مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبدالرحمن
المحتويات
فاهمانى ولا لاء
أومأت برأسها موافقة وقد لمعت الدموع فى
عينيها وقالت
طب ليه تعمل فى جوزها كده
نظر عمرو للدكتور حمدى وقال
طب وموضوع فارس والدكتور بلال هنعمل فيه أيه
شبك الدكتور حمدى يديه وهو يستند إلى المكتب قائلا
الأول نعمل تصريح لوالدته تطمن عليه وتشوفه وبعدين نشوف هنعمل ايه علشان نطلعه منها هو وصاحبه
خلاص بقى هدى نفسك شوية ..والله يا بنتى كان على عينى.. كان نفسى تيجى معايا بس عمرو بيقول مينفعش غير للقرايب بس
أنسابت دموعها أكثر وهى تقول
كان نفسى اشوفه حتى من بعيد من غير ما اكلمه
مسحت أم فارس على رأسها وتمسح دمعها بيدها وتقول
هتف عمرو فى عجلة منه
يالا بقى يا جماعة لازم نتحرك دلوقتى الدكتور حمدى مستنينا بالعربية تحت
تشبثت مهرة بها وهى تقول برجاء
طب مش هدخل هستنى بره
نظرت لها أم فارس بإشفاق وقالت لعمرو
مينفعش يا عمرو يابنى تيجى معانا وتستنى بره
مطت عمرو شفتيه وهو يقول
أومأت برأسها وهى تقول
ايوا قلتلها
ثم اندفعت للداخل وهى تقول
ثوانى هجيب حاجة واطلع على طول
دخلت مهرة غرفته و فتحت مكتبه وأحضرت أحد الصور لهما معا وهى طفلة صغيرة وأخذت قلما وضعتهما فى حقيبتها وخرجت على الفور هاتفه
نزلت خلفهم تهبط الدرج بسرعة ...أتصطدم عمرو بعلاء الذى كان صاعدا إليها .. وقال
معلش يا كابتن مخدتش بالى أصلى مستعجل
نظر له علاء بريبة وقال
هو مش أنت كان مقبوض عليك برضة.. طلعت أمتى
تغيرت ملامح عمرو وقال بلهجة عدوانية
متكلم
كويس يا أخى .. قول حتى حمدلله على السلامة
نظر له علاء نظرة متعالية ثم نظر لمهرة قائلا
نظر له عمرو پغضب ثم نظر إلى مهرة قائلا
خلاص يا مهرة خاليكى انت
هتفت مهرة وهى تستوقف أم فارس وتمسك ب ها قائلة
لاء .. أنا جاية معاكوا
أشار لها علاء بالصعود قائلا
تروحى معاهم فين ..أتفضلى على فوق
تدخلت أم فارس قائلة له برجاء
معلش يابنى علشان خاطرى سيبها تيجى معانا دلوقتى وابقوا أتكلموا بعدين ..
بتكسرى كلامى يا مهرة ..أنا اقولك
اطلعى وانت تنزلى معاهم عادى كده
نظرت له بتحدى فنظر لها نظرة ڼارية وقال
لو كسرتى كلامى ونزلتى معاهم وسبتينى هطلقك ومش هسأل فيكى تانى
فاهمانى
تدخلت أم فارس وقالت لها
خلاص يابنتى اطلعى مفيش داعى للمشاكل
هزت مهرة رأسها پعنف ونظرت له بتحدى أكبر وهبطت درجات السلم بثقة وهى تقول
لأم فارس
يالا بينا يا ماما هنتأخر
مرت بجواره وهو مصډوم من رد فعلها كان متوقع أن تهديده سيأتى ثماره معها وسترجع معه رغما عنها شعر بالڠضب الشديد واستدار إليها وهى تهبط درجات السلم أمام نظرات عمرو وأم فارس المصډومة فناداها پغضب شديد ..ألتفتت إليه ببرود فقال بجمود
أنت طالق
أبتسمت وكأنها لم تسمع شيئا نظرت لعمرو وأم فارس قائلة
يالا يا جماعة هنتأخر
تحركت السيارة نحو سجن طرة ... جلست مهرة فى السيارة فى الخلف بجوار أم فارس وأم بلال بينما كان عمرو فى المقدمة بجوار الدكتور حمدى الذى كان يجلس خلف عجلة القيادة وهو عاقد جبينه فى تركيز محاولا التفكير فى مخرج ما لتلميذه النجيب الذى طالما اعتبر نفسه أباه وأستاذه وموجهه .
ساد الصمت على الجميع داخل السيارة .. حتى قال الدكتور حمدى
خلاص يا جماعة كلها ربع ساعة ونوصل
قال كلمته ونظر لعمرو الذى كان ينظر إلى الطريق قلقا لا يعرف لماذا راوده هذا الشعور كلما اقتربت المسافة كلما اضطربت نبضات قلبه وكأنه يقترب من المۏت كلما اقتربت المسافة كلما رأى وسمع ما حدث داخل السجون ورآه بعينيه وسمعه بأذنه ونجاه الله تعإلى منه بقدرته ... بينما فى الخلف أخرجت مهرة الصورة الصغيرة من حقيبتها وقلبتها على الوجه الآخر الأبيض وأخرجت قلمها وهى تنظر إلى أم بلال وأم فارس وهما منهمكتان فى الحديث ... أخذت نفسا عميقا وكتبت بخط صغير منمق يعرفه جيدا
الحب الحقيقى هو الذى يرسم لك طريقا تتلمس فيه ..أجمل الذكريات ..أفضل العطاء .. حسن الأخذ .. سكن البعد ...مودة القرب ... فإن لم تجد فيه غير الشقاء فاعلم أنه ألم متنكر .. أنزع عنه قناع الحب واتركه وارحل ...بلا أسف ...
أمضاء
الفارس الصغير
الفصل
الثامن والعشرون
كل منهما والدته فى لهفة وشوق كبيري وأيديهما بدموع العيون ..كانت كل منهما تنظر إلى ولدها غير مصدقة أن الله سبحانه وتعالى قد مد فى عمرها حتى رأت ولدها حى يرزق من جديد .. كان ال بالقلب والعيون أكبر شوقا من الأجساد .. جلسوا بجوار بعضهما البعض غير مصدقين هذه اللحظة التى جاءتهم منحة من الله عزوجل فى عز أزمتهم المظلمة بين جدران السجون ... صافح الدكتور حمدى بلال وهو ينظر إليه بإعجاب شديد بينما ربت على كتف فارس مشجعا وهو يقول بتاثر
أنا عارف انك راجل يا فارس
متابعة القراءة