ست البنات بقلم نهي مجدي

موقع أيام نيوز

كان زواجا حزينا مقيتا لم ارتدى فيه سوى عبائتى السوداء أما تلك المره فأشعر اننى اتزوج كالفتياات الاخريات لا شئ ينقصنى فمعى رجل احبه وسأقترن به طيله حياتى وسأختار فستانى بإرادتى سيكون فستانا من الستان والشيفون مرصعا بالكريستال الشفاف واللؤلؤ الأبيض وستكون معه تنوره واسعه كلما استدرت تفتحت اجنحته وطار بى عاليا حتى ألامس عنان السماء ومعه حذاء يشبه حذاء سيندريلا فى الأفلام الكرتونيه سيكون ملائما لى فقط ولن ترتديه غيرى وعندما تكتمل هيئتى ألاقى أميرى صفي فى بذلته الرسميه السوداء الانيقه وقميصه الأبيض ورابطه عنقه الذهبيه اللامعه التى تنعكس على وجهه الخمرى الرجولى وشعره الكثيف وملامحه المنمقه فتزيده جمالا وبهائا ظللت اتخيل ذلك اليوم وذلك الحفل بكل تفصيله فيه حتى المدعوون وهم يهنئوننى والفرحه تغمرهم وكاسات العصير وكعكه الفرح ورقصه البدايه وتدافع الحاضرين لالتقاط الصور معنا و وتميم
اتخيل نفسى مرتديه فستانى الابيض ذو التنوره المتفتحه وحامله تميم وينظر لى الجميع نظره رفض وامتعاض وكأن أم مثلى لا تستحق ان تعيش دور المراهقات وتحلم بفستان الأميره شعرت بغصه فى حلقى عندما تذكرت ذلك الامر ولكنى لن انصاع لأحد ولن اترك سعادتى بيد غيرى فقلبى احق بالسعاده حتى وان انتزعتها عنوه من الحياه 
وكأننى كنت اتمنى وأبواب السماء تتفتح لكلماتى فكل ما تخيلته وحلمت به أحضره لى صفي ووضعه أسفل قدامى وسئلنى المزيد من الأمانى فلم
يترك فى قلبى القليل ولا الكثير حتى أحضره وأكثر حتى اصبحت غرفتى مملتئه عن اخرها بما احضره لى ولتميم فقد اشترى له نفس بذلته واخبرنى انه سيكون صاحب الحضور الاول فى الفرح ولن ينازعه فيه اخر كان يطمئن قلبى ويطيب بخاطرى حتى لا يكون فى قلبى شئ ينتقص فرحتى فعل كل شئ يجعلنى سعيده حتى انه اشترى هديه قيمه لهمسه صديقتى إكراما لى واخبرنى انه قد انتهى تقريبا من كل شئ فى شقتنا ولا يريد منى سوى ان استعد للزفاف وان اجعل السعاده ڼصب عينى فلا أحيد عنها أبدا 
كانت الأيام المتتاليه أكثرها سعاده فبدء الأقارب بالحضور من كل حدب وصوب وعرف القاصى والدانى بأمر الزفاف فحضر وأحضر معه الهدايا وأصبح بيتنا مكتظا بالأقارب والمعارف والجيران وأغانى الفرح لا تنقطع وصوت شاديه يصدح فى بيتنا وهيا تغنى بعذوبه
الحنة ياحنة ياحنة يا قطر الندى
يا شباك حبيبي ياعيني جلاب الهوى
لا لا لا الصبر ده حاجة محالة
يا أروح له يا أقوله تعالا
لو يطلب مني العين
راح أقوله خد الإتنين
وتحني الليالي فرحتنا سوى
وأفرش له ضفايري ياعيني على شط الهوى
وكعادتنا فى الزفاف كان كل من يحضر يجلب معه السكر والدقيق والبيض والخبز واللبن واللحوم والطيور وكل ما تشتهى الأنفس فأصبح بيتنا مرتع للخيرات ومقصد للجميع سواء من أتى ينهئ ويبارك او يأكل من ذلك الخير كنت اشعر وكأننى أميره تذف فى هودجها الذهبى المرصع الى أميرها فلم يكن فى الارض أسعد منى ومن صفي الذى ينافسنى فى السعاده فكان يحدثنى كل خمس دقائق وكأنه يعوض عاما كاملا لم نكن نتحدث فيه وكانت سيمفونيه عشقنا تعزفها أمهر الفرق الموسيقيه وكنت انا الاخرى منشغله معهم فى الترحيب بمن أتوا ومساعدتهم فى الطهى والخبز حتى اننى لم يكن لدى وقت لمسك الهاتف وكان يغصب صفي كثيرا اننى منشغله عنه ولا احدثه كثيرا وكنت أهدئ من روعه وأخبره ان القادم سيكون له وحده ولكن علينا الا نهمل فى ضيوفنا وهم من اتوا ليشاطرونا افراحنا ولحظاتنا السعيده فكان يهدئ ويقتنع ولم يكن هناك من هوا أكثر بالا منه ولا اطيب قلبا ومع ذلك يظل يتصل طوال اليوم لعلى اتفرغ له ولو بالقليل حتى وانا منغمسه فى الطهى وتقطيع اللحم وتوزيعه على الجالسين على المائده ظل الهاتف يرن بلا انقطاع حتى نهضت ابنه عمتى واحضرته لى 
ابله ميراس
التليفون مش مبطل رن من الصبح
ضحكت وانا امسح يدى لأتناول الهاتف منها
دا عمك صفي أكيد
مش عارفه اناا فتحت اهو خدى ردى
فتحت زر الإجابه ووضعته على أذنى حتى لا يتسخ الهاتف من إثر يدى المتسخه فحملته بين أذنى وكتفى وانا اضحك من ذلك الوضع الغريب 
ايوه يا حبيبى والله مشغوله مش عارفه ارد
عليك
ازيك يا ميراس 
عمر
الحلقه الرابعه والعشرون
فى أوج سعادتك قد تصطدم بحائط صلد يشدق رأسك نصفين فتسيل الډماء منها معلنه نهايه تلك السعاده وبدايه الألم وها أنا الان اقف مشدوهه ارتعشت يدى فسقطت القماشه التى كنت انظفها فيها وتحولت ملامح سعادتى لحزن خيم على ملامحى بغته فتعاقد حاجباى وضغطت على اسنانى حتى سمعت صرير احتكاكها وتوقفت الأصوات من حولى فلم اعد اسمع سوى صوت تنفسي وضربات قلبى المتسارعه وصوته هوا
عايز ايه يا عمر
للدرجه دى مش عايزه حتى تردى السلام
ظهرت ليه دلوقتى ياعمر
سمعت انك هتتجوزى
اه وعلشان كدا ظهرت وطبعا هتقولى مكنتش متخيل انك هتتجوزى وان اى راجل مبيستحملش يشوف اللى كانت مراته مع واحد غريب 
لا يا ميراس مش هقول كدا ويمكن حتى مش عارف وانا بتصل بيكى هقول ايه بس كل اللى اعرفه انى لما سمعت انك هتتجوزى مقدرتش استحمل ومسكت التيلفون وكلمتك
والمفروض بقى انى الغى جوازى وارجعلك زى المدام ما عملت مش كدا
ليه يا ميراس بتكلمينى بالعڼف دا
عايز ايه من واحده فرحها كمان كام يوم وطليقها بيتصل بيها يقولها اټجننت لما عرفت انك هتتجوزى ايه المطلوب منى !
اهدى يا حبيبتى
اخر مره اسمعك تتكلم معايا كدا فاهم ولا لا 
كدا اللى هوا ازاى
انت عارف كويس انا اقصد ايه الاسلوب بتاعك دا ينفع مع داليا مش معايا يا عمر انا مخطوبه لراجل ضافره برقبه ميه راجل تانى حبنى واخلصلى ووقف جمبى فى كل وقت اتكسرت فيه وكنت انت السبب فى الكسره دى
انا اسف
آسف ! آسف دى تقولها لو كسرت كوبايه ڠصب عنك مش كسرتنى
انا عمرى مااكسرك ياميراس يمكن غلط ويمكن قصرت ويمكن عاندت ومقدرتش اقولك انى مش عارف اعيش من غيرك بس عمرى ما قصدت اكسرك ولا اوجعك ولا حتى اكون سبب فى حزنك
المطلوب منى بقى انى اصدق الكلمتين دول واترمى 
موحشكيش 
بقدر مقتى له واشمئزازى من محادثته التى لا هدف ولا طائل منها الا اننى توقفت قليلا عند كلمته تلك لا ادرى لماذا أحنينا لذلك الشائك الذى لفظنى خارجه بقوه واستبدلنى بأخرى ام ندما على وقتا تركت فيه نفسى بين يديه وكأننى دميه يمرح بها كيفما شاء حتى اصبحت اتقزز من تلك الذكرى
متتصلش بيا تانى ياعمر احسنلك مش كل الناس رخيصه وبتعمل مؤامرات علشان تدلل على نفسها فيه ناس غاليه اوى ياعمر لدرجه انها لما بترخص نفسها مع ناس متستحقش بيفتكروا انها نصاحه منهم 
طول عمرك غاليه وانا عارف دا كويس ومقدر غضبك اللى مخليكى كارهانى للدرجه بس افتكرى انك قولتيلى قبل كدا ان على قد الحب بييجى الۏجع
والۏجع اللى شايفه فى صوتك دلوقتى بيأكد ان الحب جواكى لسه مخلصش
لو تفتكر كمان قولتلك قبل كدا انك موهوم والظاهر ان الوهم دا مرض بيزيد مع الايام 
انا بحبك يا ميراس ولسه بحبك وعارف انى غلطت لما كلمت داليا ورجعتها ووافقت انى اطلقك بس انتى دوستى على كرامتى وخلتينى اعند واطلقك وعارف كمان ان غلطى مش هقدر اصلحه بعد ما بقى فيه طفله بينا انا خلفت بنت وسميتها مرام مش عارف ليه انا اخترت الأسم دا بس حسيت انه بيفكرنى بيكى 
مبروك عليك بنتك اللى كنت بتتمناها حافظ بقى على مامتها وسيبنى فى حالى
وتميم 
ماله تميم
مصيره هيكون ايه لما تتجوزى 
معايا طبعا 
وجوزك بقى هيقبل انه يربيه وهيعامله زى ابنه طيب انا كنت بعتبره ابنى لانه ابن اخويا لكن الغريب هيعتبره ابنه ليه 
صدقنى ساعات الغريب بيبقى احن من القريب مليون مره 
لو اتجوزتى انا هاخد تميم اربيه مع بنتى 
تصدق صعبت عليا تاخد تميم بصفتك ايه الظاهر انك مش واخد بالك ان فى حاله جوازى تميم بالمحكمه يروح لامى مش ليك
هاخده بالقوه مش بالمحكمه
بص ياعمر خلينا ننهى القصه دى انا لسه بحترمك وعلى الاقل بفتكرك بالخير لكن لو بدئت الشړ معايا هتلاقى اضعافه انا مش ميراس الهبله اللى القطه تاكل عشاها انا حد تانى خالص صدقنى انت متعرفوش 
للدرجه دى اتغيرتى
واكتر واللى يقرب منى او من ابنى هاكله بسنانى فاهم ولالا
سامحينى يا ميراس انا عامل زى اللى واخد ضربه على دماغه مخلياه مش مركز ولا عارف بيقول ايه انا دماغى ھتنفجر من التفكير والعجز
اللى بينا خلص من زمان ياعمر بس انت علشان انانى بتحب تملك كل حاجه لكن انا مش من ممتلكاتك ولو سمحت كفايه لحد كدا علشان انا مش فاضيه
بتمنالك كل سعاده يا ميراس حتى لو مع غيرى
وانا بتمنالك تحس بالرضا ولو لمره واحده فى حياتك وخلى بالك من
بنتك دى نعمه انت دعيت ربنا كتير علشان يديهالك
كدت احطم الهاتف بين اصابعى من الڠضب ركضت لغرفتى وانهرت فى البكاء كيف اصبحت أحدثه هكذا ومتى تعلمت كل تلك القسۏه والتجبر ألهذه الدرجه اوجعتنى الحياه حتى بدلت طباعى ام تلك بقايا اطلال قصه حب ولت ومازال ألمها باقيا فى القلب سحقا لمرار نبتلعه حتى يتحجر حلقنا وتصبح قلوبنا كالحجاره او اشد قسوه ظللت ابكى لا اعرف لماذا فقط اردت البكاء وإخراج مافى صدرى حتى هدئت واصبحت افضل خرجت من غرفتى فوجدت تميم بين يدى امى حملته منها وظللت احتضنه وانا اقاوم دموعى وكأننى اخبره ان كل من اقترب ناحيته مفقود حتى وإن تحولت لوحش كاسر من أجله
من اجل حياتنا معا سمعت هاتفى يرن مره أخرى فانقبض قلبى وارتعدت أوصالى خشيت ان يكون عاود الكره ولكن اخبرتنى ابنه اخى انه صفي أمسكت الهاتف وركضت الى غرفتى ولم ألبث ان بدئت حديثى حتى انهرت فى البكاء لا أدرى لماذا سمع صفي صوتى فارتعش صوته وسئلنى بأنفاس متهدجه
فيه ايه ياحبيبتى مالك حصل ايه 
لم استطيع تجميع الكلمات ولا السيطره على بكائي المستمر فانفعل صفي وارتفع صوته مكررا حديثه
فيه ايه يا ميراس اتكلمى قلبى هيقف 
نطقت كلماتى بين دموعى وانا اشهق لألتقط أنفاسي المضطربه
عمر اتصل بيا
عمر ! وعاوز ايه دا 
عاودت البكاء وانا اتحدث بصوت خاڤت
مش عارفه فى الاول كان بيقول انه مش قادر يستحمل فكره انى هتجوز ولما لقى مفيش فايده هددنى بتميم
عمر دا لازمله واقفه انا مكنتش اقدر اتصدر له قبل كدا علشان كنتى عاوزاه لكن دلوقتى ملوش مكان بينا ومش من حقه يتدخل فى حياتنا ولا من حقه حتى انه يتصل بيكى انا هروح له واتكلم معاه
لا ياصفي ابوس ايدك خلى الفرح يعدى على خير
تم نسخ الرابط