قصة مشوقة جدا
أنفاسها الأخيرة بينهما..ليتراخى جسدها ويسقط أرضا ..ليضحك مجدى پجنون..ثم يتهاوى أرضا يستند إلى ظهر السرير..ينظر إلى جسد بشرى الملقى أرضا وقد فارقته الروح..ليبكى بقوة..ينعى قلبه الذى حطمته تلك الخائڼة ..وينعى روحه التى فارقت الحياة بدورها .....مع فراقها.
كانت شروق تشعر بالقلق على مراد الذى إختفى منذ الأمس..تحاول الإتصال به كل دقيقة..فلا يرد على مكالماتها ليزداد قلقها عليه..حتى أصبح هاتفه مغلقا تماما..لتشعر شروق بالخطړ..تتصل بيحيي فيخبرها أنه يبحث عنه بدوره وعندما سيجده ..سيطمئنها عليه..ولكن هذه الكلمات لا تطمأن بالها أبدا ..تريد أن تخرج بنفسها لتبحث عنه ولكن أين تبدأدق جرس الباب لتسرع إليه وتفتحه بلهفة..لتقف متجمدة من مرأى مراد..يقف أمامها بهيئة مزرية..فلقد نمت لحيته وظهر اللون الأسمر حول عينيه.. وتبعثر شعره ..إلى جانب تجعد ملابسه..لتدرك أن هناك أمرا جللا قد حدث..خاصة ومراد يقف هكذا.. ينظر إليها بإنكسار وقد تهدلت كتفاه..لتسرع وتمسك بيده تدخله إلى المنزل..تتجه به إلى حجرة النوم دون كلمة..لتتركه لثوان وتدلف إلى الحمام..لتعود وتجده واقفا كما تركته..لتأخذ بيده ..تدخله إلى الحمام..تزيل عنه ملابسه وهو مستسلم لها..ثم تجلسه فى حوض الإستحمام الذى ملأته خصيصا لأجله..تصب عليه الماء برفق..وتدلك كتفيه بحذر..تزيح عنه هموم جسده..وقلبه فى آن واحد..حتى أحس بالإسترخاء التام..لتحضر شروق روب الإستحمام الخاص به وتنهضه لتلبسه إياه..ثم تتجه به إلى سريره..ليغمض عينيه ..ليشعر بالراحة ويستسلم لنوم عميق.....عميق جدا.
أيوة يايحيي..هو بخير متقلقش عليه..نايم جوة أهو.
إستمعت إلى يحيي قليلا ثم قالت بحزن
انا كدة فهمت ..متقلقش..مش هسيبه خالص..
إستمعت إليه مجددا ثم قالت
مش عارفة يايحيي..إذا كان هيوافق ولا لأ..عموما أنا هقوله وربنا يقدم اللى فيه الخير.
لتغلق الهاتف ثم تنظر بإتجاه باب الحجرة بحزن على حال زوجها وسبب تلك الحالة التى هو عليها.. قبل أن تأخذ تلك الصينية التى أعدت عليها الإفطار لمراد..وتتجه إلى تلك الحجرة لتبعد عن عيونها الحزن وهي تفتح الباب لتجد مراد مستيقظا.. يجلس فى السرير ويستند إلى الوسادة لتبتسم قائلة
قال مراد بنبرات حزينة
وهييجى الخير منين بس ياشروق
وضعت شروق الصينية من يدها وهي تقترب منه وتجلس على السرير إلى جواره قائلة
تؤ تؤ تؤ..النبرة الحزينة دى مش حلوة على الصحة أبدا يامراد..إيه يعنى اللى ممكن يخليك بالشكل ده
كاد أن يتحدث ولكنها وضعت إصبعها على فمه تصمته وهي تقول
أيا كان اللى حصل..مش هقولك غير الكلام اللى قلتهولى فى المستشفى..وخلانى أتغلب على محنتى الكبيرة.. فاكر كان إيه
نظر إليها فى حيرة..لتبتسم وهي تخفض إصبعها تمسك يديه بين يديها قائلة
من يوم
ما إتجوزنا وإنت مش لوحدك يامراد..أنا جنبك ومعاك فى كل حاجة..على الحلوة وعلى المرة..كل حاجة هتعدى..وكل حاجة بتهون..خلى بس أملك فى الله كبير.
ونعم بالله..أنا مش عارف من غيرك كنت عملت إيه فى حياتى ياشروق.
إبتسمت ثم قالت بحب
سواء كنت معاك أو كنت من غيرى..فمراد اللى أعرفه..أقوى من أي محڼة ممكن يمر بيها.
..لتقول بتردد
مراد..
نظر إليها مستفسرا يشعر بترددها لتستطرد قائلة
يحيي كلمنى يعنى..عشان يطمن عليك وعايزنا...
قاطعها قائلا
عايزنا نروح نعيش فى بيت الشناوي.
أومأت برأسها دون أن تنطق ليقول مراد بهدوء
وإنتى رأيك إيه
قالت شروق
اللى تشوفه يامراد..أنا مش مهم عندى المكان ..المهم تكون معايا فيه.
إبتسم قائلا
وفيلا الشناوي هتنور بيكى ياشروق.
إنتى حلوة أوى ياشروق.
أحست بالخجل لترفع خصلة من شعرها خلف أذنها ثم تمالكت نفسها وهي تقول بمزاح
متاخدنيش فى الكلام..قوم يلا عشان نفطر..وبعدين أحلقلك دقنك دى اللى مخبية ملامحك وراها.
إبتسم قائلا
هتعرفى ياشروق
نهضت وهي تؤدى التحية العسكرية قائلة بمزاح
معاك الأومباشى شروق ..تخصص حلاقة يافندم.
ضحك مراد بقوة لتنظر إليه شروق بحب
قائلة بهمس
ربنا ما يحرمنى من ضحكتك يامرادى.
توقف مراد عن الضحك وقد وصلت إليه همساتها ليقول بعشق
ويخليكى لية ياشروقى.
إبتسمت شروق وهي تنظر إليه بعشق تنطق به نبضات خافقها ..ليجيبها بعشق تظهره نظراته.
دلف يحيي من باب الحجرة..ليجد رحمة التى تنتظر إياه بقلق..لتسرع إليه بقوة قائلة
إتأخرت ليه يايحيي..انا كنت ھموت من القلق عليك.
بعيد الشړ عنك يارحمة..
ليبتعد عنها وهو يضع يده على بطنها مستطردا
ربنا يخليكوا لية.
ليمسك يدها ويتجه بها إلى الأريكة يجلسها ويجلس بجوارها ..لتنظر إلى ملامحه التى يبدو عليها الإرهاق..لتقول بقلق
مالك يايحيي ..كنت فين كل ده
زفر يحيي قائلا
كنت بډفن بشرى يارحمة.
وضعت رحمة يدها على فمها تكتم صړخة كادت أن تفلت منها وهي تنتفض مبتعدة عن يحيي قائلة بجزع
إنت اللى قټلتها يايحيي
قال يحيي بإستنكار
قټلتها إيه بسإنتى شايفانى سڤاح..أقعدى يارحمة وإسمعينى.
هدأت نبضاتها وجلست إلى جواره مجددا ليقول بهدوء
النهاردة الصبح لقوا چثة بشرى مخڼوقة ومرمية فى أوضة فى شاليه من الشاليهات.. وجنبها چثة مجدى اللى الظاهر بعد ماقتلها مستحملش وقطع شرايينه وماټ..الظابط صاحبى كلمنى لما إتأكد من هوية بشرى وانا بإتصالاتى وعلاقاتى لمېت الموضوع..وخرجت تصريح الډفن ودفنتها بعد العشا..طبعا كان لازم أروح لمراد وأقوله على اللى حصل وأطمن عليه وبعدين سيبته مع شروق وجيت علطول.
نظرت إليه رحمة قائلة فى أسى
لا حول ولا قوة إلا
بالله ..أهي ماټت ومأخدتش معاها غير عملها..ربنا يرحمها ويغفر لها..الحمد لله إن نهايتها مكنتش على إيد مراد.
قال يحيي
الحمد لله.
لتعقد رحمة حاجبيها قائلة
بس إيه اللى خلى واحد زي مجدى يعمل العملة السودة دى ..بعد مساعدته ليها طول الوقت اللى فات ده.
قال يحيي بغموض
أكيد فتح عيونه وشافها على حقيقتها يارحمة.
قالت رحمة بحزن
لا حول ولا قوة إلا بالله..ربنا يرحمهم ويغفرلهم.
أومأ يحيي برأسه قائلا
آمين.
....بعد مرور ٨ شهور....
قبلت رحمة رأس الصغير هاشم بحنان..ثم دثرته وهي تنظر له بإبتسامة شغوف..قبل ان تنتقل وتفعل بالمثل مع صغيرتها راوية التى إنتهى حفل سبوعها منذ قليل..والذى إجتمعت فيه العائلة بسعادة..فرحين بمولد تلك الصغيرة..أصغر أحفاد عائلة الشناوي ..والتى خطفت القلوب بجمالها آخذة من أمها لون عينيها الرماديتين وشعرها الأسود كالليل..وآخذة من والدها جبهته وغمازتيه وآخذة من خالتها إسمها..ليتكالب الجميع على حجزها لولده حتى مراد الذى علم لتوه بخبر حمل زوجته.. ليحجزها بدوره لطفله الذى مازال فى علم الغيب ولكنه يشعر فى أعماقه أنه ولد..رافضا فرق السن الذين تحدثوا عنه وقال أنها شهور فقط..فلا داعى لتلك الترهات التى يقولونها..فراوية لهشام وهشام لراوية..ليضحك الجميع.
إبتسمت رحمة وهي تتذكر تلك الليلة الرائعة..تحمد الله على تلك النعم التى يغدقها عليها..واحدة تلو الأخرى ..أغمضت عينيه..لتفتح عيونها مجددا وهي تلتفت وتجد يحيي واقفا بالفعل يستند إلى الباب يتأملها بإبتسامة إرتسمت على ثغره..لتبتسم بدورها قائلة
واقف من بدرى
إتسعت إبتسامته وهو يقترب منها قائلا
من أول ما بتوزعى كريز على حبايبك وسايبانى نفسى فى الكريز.
إتسعت إبتسامتها وهي تقترب منه قائلة بدلال
وأنا من إمتى بس حرمتك منه
وقف أمامها تماما..وهو ينظر إلى ساعته ثم ينظر إليها قائلا بهمس
بالظبط من ٨ ساعات..و٢٠ دقيقة..و٣٠ ثانية.
قالت
تؤ تؤ تؤ..خليتنى أحس بالذنب يايحيي.
همس بدوره
قلب يحيي وعمره كله.
.. يشعر بأن الله يحبه لأنه جمعه
بمحبوبته مرة أخرى ورزقه الله منها براوية التى وافق أن يسميها بإسم أختها رغم ما فعلته بهما فى الماضى..لأنها فقط كانت السبب فى جمعهما من جديد رغم كل شئ..وتلك السعادة التى يعيشها الآن مع فاتنته السمراء..كان لها فضلا فيها كما أخبر رحمة سابقا..ربما هناك أشياء تمر بحياتهما تعكر صفو سعادتهما..كخبر ۏفاة والدة رحمة بعد تلقيها عدة طعنات من الرجل الذى تعمل لديه عقب مشاجرة بينهما على مبلغ من المال أخفته عنه..فهو لم يخبر رحمة بعملها كفتاة ليل بالماضى وقۏادة بالحاضر..كما لم يخبرها أيضا بخبر ۏفاة والدتها..فهو يعلم أنه رغم عدم سؤال رحمة عن والدتها إلا أن غدرها بها يؤثر بها وبقوة إلى جانب أنها رغم كل شئ ستحزن عليها..إذا فلا داعى ليحزنها الآن وهي ترضع طفلتهما..وليدع فقط السعادة تظلل حياتهما..فقد مرا بالكثير حتى حصلا على تلك السعادة التى يدعو من كل قلبه أن تكون أبدية ..كعشقه لرحمته.....تماما.
تمت بحمد الله