رواية جديدة وشيقة بقلم الكاتبة ولاء رفعت
المحتويات
في فمه وعقب قائلا
دول شهرين وراجع أمال بقى بنتك ومريم لما يتجوزوا ويبعدوا عنك هتعملي إيه
هنا انتبهت أمنية التي كانت داخل المطبخ تعد الشاي فخرجت تسترق السمع بينما أجابت والدتها بسعادة
يا نهار أبيض أفرح لهم طبعا بس ربنا يقويك ويعينك على جهازهم.
اقترب منها وأخبرها بصوت خاڤت
هقولك على حاجة بس ما تقوليش للبنات ولا لأي حد غير لما يجوا بكرة.
هم مين اللي جايين
يا ولية وطي حسك الحاج يعقوب لما رجع جمع ولاده لتنين وأنا معاهم وقال إنه عايز مريم ليوسف و جاسر لأمنية.
صاحت بسعادة غير مصدقة
قول والله العظيم
لكزها في كتفها وقال بحنق
تصدقي بالله أنا أستاهل ضړب الجزمة إني بحكي معاكي.
معلش حقك علي من فرحتي.
نظر نحو الفراغ وأخبرها
شهقت هويدا وضړبت كفها على صدرها قائلة
ليه إن شاء الله ما لها بنتي دا هو اللي يحمد ربنا إنها هترضى بيه كفاية سمعته اللي سبقاه بتاع البنات أبو سېجارة وكاس يا عيني عليكي يا بنتي رضينا بالهم والهم مش راضي بينا.
رفعت زاوية فمها جانبا ثم قالت بسخرية
حاضر يا أخويا وعلى رأي المثل جت الحزينة تفرح مالقتلهاش مطرح.
عادت أمنية إلى المطبخ بعد أن استمعت إلى حوار والديها وعلمت برفض جاسر لها تجمعت العبرات في عينيها أخرجت الهاتف من جيبها ثم قامت بإرسال رسالة إليه عبر تطبيق الدردشة من حسابها الزائف كان محتواها
بينما هو كان يغط في النوم وهاتفه على الكمود فارغ من الشحن.
9
كانت تائهة في درب مظلم وكان كضوء القمر الذي أنار لها الطريق وتسير إلى فؤاده وكما هو قانون الحياة المتعارف عليه قليلا من الفرح يقابله كثيرا من الحزن.
في مطعم مطل على نهر النيل منظر خلاب حيث مياه النهر الجارية والأبنية الشاهقة في الجهة الأخرى نسمات الهواء العليل تداعب خصلاتها المتناثرة على خديها بينما هو يتأملها فما أجملها من لوحة قد رسمها الخالق العظيم.
أي طلبات تاني يا فندم
أجاب يوسف بلباقة
تسلم.
ذهب النادل فتحمحم يوسف قبل أن يتحدث ويسألها
إيه رأيك في المكان
ابتسمت والخجل يغزو ملامحها وخديها يتخضبان باللون الوردي فأجابت
حلو المنظر جدا مية النيل والخضرة على ضفافه والجو حلو قوي النهاردة.
وأحلى ما في المكان انتي.
نظرت إلى أسفل بخجل وتوتر رفعت وجهها تتناول كوب الماء ابتسم من خجلها الجلي فقال
أنا والله ما بعاكس أنا لما ببقى شايف حاجة جميلة بوصفها من قلبي.
و كأن الهرة قضمت لسانها أو ربما توقفت الكلمات على أعتاب حلقها فكتم ضحكاته وأردف
بصراحة يا مريم ومن غير لف ودوران من ساعة ما شوفتك وأنا حسيت بحاجة بتشدني ليكي ممكن دا اللي بيقولوا عليه الحب من أول نظرة لكن كنت بكدب نفسي ولاقيت الإحساس بيزيد جوايا يوم ورا التاني أتمنى إن يكون إحساسي وصلك.
أنصتت إلى كلماته وكان لها الأثر القوي فقلبها خفق بقوة وسرت رجفة في خلايا جسدها استطاعت أخيرا تلملم شتاتها فعقبت
كل كلمة
قولتها بتعبر عني بالظبط.
تهربت من نظراته ونظرت نحو مياه النهر ثم استطردت
يعني كل حاجة انت حسيتها أنا كمان حسيت بيها واحتفظت بإحساسي لنفسي عشان مش عايزة أعيش في وهم.
تعجب من ذكرها لآخر كلمة فسألها
ليه بتقولي وهم
التفتت لتنظر إليه فأجابت
فيه فرق واضح ما بينا أنت يوسف ابن الحاج يعقوب الراوي وأنا بنت أخت عم عرفة اللي بيشتغل عند والدك ومجرد موظفة.
مد يده ووضعها على يدها قائلا
الكلام اللي بتقوليه دا كان زمان أيام فيلم رد قلبي دلوقتي مفيش أي فرق و اللي عايز يوصل بيوصل لما يجتهد ويعافر.
سحبت يدها بخجل وقالت
يعني لو حبينا واتعلقنا ببعض أخرتها إيه وهل الحاج يعقوب هيوافق يجوز ابنه لبنت أخت الراجل اللي بيشتغل عنده
لم يستطع كتم ضحكاته تلك المرة فأثار ڠضبها
هو أنا قلت إيه بيضحك يا أستاذ يوسف
توقف عن الضحك فأجاب بجدية
أصل الحاج يعقوب بنفسه كلم عم عرفة امبارح وقرر بإذن الله بكرة نيجي عندكم نقرأ الفاتحة.
فتحت فاها وكأن على رأسها الطير فأردف
أنا من الآخر بحبك جدا وبدعي ربنا تكوني من نصيبي تتجوزيني يا مريم
يقف مع العمال ويشير إليهم نحو الرفوف الشاغرة
حط العلب دي هنا والتانية على الرفوف اللي هناك.
أومأ إليه العامل وقال
أمرك يا حاج.
انتبه إلى هذا القادم إليه فباغت الڠضب ملامحه سأله
أنت إيه اللي جابك هنا
ابتسم حمزة بدهاء وأجاب
حد يستقبل جوز بنته كدا برضو يا عمي
صاح يعقوب ولوح بيده إليه
أنت بتخرف بتقول إيه ياض! مش قولت ليك خلاص سيرة وفضيناها
اقترب منه وبصوت هادئ أخبره
طيب يا
متابعة القراءة