اوتار قصه جديده
في حين تأبطت تقى ذراع ليان وسارت معها بتمهل في اتجاه سيارة عدي التي اصطفت على مقربة من المدخل الرئيسي للفيلا الخاصة بزوجها تبادلت معها حديثا وديا آملة أن تخفف قليلا من حالة الوجوم الحزين المسيطر عليها فبالرغم من مكوثها لعدة أيام هنا إلا أنها كانت مقتضبة في كلامها معها فقط الصمت والنظرات الشاردة والتحديق في الفراغ لوقت طويل خشيت تقى عليها من أن تنساق مجددا نحو دوامة الاكتئاب الذي بالكاد تعافت منه وما إن شاهدهما عدي حتى ترجل من سيارته ليستقبل زوجته ببسمة لطيفة تحاشت ليان النظر نحوه كان إحساسها بالذنب متمكنا من كل جوارحها مما جعلها غير قادرة على التطلع إليه أو حتى الاسترسال في الحديث معه استلت ذراعها بهدوء من تقى لتستقل السيارة قبل أن يفكر عدي في تقديم المساعدة لتصيبه بالإحباط مجددا من تصرفاتها الجافة معه مؤخرا والتي تؤكد له عن يقين بائن عزوفها عنه ظل يلاحقها بنظرات حزينة مزعوجة عكست حيرته وضيقه في نفس الآن حتى انتزعه من إمعانه بها صوت تقى القائل
رد عليها بزفير ممتعض
أنا مقدر ده كله بس يا ريت هي تديني الفرصة وإنتي شايفة بنفسك هي عازلة نفسها عننا
ضغطت على شفتيها في أسف كان محقا في قوله ومع ذلك بررت تصرفاتها قائلة
معلش كله هيعدي وبيتهيألي الرحلة اللي طالعينها هتفرق معاها
أومأ برأسه متمتما
أتمنى ده
تصنع الابتسام ليردد بامتنان
شكرا يا تقى على تعبك معانا أنا مش عارف أقولك إيه المفروض إنتي ترتاحي الفترة دي و...
قاطعته بعتاب رقيق
متقولش كده ليان مش مراتك بس دي بنت خالتي الغالية إنت نسيت ولا إيه
حافظ على ابتسامته الباردة قائلا
تنحنحت متابعة بخفوت
هاروح أشوف أوس عن إذنك
أشار لها بيده معقبا
اتفضلي
تابعها للحظات حتى وصلت إلى سيارة أوس ثم استدار متجها إلى سيارته ليركب بجوار زوجته وما إن رأته ليان يقترب منها حتى انكمشت على نفسها وأشاحت بوجهها بعيدا عنه ليشعر بغصة مريرة ټضرب حلقه تحلى عدي بالصبر وتنفس بعمق ليحافظ على هدوئه معها فهو بالكاد يحاول التأقلم مع حالتها النفسية المضطربة مؤخرا.
على الجانب الآخر ألقت تقى نظرة خاطفة على الخدم المرابطين أمام زوجها في انصياع تام وهو يلقي على مسامعهم أوامره الصارمة لوحت بيدها للخادمة ماريا التي جلست بالخلف في السيارة لتبقى بجوار ابنتها الصغيرة استدارت برأسها نحو أوس راسمة على محياها ابتسامة رقيقة وضع الأخير ذراعه حول كتفي زوجته ليحاوطها ويضمها إلى صدره وفي نفس الوقت يجبرها على السير معه نحو سيارته رفعت رأسها لتنظر إليه عن قرب قبل أن تهمس بشفتيها
أجابها بثقة ليبدد مخاوفها الواضحة في عينيها الزرقاوتين
كلنا محتاجين ده يا حبيبتي
ردت بقلق ملموس في نبرتها
بس الظروف والوضع أنا حاولت أقنع ليان لحد ما وافقت بس مش ضامنة إن كان التغيير ده هيأثر فيها ولا لأ
علق بغموض زاد من حيرتها
أنا متفق مع عدي على بروجرام حلو لينا كلنا فاطمني
أشعرتها كلماته الواثقة بالارتياح اكتفت بالإيماء برأسها ثم أخفضت نظراتها لتحدق في يده التي امتدت لتفتح باب السيارة لها تورد وجهها من معاملته الراقية معها وإشعارها دوما بأنها ملكته الغالية المتوجة على عرش قلبه هتف بها مشددا بحزم
ابتسمت له محركة رأسها بالإيجاب
حاضر
كان حريصا للغاية على سلامتها خلال تلك المرحلة من حملها ليكتمل على خير وبالطبع لم يكن ليقوم بأي خطوة فيها دون الرجوع إلى طبيبتها الخاصة واستشارتها وما إن تأكد أوس من استقرارها في مقعدها حتى أغلق الباب والتف حول مقدمة سيارته ليجلس خلف المقود دقائق معدودة وانطلقت السيارات تتبع بعضها البعض في اتجاه الطريق المؤدي للمنتجع السياحي الذي قام بالحجز فيه بإحدى المدن السياحية بالبحر الأحمر لتقضي عائلته بالكامل وقتا مميزا هناك للترويح عن الجميع بعد تلك الفترة العصيبة من الضغوط المستمرة.
...............................................................
كانت السلوى بل ربما طوق النجاة المتاح حاليا لإخراجها من الحصار النفسي الذي أجبرت نفسها على البقاء فيه فمنذ تعافيها وخروجها من المشفى بعد اكتمال شفائها وقد باتت مقلة في حديثها منعزلة عن الجميع وخاصة هو زوجها وحبيبها لذا كان اقتراح أوس بالسفر وقضاء أوقات أسرية معا هو الخيار الأنسب بالنسبة لهما تحديدا الټفت عدي برأسه للجانب ليتأمل ليان الشاردة كانت الأخيرة مستندة بجانب رأسها على الزجاج أخرج نفسا بطيئا مهموما من صدره قبل أن يناديها
ليوو
انتبهت لندائه الهادئ فاستدارت ببطء نحوه دون أن تنبس بكلمة تعلقت نظراته بوجهها الذابل وهو يسألها باقتضاب
جاهزة للرحلة
لم تمنحه إلا ردا فاترا
يعني
تحامل على نفسه ليتجاوز جمودها معقبا بحماس ادعاه
هايكون شهر عسل جديد بالنسبالنا يا بيبي
وكأنه أخطأ في الوصف دون قصد ليعود إلى ذهنها ذكرى الفترة الأولى في حياتهما الزوجية حينما رفضها عن عمد كنوع من التأديب القاسې لوقوعها ضحېة خداع أحدهم ابتلعت ذلك العلقم الذي ملأ جوفها وأدارت وجهها بعيدا عنه