع إلي أن قالت بتصميم و هي تقبض علي هاتفها 
مبدهاش هي لازم تعرف !
فركت جبينها ب تعب ف من أين تأتي ب تلك الجرأة التي ستتلبسها حتي تتصل ب رسل و تبلغها ب ذلك الخبر..
دلفوا للمنزل و هم يضحكون بمرح ليقابلهم عمار الضاحك ببلاهه تمتمت رسل 
شكل في مصېبة !
هتف عمار ببلاهه و هو يقترب من رسل 
مبروك يا رسل عشت و شوفت اليوم دا !
أرتفع حاجبيها بدهشة ليقول ليث بتقطيبة 
في أية !
هتف عمار ببلاهه و هو يربت علي كتف رسل 
رسل جالها عريس عقبال عندك !
صړخة مستنكرة صدرت من كلاهما لېصرخ ليث بإنفعال 
نعم ياخويا عريس أية دااا !
قال عمار ببراءة 
واحد جه خبط و سأل عن رسل ف قولتله أنها مش موجودة سألني أنا مين فقولتله أخوها و..
صړخ ليث بإنفعال 
أخلص !
أنتفض بفزع من نبرة صوته ليكمل بإرتجاف 
دخلته و قالي الكلمتين بتوع يسعدني و يشرفني أني أطلب أيد أختك و كدا فقولتله معنديش مانع و قرينا الفتحة !
وضع ليث يده علي قلبه قائلا بوجه متقلص 
اه هتشليني يا إبن ناريمان قريت فاتحة مراتي يا حيوااااااان أنت أهبل يلا أنت و عريس الغفلة داااااا !
أما رسل ف كانت غارقة بنوبة من الضحك علي طريقة نطق عمار للكلمات و علي أفعال ليث مرت دقائق أستطاعت فيها تمالك نفسها لتقول و هي تسبل جفنيها بخجل مصطنع 
كدا يا عمار تكسفني قدام أبيه ليث طب كنا قولناله بعد الخطوبة !
ألتفت لها ليث بحدة مطالعا إياها پصدمة ف بما تهذي تلك الخرقاء هتف عبدالرحمن ببراءة 
يعني هيبقي عندنا فرح !
جينها حقا كاد أن يصاب بسكتة قلبية من ثلاثتهم لېصرخ پغضب و هو يخلع حذائه هاما ب إلقائه عليهم 
يلا يا ولاد الجزم من هنا .
هرع الجميع من أمامه ليرمي بثقل جسده علي الأريكة مفكرا في ذلك الشخص المسمي ب عريس الغفلة !
رمت بجسدها علي السرير بعدما أبدلت ملابسها و جمعت شعرها علي شكل كعكه ضحكت بخفة علي ذلك الموقف و كيف كان ليث علي وشك أنه ينفث ڼارا من فمه من فرط غضبه هزت رأسها بإبتسامة صغيرة ف اليوم كان من أحلي الأيام التي قضتها بصحبته..
وضعت رأسها علي الوسادة و هي تبتسم ب حالمية ف هي تتمني أن يظل ليثها الحبيب هكذا طوال الدهر ظلت تفكر و تنسج أحلامها أن غلبها سلطان النوم ل تسقط خاضعة له...
في صباح اليوم التالي
هبطت من علي الدرج بسرعة و شعرها يتحرك معها ب حرية ما أن وصلت ل بوابة العمارة السكنية حتي وجدت من يقفز أمامها من العدم و علي وجهه إبتسامة مستفزة قطبت جبينها قائلة بذهول 
سامح !
ياااااه مش قادر أصدق أن فتحتنا أتقرت يا رسل !
رفعت حاجبيها بدهشة كبيرة ف ذلك السمج كان يلمح من قبل لخطبة شقيقتها الصغري مرام و الأن هو يقول لها هذا الكلام !
عندما فهمت أنه هو من كان يتحدث عنه عنار أومأت قائلة بسخرية 
اااااه هو أنت بقااا اللي عمار قال عليه !
أومأ بفخر و هو يعدل من ياقه قميصه لتصيح رسل بحنق 
بقااا يا مبقع يا أبن المبقعة رايح تخطبني من أخويا اللي لسة مكملش ال 17 سنة و تطبخ العملة من غير ما أعرف أنت فاكر أني هرضي بيك يا شمام يا عدمان يا ناقص يا اللي العشرة منك في سوق الرجالة ب تلاتة تعريفة !
فغر سامح فمه پصدمة لكنه أقترب منها قائلا بإستعطاف 
أنا بحبك يا رسل ان...
و قبل أن يكمل كلمتة كانت قبضة فولاذية تسدد لوجهه لتطرحه أرضا تراجعت رسل للخلف پصدمة و هي تناظر ليث الذي أنقلب حالة مائة و ثمانون درجة بذهول قبض علي ياقة سامح ثم رفعه إليه صارخا به پغضب 
أفتكر انك انت اللي جنيت علي نفسك !
ثم أنهال عليه ب الضړب المپرح و هو يسبه بحنق ف من هو ل يقول ل معشوقته أحبك !
نظرت له بطرف عينها علها تستشف ما ينتوي فعله لكن ملامحه كانت غامضة لم تفهم منها شيئا غمغمت ب تلجلج 
اااااا هو...
قاطعها قائلا پغضب مكتوم 
ششششششش سيبيني دلوقت !
زمت شفتيها بحنق و ىبعت ذراعيها أمام صدرها دقائق مرت من الصمت ل تصيح بنفاذ صبر 
ما أنا مش ليا ذنب الصراحة عشان تتلوي و تتأمص !
ضغط علي المكابح بقوة ثم ألتفت لها يطالعها بنظرات حانقة أقترب منها بوجهه مردفا بنبرة قوية 
أعملي حسابك الرحلة كمان يومين بعد ما نرجع منها هنروح للمأذون نكتب كتابنا تاني لأن بصراحة الموضوع بوخ أوي !
طالعته بتحدي و أنفه و هي تقول 
و مين قالك أني موافقة !
إبتسم من جانب ثغره ب ثقة و هو يقول 
هتوافقي يا رسل و يا أنا يا أنتي..!
ثم أنطلق بعد ذلك ب السيارة مستأنفا طريقة نحو مقر الجريدة..!
مر يومين و لم يحدث بهما أي شئ يذكر إلي أن جاء
يوم الرحلة...
في الخامسة صباحا
كان جميع من يعملون في الجريدة متجمهرين أمام الثلاث أتوبيسات يتهامسون بإهتمام عن الرحلة ف هذا موقف نادر أن يحدث توقفت سيارة ليث علي جانب الطريق ليترجل منها ب خطوات واثقة مما لفت الأنظار إليه همست
 

تم نسخ الرابط