رواية عرفان و عذراء بقلم سارة مجدي

موقع أيام نيوز


نظرات الحجه عفيفه التى اصبحت الان الجده للطفلين بكل ما تحمل الكلمه من معنى وقفت الصغيره لتضم عرفان بسعاده لنجاحه فى مهمه طلاء اظافرها و قالت بعد ان طبعت قبله على وجنته
شكرا بابا
انت حبيبه بابا
كانت السعاده ترتسم على ملامح كل من عفيفه و عذراء اللذان شعرا بالصدمه من تصرف الصغيره لكنه تصرف خرج من القلب و وصل الى القلوب مباشره

ظلت الدموع تلمع داخل مقلتى عرفان حتى دخل هو و عذراء غرفتهما نظر اليها و قال بعد تصديق
جنه قالتلى يا بابا قالتى يا بابا صح يا عذراء
اه قالتلك يا بابا
ابتسم بسعاده كبيره
ثم قطب جبينه فجأه و نظر اليه قائلا
انت زعلتى انها قالتلى يا بابا
قطبت هى الاخرى جبينها و قالت بأندهاش
هضايق ليه البنت قالتها علشان حست بيها هزعل علشان بنتى بقا ليها أب حنين و طيب زيك معقوله دى
ليبتسم بسعاده و عاد يقول
جنه قالتلى يا بابا
كانت عذراء من داخلها تشعر بسعاده كبيره و راحه لا وصف لها فبعد كل ما عنته ما شخص كا سالم لا مشاعر له عملى لا يشغل عقله سوا المال و ما حدث مع عائلتها من بعد ۏفاته تجد الحنان و الحب و الامان مع عرفان و بين احضان ماما عفيفه لم تشعر بنفسها و هى تقترب من مكان جلوسه و جلست امامه ارضا و انحنت تقبل يديه بأحترام وحب ثم رفعت عينيها تنظر الى عينيه
المصدومه من تصرفها و قالت
شكرا انك فى حياتى شكرا لانك فى حياه و لادنا 
ليضمها بقوه و كأنه و اخيرا وصل بر امان بعد ان كان تائه فى بلاد غريبه و عاد الى الوطن و همس بجانب اذنها
شكرا لوجودك فى حياتى و شكرا انمك ام ولادنا و سمحتيلى اكون ابوهم 
كانت تقف فى مطبخ الحجه عفيفه تقوم بتحضير وجبه الإفطار و على وجهها إبتسامه ناعمه بسبب أصوات ضحكاتهم التى تصل تمحوا آثار الماضى المؤلم
دخلت إليها جنه و هى تقول بمرح
بابا بيقولك هنفطر النهارده و لا لأ
لتنظر إليها عذراء بأبتسامه حانيه و قالت و هى تمد يدها بصحن الفول
لأ يا ست جنه هنفطر النهارده
لتأخذ الصغيره الصحن من يد والدتها و هى تقول بسعاده
و أخيرا
و غادرت المطبخ و هى تقول بصوت عالى
الطعاااااام
لتضحك عذراء بصوت عالى و هى تستمع لصوت عرفان و هو يقول
حان وقت الطعام حسب التوقيت المحلى لسيدة القصر السيده
عذراء
كانت الحجه عفيفه تتابع ما يحدث بسعاده كبيره و فرحه فولدها لقد شعر أخيرا بالسعاده و وجد كل ما يريد وأصبح بفضل عذراء و أبنائها أب
اجتمع الجميع حول طاولة الطعام لتناول الطعام بين ضحكات عرفان مع عبد الرحمن الذى أتم عامه الثانى و بين جنه التى دائما دائما ملتصقه به تحب حديثه و تشعر دائما بالأمان جواره
أنتهوا جميعا من تناول الطعام ليقف عرفان يقبل يد والدته و رأس عذراء و وجنة عبد الرحمن وأشار لجنه لتقف تمسك يده و قال
هوصل جنه المدرسه و هرجع على الورشه و لما تخلصى إللى وراكى حصلينى يا أم جنه
لتهز عذراء رأسها بنعم و هى تتذكر ذلك اليوم بعد أن خلدت الحجه عفيفه ليحمل عرفان الصغيره و كان عبد الرحمن بين ذراعيها و نزلا إلى شقتهم و بعد أن وضعا الصغيرين بسريرهما طلب منها عرفان أن يجلسوا قليلا معا فلديه أمر يريد مناقشته
أعدت كوبان من الشاى و جلست بجانبه ليقول مباشره
عندى فكره كده مش عارف هتوافقى عليها و لا لأ
خير ان شاء الله
قالتها بابتسامتها الهادئه التى تجعلها تتغلل إلى روحه كل يوم أكثر من اليوم الذى قبله أخذ نفس عميق و أعتدل ينظر إليها مباشره و قال
أيه رأيك لو نطلع نقعد مع أمى فالشقه فوق و نفتح الشقه دى ورشه و نقلب دكانة البقاله لمحل ملابس و نبيع فيه الشغل إللى بتعمليه 
ظلت صامته تنظر إليه و هى تفكر و ظل هو الأخر صامت يرتشف من كوب الشاى و ينتظر قرارها حتى قالت
و ماله فكره حلوه اوووى كمان بس لازم تاخد إذن ماما عفيفه ده بيتها و لازم الأول موافقتها
صمتت لثوانى ثم قالت من جديد
كمان الموضوع ده محتاج مصاريف كتير توضيب و مكن
ليقاطعها قائلا
كل حاجه هتدبر متقلقيش و لا تشيلى هم فكرى أنت بس هتقدرى على الشغل الأول لوحدك و لا محتاجه حد معاكى
أجابته سريعا و هى تقول
لأ خلينا الأول على الضيق كده لحد ما المشروع يقف على رجله
و ها هو أصبح المحل ملئ بالبضاعه المتجدده و يعمل به شاب و فتاه و الورشه يعمل بها خمس فتايات و شابان من أبناء المنطقه و يبحثون عن محل جديد خارج المنطقه كفرع جديد لهم
عادت من أفكارها على صوت ضحكات عبد الرحمن أثر مداعبة ماما عفيفه له و مزاحه اللذيذ بكلماته النصف مفهومه أنهت تنظيف المطبخ و احضرت بعض الوجبات الخفيفه و الفاكهه و وضعتها على الطاوله أمام ماما عفيفه و قبلت رأسها و وجنة الصغير ونزلت إلى الورشه
كانت تتابع عمل الفتايات و تقوم هى الأخرى بقص بعض الأقمشة و تجهيزها و عقلها يعيد عليها كل ما حدث خلال السنتين
عرفان الذى أصبح لها كل شئ فى الحياه ذلك الرجل الحقيقى الذى جعلها تشعر بالأمان و الراحه و الثقه من جديد فى البشر و بالتأكيد ليس كل البشر
أخذت نفس عميق و هى تتذكر أن جنه أصبحت صديقته تجلس معه بالساعات يتكلمون لا تعلم ما هى تلك المواضيع المهمه التى تجعله يجلس مع تلك الصغيره يستمع منها و يحدثها فيها و مداعبته المستمره لعبد الرحمن و أخذه له معه فى كل مكان و شرائه لأى أى شئ يطلبانه الصغيرين و أيضا أهتمامه الكبير بها و براحتها صحيح هو مازال متحفظ بعض الشئ فى علاقته معها و يتعامل أحيانا برسميه كتسميتها بلقب أم جنه وطلبه لها كزوجته على أستحياء ذلك ما يجعلها تشعر بالخۏف و كأنه تزوجها فقط لكى يكون أب للصغيرين و هى فوق البيعه
خرجت من أفكارها على صوته يقول
مالك يا أم جنه فى حاجه أنت تعبانه
رفعت عيونها إليه التى كانت تتجمع بها الدموع و قالت
لأ أنا كويسه مفيش حاجه
و أخفضت رأسها و هى تعود للتركيز فيما كانت تفعله بحصره تزداد يوم بعد يوم و كان هو يشعر بالحيره لكن ليصبر حتى يكونوا بمفردهم و سيعرف ما بها
مر اليوم ثقيل عليهم و كأن كل منهم كان يحمل فوق كتفه جبل ضخم من الهموم و الأحزان
و كالعاده صعدت هى قبل منه لتحضر العشاء و أغلق هو الورشه و تأكد من إغلاق المحل و صعد إليهم يحمل بين يديه الحلوى للصغار و شئ آخر خبئه عن الجميع حتى يكون معها بمفرده
و بعد ساعه دخل إلى الغرفه و هو يقول
أخيرا ناموا عبد الرحمن تعبنى جدا
لتنظر إليه بحزن و قالت بصوت مخټنق
كتر خيرك على صبرك عليهم هبقى أنيمهم أنا
ليقطب جبينه و شعور بقبضه قويه
لتمسك بقلبه تعتصره ليأن من الألم و هو
 

تم نسخ الرابط