مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبدالرحمن
المحتويات
تقومى تتوضى وتصلى ركعتين علشان تطمنى
توجهت مباشرة إلى الحمام توضات وصلت ركعتين أدخلا الطمأنينة فى نفسها ثم عادت لفراشها وقد داعب النوم جفونها فتثاقلت واستسلمت لنوم عميق
جلس فارس بجوار والدته حول مائدة الغذاء وبدأ فى تناول الطعام وهو يقول
مهرة رجعت من الامتحان ولا لسه يا ماما
هزت والدته رأسها نفيا وابتلعت طعامها ثم قالت
ترك الملعقة من يده ونظر إلى والدته متسائلا
درس أيه ده وفين
نظرت إليه والدته بتفكير ثم قالت
مش عارفة درس أيه بالظبط اللى اعرفه أنها عندها درس ..بطلت أكل ليه
تناول ملعقته مرة اخرى وقال بضيق
أنا مبحبش قصة الدروس اللى مالهاش مواعيد دى .. وبعدين ما تاخد الدرس فى بيتها
لازم تروح تتنطط عند الناس بره والله أعلم بيوتهم عاملة ازاى وشكلها أيه.. وعندهم رجالة ولا لاء.
لما ترجع ابقى نادى عليها علشان عايزها.. لما نشوف أيه حكاية الدروس دى
شردت والدته قليلا وهى تقلب طعامها فى طبقها عدة مرات حتى لاحظ هو ونظر إليها وتسائل باهتمام
مالك يا ماما مبتكليش ليه
وضعت أمه معلقتها وشبكت أصابعها أمامها وهى تستند بمرفقيها على المائدة ونظر إليه بعمق وقالت
قالت جملتها الأخيرة وهو ينظر إليها بدهشة لا يكاد يصدق ما يسمع فقال باستغراب
من أمتى وانا مش مسئول عن مهرة .. أنت قولتيلى الكلام ده قبل كده لما جبتلها الخمارات وانا مركزتش معاكى لكن لما يتعاد تانى يبقى فى حاجة انا معرفهاش
أنا عارفة انك انت اللى مربيها وبتعتبر نفسك مسئول عنها.. لكن يابنى دلوقتى الوضع اختلف مهرة كبرت خلاص
ترك ملعقته ونهض وهو يقول بانفعال شديد
معنى انها كبرت انى خلاص أشيل أيدى من المسئولية.. وانا عارف أن اخوها مكبر دماغه وبره البيت طول اليوم وابوها مسافر وسايبهم .
أعتدلت والدته وهى تقول
أتجه إلى غرفته وهو يقول باقتضاب
معلش يا ماما شبعت.. عن أذنك هدخل اريح شوية
هزت والدته رأسها فى عدم رضا وهى تقول بأسف
ربنا يهدى الحال
دخل فارس غرفته متبرما ألقى جسده على الفراش كما لو كان يدفع حملا ثقيلا
عن كتفيه قد أثقله كيف يتركها وهى هى التى ولدت ووضعت بين يه مباشرة قبل أن تلامسها يدي والدتها وقبل أن يراها أخيها وقبل أن يعلم أبيها بأنها قد جاءت إلى الحياة هى التى كبرت بين يديه واحتوتها غرفته لسنوات طفولتها ومشاغباتها وألعابها وسعادتها ومرحها بل وبكائها وتبرمها وضجرها وزرع فيها القيم والأخلاق التى أحبها وعاداته المفضلة فأصبحت تتوقع تتصرفاته قبل أن يفعلها وعلم عنها كل شىء بل وأكتشفها كما اكتشفته فاصبحت كتابا مفتوحا أمامه خالى من الألغاز لاتوجد به علامة استفهام واحدة ترددت كلمات أمه فى عقله مقتحمة ذكرياته مبعثرة أفكاره وهى تخبره أن أخيها أولى بها لأنها قد كبرت.. وضع الوسادة على وجهه يريد
نقر عمرو بخفة نقرات بسيطة باب مكتب صلاح ثم فتحه وأطل برأسه داخله وهو يقول
صباح الخيرات
ضحك صلاح وهو ينهض ويتجه إليه .. ه بحرارة وهو يقول
حمدلله على السلامة جيت أمتى
قال عمرو بمرح
لسه نازل من الجتر
يا بشمهنديز
أهتز صلاح ضاحكا وهو واضع ه على كتف عمرو وقال
لاء شكلك أخدت الچنسية من كتر قاعدتك هناك
جلس عمرو على المقعد المقابل للمكتب وقال برجاء
أبوس أديكوا بقى كفاية.. أنا لفيت جمهورية مصر العربية كلها هو انا عملت فيكوا ايه علشان ترحلونى كل شوية كده
أختفت أبتسامة صلاح وجلس على
المقعد المقابل لعمرو وقال بجدية
يعنى مش عارف عملت ايه.. حد قالك تتجوز
أستند عمرو بمرفقه على حافة المكتب ولوح بيديه قائلا
هو انا عارف اتجوز.. هى الشركة كل مشاريعها خارج القاهرة ليه نفسى اعرف
مال صلاح للأمام وقطب جبينه قائلا
أسمع يا عمرو.. أنت
عارف أنى بحبك زى ابنى بالظبط وبصراحة كده انا مش عاجبنى تصرفاتك .. أنت زى ماتكون عاجبك اللى بيحصل ومبسوط أن فى حد بيجرى وراك وعايزك
عقد عمرو يديه أمام ه وقال معترضا
هو انا يعنى عاوز أتمرمط كده ..أنا بس والله عاوز احوش قرشين علشان اعرف اجيب العفش ..ولو سبت الشغل دلوقتى يبقى قول على جوازى يا رحمان يارحيم ..أعمل ايه مضطر استنى واشتغل واسافر واستحمل بعدى
عن أهلى ومراتى لحد ما الاقى شغل تانى على الأقل بنفس المرتب اللى باخده هنا.
أسند صلاح ظهره إلى المقعد وقال متسائلا
يعنى جبت الشقة خلاص
قال عمرو بابتسامة واسعة
أه الحمد لله حاجة كده إيجار بس حلوه ومش محتاجه توضيب كتير يعنى تقريبا جاهزة
أبتسم صلاح وهو يقول متهكما
يعنى عاوز ثلاث سنين كمان علشان تعرف تجيب العفش !
زفر
متابعة القراءة