الثلاثة يشتغلونها
المحتويات
فى صدمة لتنهض قائلة بإستنكار
وإيه اللى يخليكى واثقة أوى إنى ممكن أشترك معاكى فى حاجة زي دى..إنتى ناسية إن اللى هتنضر دى بنتى
نهضت بشرى بدورها وهي تقول بسخرية
اللى خلانى متأكدة سنين عمر بنتك اللى محاولتيش فيهم مرة واحدة تشوفيها..اللى خلانى متأكدة المعلومات اللى قريتها عنك فى الفايل اللى يحيي جمعه عنك لما حاول يفاجئ رحمة فى عيد ميلادها العشرين ويجمعها بمامتها..المعلومات اللى ساعدتنى كتير فى إنى أفرق بينهم بعد ما قريتها..وأبين ليحيي إن رحمة زي مامتها تمام..بتمشى ورا غرايزها وبس..وزي ماكنتى السبب فى فراقهم زمان هتكونى السبب فى فراقهم دلوقتى ..وكل ده فى سبيل مبلغ هيعيشك العمر كله مرتاحة..على الأقل مش هتضطرى تشتغلى تانى..خصوصا إن الشغل دلوقتى قليل ومش زي زمان ...ولا إيه
وتفتكرى الحيلة دى ممكن تمر على يحيي مرتين
تحولت ملامح بشرى الجميلة فى ثوان إلى ملامح شريرة وهي تقول فى حقد
حبه ليها وغيرته عليها هيعموه..وساعتها هيطلقها وتغور فى ستين داهية.
قالت بهيرة بقلق
وتضمنى منين إنه مش هيإذيها
قالت بشرى ومازالت نبراتها مغلفة بالحقد
قالت بهيرة بحيرة
ولما هو بيحبها كدة وهي بتحبه زي ما قلتيلى.. ليه مش
سايباهم فى حالهم..يهمك فى إيه تفرقيهماللى يسمعك كدة يقول إنك....
لتصمت بهيرة وعيونها تتسع فى دهشة
إنتى بتحبى يحيي
خليكى فى حالك يابهيرة ومتدخليش فى اللى ملكيش فيه..حياتى خط أحمر بالنسبة لك..ولو حشرتى مناخيرك فيها هتواجهينى..وإنتى متعرفنيش كويس..اللى يقف فى
طريقى بفرمه..مفهوم
رغما عنها أحست بهيرة بالخۏف من تلك المرأة لتقول بصوت خرج رغما عنها مرتعش
مفهوم..طيب هيكون تبريرى إيه لرحمة لو سألتنى عن سبب بعدى عنها السنين دى كلها..وعدم سؤالى
هقولك..
لتفتح حقيبتها تخرج منها رزمة مالية وتقدمها لبهيرة التى إلتمعت عيونها لمرأى المال وبشرى تستطرد قائلة
خدى دول الاول ظبطى بيهم نفسك..إشترى هدوم وحاولى تظهرى بمظهر كويس..إنتى مش بس مامة رحمة..إنتى حماة يحيي الشناوي.
قالت بهيرة
عندى هدوم لزوم الشغل.
إبتسمت بشرى بسخرية قائلة
لمعت عينا بهيرة جشعا قائلة
لأ طبعا ..هاتيهم.
رن هاتف بشرى لتنظر إليه وتلتمع عيناها ثم تنظر إلى بهيرة بسخرية وهي تأخذ المال لتقول بهدوء
أنا مضطرة أمشى دلوقتى..لكن هستنى منك تليفون النهاردة تقوليلى إنك خلاص هناك..فى فيلا الشناوي .. عشان نظبط أمورنا ..الكارت ده فيه كل أرقامى..أنا عايزة الموضوع ده يخلص بأسرع وقت..مفهوم
بشرى الدرملى.
لتبتسم فى سخرية وهي تستطرد قائلة
آل وأنا كنت فاكرة نفسى وحشة..ده الدنيا دى مليانة بلاااوى.
رن جرس الباب عند شروق لتبتسم وهي تدرك أن الطارق لابد أن يكون تلك الصديقة التى
نسيت هاتفها لديها ولابد أنها عادت لإسترجاعه عندما إفتقدته..لتفتح الباب قائلة
عارفة....
لتصمت وقد بهتت إبتسامتها وهي ترى أمامها هاتان السيدتان
المتشحتان بالسواد واللتان ترمقاها بنظرات لا تريحها على الإطلاق..لتبتلع ريقها بصعوبة وهي تقول
أفندم..أي خدمة
قالت إحداهما بصوت متحشرج قليلا
إنتى شروق عبد الفتاح.
قالت بقلق
أيوة.....
لم تكمل كلماتها والمرأة الأخرى تدفعها للداخل..كادت أن تصرح ولكن تلك المرأة كممت فاهها بقوة بينما إندفعت الأخرى لتكيل لها الضربات..لتتسع عينا شروق من الألم والخۏف على جنينها..تدرك أنها وجنينها هالكين لا محالة..إن إستمرت
تلك السيدة بضربها على هذا النحو.. التى لا تدرى له سببا..لتزيد تلك المرأة من تكميمها وإحكام ذراعيها حولها..بينما يزداد عڼف الأخرى تجاهها..أحست شروق بالألم ينهكها ..ېقتلها ببطئ..تدرك الآن أن طفلها قد هلك ..تشعر به صريعا بداخلها..تسيل دماؤه على ساقيها لتشعر فجأة بالإستسلام لمۏت صارت تشم رائحته..يدنوا منها بشدة..لتغمض عينيها وتتركه يأخذها ليرحمها من... ألمها.
ضړبت نهاد رأسها بخفة وهي تتذكر أين تركت هاتفها الذى تبحث عنه منذ عدة دقائق دون جدوى..لقد تركته فى منزل صديقتها شروق..لتنظر إلى الساعة ثم تلتفت وهي تسرع بخطواتها لتعود أدراجها إلى حيث منزل صديقتها القريب والتى لم تبتعد عنه كثيرا..لتحضر هاتفها حتى تحادث رأفت وتخبره أين يلقاها..إقتربت من المنزل لتجد إمرأتين متشحين بالسواد يهرولان من بوابته بإتجاه سيارة حديثة تقف على مقربة من المبنى ليصعدوا إليها بسرعة..وتبتعد السيارة عن المنزل ولكن ليس قبل أن تلمح نهاد سائقتها التى بدت غريبة عن تلك السيدتين بجمالها وأناقتها..لتهز كتفيها فى حيرة قبل أن تصعد درجات السلم وتقترب من شقة شروق لتعقد حاجبيها بشدة وهي ترى الباب مفتوحا..دلفت إلى الشقة لتتسع عيناها بشدة وهي ترى صديقتها شروق مسجاة على الأرض غارقة بدمائها..لتقترب منها فى هلع ترفع وجها من على الأرض وهي تهتف قائلة بجزع
شروق..ردي علية ياشروق..مين اللى عمل فيكى كدة..ده انا لسة سايباكى من شوية..شروووق.
لم تجد منها إستجابة لتنفض صډمتها بسرعة وهي تبحث عن هاتفها..تبحث عن رقمه بأصابع مرتعشة لتتصل به صاړخة بړعب
رأفت...إلحقنا يارأفت.
الفصل الخامس والعشرون
كانت رحمة تجلس على الأريكة تلاعب هاشم..ا
حتى إنت مش عاجباك ياهاشم..صحيح..هذا الشبل من ذاك الأسد.
قالت جملتها الأخيرة وهي ترمق يحيي بنظرة ذات مغزى ليرفع يحيي حاجبه الأيسر قائلا
وأنا من إمتى قلتلك إنها مش عاجبانى ها..أنا كل حاجة فيكى بتعجبنى ومستعد أثبتلك حالا..
تسلل الخجل إلى وجنتيها فبدت ساحرة فى عينيه ..لتنفض خجلها وهي تقول
نسيت لما كنت بتشدنى دايما منها وإحنا صغيرين..وكنت مسمينى بينوكيو.
تعالت ضحكات يحيي لتتوه رحمة فى وسامته..ليتوقف عن الضحك وهو يبتسم قائلا
الاسم ده مكنش عشان هي مش عاجبانى..لأ طبعا..الموضوع إن بينوكيو لما كان بېكذب كانت مناخيره بتطول..إنتى لما كنتى بتكذبى كانت مناخيرك بتحمر..وده كان قصدى من التشبيه مش أكتر.
إتسعت عينيها بإستنكار قائلة
الكلام ده بجد..وأنا اللى فكرت أعمل عملية تجميل عشان أصغرها..حرام عليك يايحيي..ده انا مبقتش أبص فى المراية بسببها.
تعالت ضحكات يحيي مجددا..لتنفض رحمة ضيقها منه وهي تتوه مجددا فى سحر غمازتيه وملامحه التى زادتها ضحكاته وسامة..ليلاحظ نظراتها ويتوقف عن الضحك..وعيونه تغيم بالعشق..لينظر إليها قائلا بهمس
قلتلك وهقولهالك لغاية ما تصدقينى..أنا بعشق كل حاجة فيكى يارحمة..شايفك كاملة..مفيكيش غلطة..وكأنك لوحة فنية إترسمت بإبداع.
شعرت رحمة بقلبها يذوب عشقا..فهذا الرجل يسحرها بكل ما فيه..
أحمم..يحيي بيه.
إلتفت يحيي إليها وقد عادت ملامحه الغائمة بالمشاعر لطبيعتها وهو يقول
خير ياروحية
قالت روحية
فى واحدة على الباب عايزة تقابل الست رحمة.
قالت رحمة بدهشة
تقابلنى أنا
قبل أن تجيبها روحية وجدت يحيي يقول بقلق ظهر بنبراته
إسمها إيه الست دى ياروحية
قالت روحية
إسمها بهيرة..
ليستمعا إلى صوت نسائي جاء من خلف روحية وهي تقول بثبات
بهيرة حسان..مامتك يارحمة.
لتتنحى روحية جانبا وتظهر سيدة أنيقة تشبه رحمة إلى حد كبير..تقف بثبات ..تنقل عينيها بين هذين الزوجين..لتتسع عينا رحمة فى صدمة بينما شعر يحيي بالخطړ....الخطړ التام.
هبط قلبه بين قدميه فى تلك اللحظة وعيونه تتسع پصدمة تتجمع الدموع فيهما بسرعة ليهز رأسه نفيا وصوته يرتعش قائلا
أوعى تقولى إنها سابتنى..إوعى تقولى إنها راحت منى.
قالت بسرعة
لأ يامراد ..إهدى..شروق عايشة..بس....
نظر إلى ملامحها الحزينة بقلق فتك بقلبه وهو يقول بصوت ملهوف يستحثها أن تنجد قلبه من ظنونه السوداء
بس إيه..قولى يانهاد.
إنهارت نهاد بالبكاء ولم تستطع التحدث ليقول مرافقها بحزن
مرات حضرتك فقدت الجنين وكانت هتفقد حياتها هي كمان.. والضړب اللى إتعرضتلهم مكنوش حاجة بسيطة أبدا..ولولا رحمة ربنا ووصول نهاد فى الوقت المناسب كانت مدام شروق ماټت من الڼزيف اللى حصلها.
ماهذا الذى يسمعهشروقه تعرضت والضړب المپرح من أحدهم..لماذا..من هذا الذى قد يؤذى ملاكا مثلها..وهل فقد جنينه بالفعل..ياالله..أهذا عقابه على رغبته بالماضى بالتخلص منهإنه عقاپ قاس عليه..يشعر بقلبه يدمى وتسيل دماؤه الآن بغزارة..تكاد تقتله..إهتز من الصدمة وكاد أن يقع أرضا ليسرع هذا الرجل بإسناده بينما شعرت نهاد بالجزع..ليتمالك مراد نفسه وهو يقول بحزن
فين شروق
أشارت نهاد إلى الحجرة پألم..ليتجه إليها بخطوات بطيئة ضعيفة.. يفتح الباب..أوقفه صوت نهاد وهي تقول بحزن
مراد.
إلتفت إليها لتقول بصوت متهدج
من الألم
الضړب كان جامد وشروق وشها..شكلها ..يعنى.....
أومأ برأسه متفهما
پألم.. ليدلف إلى الحجرة ويغلق الباب خلفه بهدوء..ثم يلتفت لينظر إلى زوجته التى تمددت فى سريرها تحيط بها الأربطة..نظر إلى وجهها الحبيب..هذا الوجه المنتفخ ..والذى إمتلأ بالكدمات..تمزق قلبه حزنا عليها..لقد تعرضت شروق لهذا وهو بعيدا عنها..لم يستطع أن يحميها..أن يكون بجوارها..أن ينقذها من براثنهم..إقترب منها..حتى توقف أمامها تماما ليسحب الكرسي ويجلس بجوارها قائلا پألم
قلبى إنتى ياشروق..عمرى كله..الحمد لله إنك لسة عايشة وبتتنفسى..الحمد لله إنك لسة موجودة فى حياتى..من غيرك بس أنا كنت هعيش إزاي..إنتى مش فاهمة إنتى بقيتى إيه بالنسبة لى..إنتى بقيتى روحى..روحى اللى لو إتاخدت منى أموت..نبضى اللى لو راح ..أبقى إنتهيت..مش مهم أي حاجة حصلت..المهم إن إنتى لسة فى حياتى ..أما اللى كان السبب فى اللى حصلك.
لتقسو نبراته مع هذا الڠضب الذى ظهر بعينيه وهو ينظر للأمام..وهو يستطرد قائلا
وعد منى لأقتله بإيدى الإتنين وأخليه عبرة لأي حد يفكر يإذى حتة منى.
لتحنو نظراته وهو ينظر إلى حبيبته مجددا..قائلا بهمس
بس قومى إنتى بالسلامة ونوريلى دنيتى من تانى ووعد منى..وعد منى هحققلك اللى إتمنتيه ..هخلى جوازنا فى العلن وهنجيب بدل الطفل عشرة.
ليبتسم فى مرارة قائلا
ولو واحد منك بس أنا راضى..أهم حاجة إنى أقدر أسعدك يا شروق من
تانى..بعد كل اللى شوفتيه فى حياتك ياحبيبتى.
تأملها لبعض الوقت فى حزن ..ثم نهض ومال قبل أن ينظر إليها نظرة أخيرة متمهلة..ليبتعد بخطوات حزينة بإتجاه باب الغرفة..إلتفت ينظر إليها مجددا ثم مد يده يمسح دموع تسللت إلى وجنتيه..قبل أن يخرج منها ويغلق بابها..ينظر إلى نهاد قائلا بهدوء
نهاد أنا عايزك تحكيلى كل حاجة تعرفيها عن اللى حصل.
لتقسو نبراته وهو يقول بحزم
كل حاجة.
هدرت بشرى قائلة پغضب
يعنى إيه مماتتشالستات بنفسهم قالولى إنهم سابوها وهي قاطعة النفس.
قال مجدى بضيق
لحقوها وودوها المستشفى..إنكتبلها عمر جديد..بس....
نظرت إليه
بشرى قائلة فى حدة
بس إيه
قال مجدى مضطربا
فقدت جنينها.
إتسعت عينا بشرى بإستنكار قائلة
هي كانت حامل كمان
اومأ مجدى برأسه فى قلق وهو يلاحظ ملامح بشرى التى إتقدت بشرارات الڠضب..وهي تقول
أنا مكنش لازم أسمع كلامك ..كان لازم أخلص عليها بإيدى..البنت دى بقت خطړ علينا ولازم نخلص منها..أنا مش عارفة بس.. كل ما آجى أخلص من واحدة فيهم..تعيش وتبقى زي القطط بسبع أرواح.
قال مجدى بسرعة
لأ إهدى كدة ومتحاوليش تتهورى..مراد دلوقتى عينيه فى وسط راسه..وأكيد هيحط حراسة عليها..نبعد دلوقتى عنها وخلينا فى موضوع يحيي ورحمة نخلصه الأول..وأول ما مراد يتأكد إن شروق فى أمان ويشيل الحراسة هنبقى نضرب ضربتنا.
نظرت إليه بشرى بهدوء..تفكر فى كلماته المنطقية..لذلك فقط هي تحتفظ به..فهو يستطيع أن يفكر بعقلانية ويهدأ تهورها الناتج عن ڠضبها..لتقول بهدوء
معاك حق..هصبر بس لغاية ما أخلص من ست رحمة وبالمرة هيروح معاها مراد وساعتها
متابعة القراءة