حكاية شهد بقلم منه فوزي
المحتويات
في حاجة!!
قال الشيخ فريج بعند بكيفكم.. البرد هياكلكم.. وهتندموا
ومن بعدها لم يوجه و لا كلمة او حتي لفتة لاي منهما .. تجاهلهما تجاهل تام..
تكلمت شهد بعد ان تابعت الحديث في صمت قائلةالشيخ باين اتقمص ... مسبتنيش ليه انام جوة مع الست ات مش كان زماني فاردة ضهري...
جو انهي ست ات انتي
شفتي بعينك ان في ستات جوة!
جو في عصبية انت بتستعبطي يا بت!
لاحت علي شفتي شهد شبح ابتسامة.. فعلا كانت تتصنع السذاجة.. فهي منذ ان جلسا بقرب الشيخ و لاحظت نظراته الغير بريئة اليها.. ادركت سر توتر جو.. وكما تشكك يوسف من امر النوم في الداخل.. تشككت هي الاخري.. ولكن اعجبها بشدة تمسكه الشديد بموقفه برغم انهما محاطان برجال الشيخ و اسل حتهم.. لم تكن قلقة بالمرة فهي تعلم ان معها اكثر الرجال رجولة.. لم تعبأ بنظرات الشيخ و لا اس لحة الرجال و لا الصحراء و لا شيء.. هي مطمئنة انها في ايد امينة..
سرحت شهد تتأمل الوضع.. رأت في الامر رومانسية حالمة.. ها هي تجلس مع جو في الهواء الطلق.. فوقهما سماء رأئعة تكاد تلمس نجمومها من شدة الصفاء.. وامامها ڼارا تشبه تلك التي بداخل قلبها.. عبثت باصابعها في الرمال النامة تحتها .. برغم الظرف الذي هم فيه.. كانت سعيدة
شهد شوية..
يوسف طب تعالي..
كان هو مستندا بظهره الي جذع نخلة.. مد ذراعه نحوها يحثها علي الاقتراب منه..
فقالت شهد بساخفة ونظرة مستنكرة نعم! اؤمر!
يوسفتعالي يا بت.. تعالي بدل ما اقوم اجيبك!
ذهبت قربه وجلست بجانبه واسندت ظهرها الي جذع النخلة..
صمتت شهد في محاولة للسيطرة علي قلبها الذي كان يخفق في هيسترية.. كم هو رائع الاقتراب منه.. كم تشعر بالدفء بقربه.. ودت لو اراحت رأسها علي كتفه كما يفعل العشاق.. و لكنها منعت نفسها.. بل حتي جعلته يظن انها غير مرتاحة لهذا الوضع.. فهي تؤمن دوما بحتمية وضع حدا له..
تابع كليهما الن ار في صمت.. ثم قطعه جو قائلاتفتكري يا شهد ينفع الواحد يغير كل حاجة في حايته مرة و احدة
صمت و لم يرد..
شهد متكلم حمادة تطمنه علينا حتي يبقي حد عارفلنا طريق
جو و قد استدار اليها برأسه محدقا بها و ايه اللي فكرك بسي زفت.. حتي واحنا في اخر الدنيا في الحوسة دي ما بيروحش عن بالك!
جو لا هكلم زوزو!
شهد بغيظ و حدة كلم اللي تكلمه.. انا مالي.. انا غرضي ان يبقي حد عارف احنا فين.. قدر مارجعناش!
ضيق ذراعه ضاغطا عليها عدة مرات متتالية و هو يقول بتعلي صوتك! بتعلي صوتك!
في كل مرة كانت تصطدم بوجهها في ص دره... الي ان وضع يده اخر مرة علي شعرها و تحسسه بينما وجهها مدفون في ص دره.. استسلمت شهد للامر.. كانت تسمع صوت دقات قلبه..و كأنها تحدثها.. اخذت نفسا عميقا وعبئت صدرها و انفها برائحته..ثم ابعدت رأسها بصعوبة.. ونظرت الي وجهه و قالت جو.. انت زودتها اوي!!
ضربها علي رأسها من الخلف ضړبة خفيفية و قال انت هتحاسبيني!.. انا اعمل اللي انا عايزه..قال زودتها قال! يا بنتي انتي ملكي.. اعمل اللي علي كيفي.. ابيع و اشتري فيكي.. ابهدلك.. امرمطك.. اعمل كده.. او كده... او كده
كان يقول كده تارة و هو يعبث في شعرها فيبعثره.. وتارة يعبث في وجهها بيده ليضايقها.. وتارة يخبطها علي رأسها.. و هي تداري و جهها ورأسها بيديها لتحميهما من مزاح الصبيان السخيف..
ثم ثبت كتفيها ليبقيها معتدلة امام و جهه و قال بخبثاو حتي ابوس ك..
اتسعت عينا شهد و قالت بعصبيه تداري ذعرالا علي فكرة.. لو فاكر اني بعزك و مش هأذيك تبقي غلطان..
ضحك ساخرا وهو مازال ممسكا بها علي نفس الوضع هتعملي ايه اخرك ايه يعني
شهدافتكر كويس عملت ايه في عدوي
فقال بنفس السخرية الباردة عدوي دا عيل اي كلام.. انت دلوقتي مع جو.. وريني اخرك
وبدأ يتظاهر بأنه سيقترب منها..
فجأة تحولت نبرتها العصبية المتعالية الي نبرة مسكنة وبؤس و قالت خلاص يا
جو.. عندك حق انا فعلا ملكك وانت من حقك اي حاجة.. لو ده يرضيك اعمله.. انا راضية ضميرك و شهامتك
افلتها من يده و قال في شماتة ما كان من الاول!
ابتعدت عنه بمسافة
قصيرة وجلست تتمالك اعصابها..
فقال شامتا مانتي لو من الاول تفهمي حجمك.. ومتبوقيش معايا ..كنت رحمتي نفسك من الپهدلة دي
ثم مد زراعه مرة اخري و قال تعالي تاني اتهببي هنا.. الدنيا برد و انا كنت مدفي
ترددت كثيرا فقال تاني.. عايزة تتبهدلي تاني
فقامت بتؤدة و جلست بجواره مرة اخري...
صمتا تماما وسرحا في الڼار..
كان جو يفكر في ان و جودها بقربه يجعله لا يذكر للدنيا هما.. ها هما في موقف غير آمن تماما و قد كان قلقا مرتابا قبل قليل.. الا انها جعلته يمازح و يعابث و يستمتع .. واي استمتاع .. هذا الاسلوب و ردود افعالها عليه يجعل الامر رائعا..
اما شهد فقد هزها الامر هذه المرة كثيرا.. ان جو دوما يربكها بتلك التصرفات.. احيانا تدرك انه مزاح و احيانا مثل الان تظن به الظنون و تخشي علي نفسها منه.. ثم يجعل منها اضحوكة في النهاية..
ظلا صامتين يستمتعان بالدفء الذي ينبعث من داخلهما .. كانت لحظات رائعة مثل تلك التي مرت بهما ظهرا اثناء السباحة... ود كل منهما علي حدة الا تنتهي ابدا.. ساد الصمت الي ان ذهبا في النوم علي هذا الوضع..اراح جو رأسه للخلف مستندا الي النخلة بينما اراحت شهدد رأسها علي كتفه.. لو ان هناك تعريفا يمزج الامان مع الحنان مع الدفء مع السعادة لكان ما تشعر به الان..
استيقظ جو بعد فترة من اثر البرودة.. شعر انه علي وشك التجمد..فتح عينيه ليجد ان شهدغير موجودة.. دار بعينه حوله علها تكون نامت بعيدا.. الا انها لم تكن في اي مكان..
انتفض قلبه!
اين هي هل حدث ماكان متوقعا
ماذا عليه ان يفعل كيف سيهاجمه
كان يفكر و هو متوجها بسرعة نحو المبني الخاص بالشيخ..
ادرك ان الامر انتح اريا و لكن لا يهم.. لن يتركها حتي لو ماټ في سبيل الامر..
فجأة سمع صوت بسبسة استدار علي امل ان يجد شخصا شهما متخفيا سيساعده.. و لكنه و جد شيئا اخر انها هي.. لقد ميزها في الظلام علي ضوء الڼار.. سليمة معافاة .. تقف بعيدا و علي وجهها ابتسامة عريضة..
الشكر لك يا رب..
ذهب اليها مسرعا و قبل ان ينطق رفعت يدها و ارته مفتاحا.. انه مفتاح سيارة..
قالت وهي ترتعش من البرد لو قعدنا هنا ھنموت من البرد زي الشيخ ما قال..
ثم لوحت بالمفتاح في يدها و قالت نستلف عربية لحد اول الطريق!
كان يرتعش هو الاخر .. اخذ منها المفتاح و ذهبا حيث تقف عدة سيارات اغلبها ذات الدفع الرباعي المناسبة جدا للصحراء.. ميز السيارة من اسمها علي المفتاح.. ركبا و انطلقا..
شهد بس هنعرف الطريق ازاي
جوهمشي و را الطريق المتمهد..
شهد اياك متكونش شورة مهببة جديدة
جو بت..انتي جبتي المفتاح ازاي.!
شهد بفخر زي ما فتحتلك القفل في السطوح
جو متقولي خلصي
شهدصحيت لقيت نفسي هجمد وانت كلك عبارة عن حتة تلجة... قلت اما انط علي بيت الشيخ اضربلنا بطانية.. و انا باخد جولة جوة لقيت المفتاح.. قلت انها فكرة احسن من البطانية..
جو غاضبا انتي عارفة الي انت عملتيه ده غباء و كان ممكن يقلب بغم لولا انك محظوظة بس..
شهد في شغلي مفيش حاجة اسمها حظ ! يا شاطرة يا خايبة.. وانا شاطرة اوي... بس مسألتش يعني ليه انا قلت ان العربية فكرة احسن
جو ليه
شهد اصلي ملقتش جوة حريم..
اخيرا في البيت بعد رحلة شاقة.. جلس ممدا علي السرير بينما افترشت شهد فرشتها.. كل منهما يئن من آلآم في اماكن متفرقة من الجسم ..لقد تركا السيارة علي اول الطريق ثم استوقفا ميكروباص الذي اوصلهما لمكان الاتوبيس فاستقلاه للقاهرة بعد ان انتظراه كثيرا..
كانت مغامرة عجيبة.. و قد زاد فيها شغف كل منهما بالاخر..
الفصل الرابع عشر.
جلست شهد علي كرسيها خلف كاونتر الاستقبال حيث تعمل.. كانت سارحة تماما تفكر في جو ظهرت علي وجهها ابتسامة حالمة و هي تتذكر الليلة السابقة حين تظاهر انه يساعدها في ترتيب وتنظيف المائدة بعد ان أكلا.. و كلما امسكت بغرض لتضعه مكانه تعمد ان يمسكه معها و يلامس يدها بيده.. وكأنها مصادفة..
فتظاهرت بدورها انها تصدق ان الامر مجرد مصادفة..
كانت تسمع اصوات من حولها كأنها قادمة من بعيد..
انا قصيت شعري وصبغته وعملته.. و عملت مانيكييور و باديكييور
كانت هذه زبونة انيقة بشعر اشقر جميل تخبر هدي زميلة شهد عن ما تم عمله حتي تدفع الحساب..
سجلت هدي ما قالت السيدة في دفتر ثم قالت بابتسامة عريضة كده يبقي 300
دفعت السيدة الانيقة المبلغ بالاضافة للبقشيش ..
استدارت هدي لتضع المبلغ في الخزنة الصغيرة..
بينما بقيت شهد تنظر امامها وهي مازالت هائمة في ملكوت اخر.. ثم وقعت عينيها علي الدفتر تأملته بدون ادراك.. كان مفتوحا علي الصفحة التي سجلت فيها هدي للتو حساب السيدة الانيقة..
داعبت خصلات شعرها في دلال .. كانت تقراء المكتوب بلا هدف..
مدام سها
قص 100
موزمبليه 70
مانيكييور 20
اجمالي 190
الم تقل السيدة انها صبغت و عملت باديكييور!! سرحت شهد تعيد ما
قالته السيدة في رأسها.. هي متأكدة انها قالت صبغت حتي ان اللون لفت نظرها.. كان انيقا جدا ..
ايعقل ان تكون هدي غير منتبهة للامر!
شهد هدي.. مش الست دي قالت انها صبغت شعرها.. مش مكتوبة في الحساب
هدي بحدة قصدك ايه يا شهد بتراجعي ورايا.. بقي انا اللي سيباكي قاعدة طول النهار سارحانة ومش مركزة في
متابعة القراءة