حلم ولا علم بقلم منى لطفي
المحتويات
سكت علاء وهو ينظر الى هبة من تحت جفونه .. رن الجد الجرس فجاءت مديرة المنزل باطباق الغذاء فشرعوا في تناوله و علاء يسترق النظر من وقت الى آخر الى هبة بينما أمجد يراقب اخيه وهو يتميز غيظا وڠضبا احتار له! فهو يعلم جيدا طريقة علاء في المزاح ولكنه لا يريد لعلاء ان يتعامل مع هبة بطريقته هذه لا يعلم لما ولكنه لا يريد !!...
ما ان همت هبة بسؤالها عن مقصدها حتى وجدت فتاة في ريعان الشباب تقبل عليهم ضاحكة وهى ترتدى فستانا قصيرا نوعا ما منفوشا من الاسفل ويصل الى حدود الركبة وباكمام قصيرة وقبعه ضه تغطى شعرها الناعم الاسود الذي يصل حتى كتفيها ..
اقتربت الزائرة الضاحكة وصافحت مدام سعاد التى وقفت لترحب بها
اهلا سارة ازيك حبيبتي تى اتفضلي ..
رحب بها الجد ولكن ما لفت انتباه هبة ان الفتاة لم تضع عينها سوى على شخص واحد فقط وهو ... أمجد .. حيث ذهبت اليه فورا والذي ما ان رآها حتى وقف ليرحب بها .. مد يده ليصافحها فمدت كلتا يديها لتحتضن يديه وهى تقول
موجي .. حمدلله على السلامة! الدنيا نورت ايه المفاجأة الجميلة دي.. ..
ابتسم أمجد والذي لم يعي القلق الذي ساد وجوه الجالسين قائلا
اهلا بيكي يا سارة عاملة ايه انتي دايما كدا عاوزة تصغريني وخلاص دايما مجاملة!!..
.. قالت سارة بغنج بعد ان ازالت القبعه التي تغطي شعرها وهى تنفضه يمينا ويسارا
انت عارف كويس انى مش بجامل المهم ازيك انت عامل ايه وازي ...
قاطعها الجد قائلا بجدية
سارة ماسلمتيش على الضيوف يعني
التفتت سارة مستفهمة فأشار الى هبة ووالدها فتقدمت للسلام عليهما فيما تبدو على وجهها علامات الاستفهام ممن يكون هؤلاء الضيوف قال الجد
ضيوف امجد .. عروسته وباباها ...
ما ان سمعت سارة بما قاله الجد حتى شحب لونها ولم تستطع النطق الا بصعوبة شديدة قائلة بتلعثم قوي
مب ..مبرو.. مبروك.. معرفناش يعني علشان نيجي نبارك! ...
أجاب أمجد بابتسامة وهو غير منتبه لما هي عليه من الصدمة
احنا لسه معملناش حاجه رسمي بس اكيد انت هتكونى اول المعزومين انت والعيلة ..
استراحت معالمها قليلا وهى تقول في نفسها لسه مش رسمي واكيد هتفضل مش رسمي...
استأذنت هبة بعد قليل للذهاب الى غرفتها متعللة بصداع واشارت لوالدها انها ستنام وليتم جلسته مع الجد فهى لاحظت مدى انسجامه معه بينما هزت برأسها معتذرة من سارة الجالسة بجوار امجد لم تفارقه طيلة الجلسة ورفضت طلب علا بمرافقتها متعلله بانها ستنام..
ما ان وصلت للدرج لتصعد حيث غرفتها حتى سمعت انغام جميلة سارت على اثر الصوت حتى وصلت الى غرفة مفتوحة جزئيا وقفت بالباب لتشاهد غرفة اشبه توديو موسيقي كما رأت علاء وهو يعزف على الجيتار انغاما جميلة وقفت على باب الغرفة تستمع حتى انتهى من عزفه فصفقت له عاليا انتبه على صوت تصفيقها وتقدم اليها مبتسما وهو يقول
عجبك اللحن بجد
أجابت بحماس
انت بتهرج ! دا تحفه .. انا مش موسيقية ولا حاجه لكن بحب اسمع الموسيقى ودني بتطرب لها وماما الله يرحمها كان عندها بيانو بتقعد تعزف لينا انا وبابا عليه فخدت حب االموسيقى منها...
هتف مبتسما
يا سلام وفنانه كمان !! انا عندى أورج.. ولازم اسمعك وانت بتعزفي العبد لله اللي قدامك دا بيعزف جيتار واورج ودرامز كمان مع ان دراستي سياحه وفنادق لكن انا بحب الموسيقى أوي خدتها هواية ونمتها وبعدين هوايتي دى هتساعدنى اكيد في دراستي علشان انا ناوى اتخصص سياحه ..
ما ان همت هبة بالرد عليه حتى سمعت صوتا ساخرا يقول
الله... الله .. هو دا علاج الصداع بأه اللي عندك مش كدا المزيكا!
اغلقت هبة عينيها وعدت من 1 الى 10 في نفسها فهى لا تريد ان ټنفجر في وجهه فهو آخر شخص له الحق ان يتكلم بعدما رأته من هذه ال سارة التفتت اليه وقالت ببرود
انت ماتعرفش ان الموسيقى دلوقتى اكتوا انها بتساعد في علاج امړاض كثيرة بتخلى الموود يتحسن ..
علق أمجد هازئا
والله وانت ايه اللي مضايق موودك
أجابت بسخرية وبرود وهي تكتف ذراعيها أمامها ناظرة اليه بتحد
وانا ايه اللي هيضايق موودي يا...... مووجي ..
ثم استدارت للانصراف ولكنه لم يدعها اذ قبض بشدة على ذراعها وهو يقول بحنق من بين أسنانه
انت قصدك ايه باللى قولتيه دا
نظرت الى يده القابضة على مرفقها وقالت ببرود شديد
ابدا ولا حاجه بس ب رد على كلامك الا بالحق انت بأه لما بتحب تنادي عليها بتقولها ايه ايوة يا طمطم
قطب هاتفا تغراب
ايه مين طمطم دي
لتجيبه بسخرية
ايه دا مش عارف مين طمطم دي واضحة خالص... لما انت تبقى موجي حاجه كدا زى بوجى يبقى اكد هي.. طمطم ح على خير يا ..... موجي...
ثم جذبت ذراعها من قبضته التي تهاوت قليلا وهو ينظر اليها بدهة وحيرة واستدارت منصرفة وسط ذهوله وضحكة علاء التي انطلقت عاليا بالرغم عنه حيث لم يستطع التحكم بها ...
ما هى حكاية سارة وكيف ستستطيع منع ارتباط أمجد و هبة وما هو دور علاء في افشال خطة سارة
الحلقة السابعة
استيقظت هبة في الصباح الباكر بعد ليلة طويلة من الأرق لم تلجأ الى النوم الا قرابة ال 2 صباحا وتفاجأت عندما نظرت الى ساعتها فوجدتها تشير الى ال 7 صباحا .. معنى هذا أنها لم تنم سوى 5 ساعات فقط منذ الأمس! تذكرت ما حدث بالأمس وجعل النوم يجافي عينيها وما صار من هذه الفتاة المسماة سارة وكيف تضايقت من أسلوبها مع أمجد وكيف أنها قد التزمت غرفتها بعد ذلك رافضة النزول لتناول العشاء متعللة بصداعها الذي يتكون من اسم واحد كان السبب في أرقها طوال الليل.... موجي!!
عندما حضر والدها للاستفسار عن حالتها كانت ترقد في سريرها وعلم عندما رأى عينيها انها تتهرب من وجودها معهم خاصة انها علمت ان هذه ال سارة قد مكثت لتناول العشاء فآثرت عدم الاحتكاك بها نظر اليها والدها وقال بحنو
انا عارف سبب الصداع اللي عندك ومش هضغط عليكي علشان تتكلمى معايا لكن هقولك كلمة واحده.. هبة بنتي اقوى من كدا !! مش اي حد يهز ثقتها في نفسها أمجد طلبك انت علشان عاوزك انت واللى شوفته يخليني اقول انه لو كان عاوز اللي اسمها سارة دي كانت هتوافق على طوول لكن كون انه اختارك انت يعني عاوزك انت مش هي فما تخليش الڠضب والغيرة تعميكي وتخسريه بسهولة ..
انتفضت هبة التي الت جالسة في رقدتها منذ دخل والدها وقالت نافية تنكار وتلعثم
ن... نعم غيرة ازاى يا بابا تقول كدا انا اغير من دي
أجابها بابتسامة حانيه
لا انت مش بتغيري من دي انت بتغيري على دا ! واظن في فرق انا عارف انه صعب انى اقولك كدا وأواجهك باللي أنا شايفه وحاسه منك يمكن لو كانت والدتك الله يرحمها عايشة كانت قدرت تنصحك افضل مني لكن بردو ماينفعشي اشوفك في حيرتك دي وما اواجهكيش صح مش كدا
ارتمت هبة في حضڼ والدها وقالت بغصة من البكاء
ربنا يخليك ليا يا بابا انت ابويا وامى وصاحبي انا ماليش في الدنيا غيرك ربنا ما يحرمنى منك ابدا يارب ..
ابعدها يوسف عنه ومسح دموعها بيديه وهو يعلق بحنو
لا.. في شريك ليا دلوقتى
ولو انا كان عندى شك ولو بسيط انك مش هتكونى سعيده معاه انا كنت رفضت من الاول لكن الراجل بيقدر يقرا الراجل اللي قدامه خصوصا لو كان هياخد اغلى جوهرة في حياتي اصبري حبيبتي واجمدي انت قوية ومش سارة ولا غيرها اللي تقدر تضعف ثقتك في نفسك عاوز ثقتك في نفسك ما يهزهاش أي شيء مهما كان مافيش هروب تاني وافتكرى كويس أمجد اختارك انت ...
افاقت هبة من شرودها وقامت حيث اغتسلت وارتدت بنطال من الجينز اسود اللون وتي شيرت اصفر وحذاءا رياضيا خفيفا واطلقت شعرها ووضعت قليل من عطر الورود المفضل لديها ثم انصرفت بعد ان رتبت سريرها فكونهم لديهم خادمة لا يعني ألا تهتم بترتيب غرفتها كما اعتادت ...
هبطت هبة الى الطابق السفلي ووقفت في مكانها أسفل الدرج قليلا حائرة أي اتجاه تختار فمن الواضح ان سكان المنزل مازالوا نياما كما أنها لم يتثنى لها الوقت الكافي لرؤية كافة أرجاء المنزل من الداخل فالزيارة الفجائية التي تكرمت عليهم بها طمطم قد تسببت في افساد يومها!!
قررت الذهاب الى الحديقة لتتنشق الهواء قليلا .. خرجت الى الحديقة وسارت حيث جلسوا امس واغمضت عينيها مستنشقة الهواء الجميل وما لبثت ان سمعت من يقول
الله لو كنت فاكر ان ست الحسن والجمال هتيجي كنت جبت الكاميرا معايا علشان أخد لها صورة ولا أخد معاها صورة سيلفي ..
التفتت ففوجئت ب علاء يستند الى الحائط المقابل لها ابتسمت
متابعة القراءة