قصة أصحاب الكهف
المحتويات
يسألونهم عن أشياء يمتحنون بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسألونه عنها ليختبروا ما يجيب به فيها فقالواسلوه عن أقوام ذهبوا في الدهر فلا يدري ما صنعوا وعن رجل طواف في الأرض وعن الروح. فأنزل الله تعالى ويسألونك عن الروح ويسألونك عن ذي القرنين وقال ههنا أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا أي ليسوا بعجب عظيم بالنسبة إلى ما أطلعناك عليه من الأخبار العظيمة والآيات الباهرة والعجائب الغريبة. والكهف هو الغار في الجبل. القصة في زمان ومكان غير معروفين لنا الآن كانت توجد قرية مشركة. ضل ملكها وأهلها عن الطريق المستقيم وعبدوا مع الله مالا يضرهم ولا ينفعهم. عبدوهم من غير أي دليل على ألوهيتهم. ومع ذلك كانوا يدافعون عن هذه الآلهة المزعومة ولا يرضون أن يمسها أحد بسوء. ويؤذون كل من يكفر بها ولا يعبدها. في هذه المجتمع الفاسد ظهرت مجموعة من الشباب العقلاء. ثلة قليلة حكمت عقلها ورفضت السجود لغير خالقها الله الذي بيده كل شيء. فتية آمنوا بالله فثبتهم وزاد في هداهم. وألهمهم طريق الرشاد. لم يكن هؤلاء الفتية أنبياء ولا رسلا ولم يتوجب عليهم تحمل ما يتحمله الرسل في دعوة أقواهم. إنما كانوا أصحاب إيمان راسخ فأنكروا على قومهم شركهم بالله وطلبوا منهم إقامة الحجة على وجود آلهة غير الله. ثم قرروا النجاة بدينهم وبأنفسهم بالهجرة من القرية لمكان آمن يعبدون الله فيه. فالقرية فاسدة وأهلها ضالون. عزم الفتية على الخروج من القرية والتوجه لكهف مهجور ليكون ملاذا لهم. خرجوا ومعهم كلبهم من المدينة الواسة للكهف الضيق. تركوا وراءهم منازلهم المريحة ليسكنوا كهفا موحشا. زهدوا في الأسرية الوثيرة والحجر الفسيحة واختاروا كهفا ضيقا مظلما. إن هذا ليس بغريب على من ملأ الإيمان قلبه. فالمؤمن يرى الصحراء روضة إن أحس أن الله معه. ويرى الكهف قصرا إن اختار الله له الكهف. وهؤلاء ما خرجوا من قريتهم لطلب دنيا أو مال وإنما خرجوا طمعا في رضى الله. وأي مكان يمكنهم فيه عبادة الله ونيل رضاه سيكون خيرا من قريتهم التي خرجوا منها. استلقى الفتية في الكهف وجلس كلبهم على باب الكهف يحرسه. وهنا حدثت معجزة إلاهية. لقد نام الفتية ثلاثمئة وتسع سنوات. وخلال هذه المدة كانت الشمس تشرق عن يمين كهفهم وتغرب عن شماله فلا تصيبهم أشعتها في أول ولا آخر النهار. وكانوا يتقلبون أثناء نومهم حتى لا تهترئ أجاسدهم. فكان الناظر إليهم يحس بالړعب. يحس بالړعب لأنهم نائمون ولكنهم كالمستيقظين من كثرة تقلبهم. بعد هذه المئين الثلاث بعثهم الله مرة أخرى. استيقضوا من سباتهم الطويل لكنهم لم يدركوا كم مضى عليهم من الوقت في نومهم. وكانت آثار النوم الطويل بادية عليهم. فتساءلوا
متابعة القراءة