رواية فارس
المحتويات
وأيه اللى جاب مهرة هنا يا ماما .. إزاى تجيبيها معاكى يا ماما بس
تابع بلال الحديث باهتمام عندما قالت أم فارس
والله يابنى أنا وعمرو غلبنا فيها واتحايلنا عليها كتير تستنى فى البيت .. بس هى اللى كانت مصممة تيجى تشوفك وتطمن عليك.. حتى لما عرفت أنها مش هينفع تدخل علشان مش من قرايبك برضة صممت تيجى وقالت هستناكوا بره ..
ثم نظرت إليه نظرة ذات معنى وهى تقول
حتى علاء معرفش يمنعها
ألتفت بلال إلى فارس الذى ظهر الضيق على وجهه وهو يقول
مكنش ينفع تيجى يا ماما ..كان لازم انت اللى تمنعيها مش الواد اللى اسمه بتاع ده
اذا كانت مخافتش من تهديده بالطلاق وصممت تيجى معانا حتى لما طلقها ولا همها حاجة ونزلت وسابته واقف يرن
عقد فارس ما بين حاجبيه وهو ينظر فى عينيها التى كانت تحمل معانى كثييرة وقال ببطء
طلقها .... !!
نظرت إلى عينيه وهى تقول
ايوا طلقها
ثم قالت مؤكدة
كل ده علشان تجيلك
ألقى بلال نظرة سريعة على فارس ثم أعاد رأسه إلى والدته وأكمل حديثه الخاص معها تاركا فارس فى حيرته ...أمسكت والدته يده بشكل تلقائى حتى لا يلاحظ أحد ووضعت الصورة المطوية فى راحت يده ثم همست له وهو ينظر ليده بدهشة
قبض فارس على الصورة المطوية داخل قبضته ثم تابع حديثه مع الدكتور حمدى بشكل طبيعى ولكن عقله كان يعمل فى أتجاه آخر ...
أنتهت الزيارة وتفرق الأحرار فمنهم من خرج لعالمه ومنهم من عاد لجدران سجنه الكئيبة ... جلس فارس على فراشه وأخرج الصورة من راحته وفتح طياتها بهدوء ...نظر إلى الصورة وابتسم ..كانت ملامحهما المشاكسة فى الصورة كفيلة بجلاء صدره من أى هم وحزن يعتمل به... طفلة وصبى يتشاكسان بطريقتهما الخاصة ... أتسعت ابتسامته وهو يتأمل فى الصورة ..جلس بلال بجواره وهو ينظر لابتسامته الواسعة التى احتلت شفتيه ثم مال عليه وقال بخفوت
قلب فارس الصورة على الجانب الأبيض منها ومرر عينيه بين سطور كلماتها وهو يتمتم هامسا بما خطت يدها الصغير ...قرأها مرة ثانية وثالثة فى صمت ما إن تصل عينيه إلى آخر كلمة فيها حتى تعود إلى أولها من جديد محاولا فهم ما بين سطورها بصعوبة شديدة
وضع بلال يده على ذراع فارس وهو يقول بخفوت
ها يا فارس
رفع رأسه إليه وقال بعينين حائرتين
نعم !
أقترب بلال منه أكثر وقال هامسا
أنت قولتلى من كام يوم انك هتنفصل عن مراتك بس مقولتش أيه السبب ساعتها
حاول فارس استجماع شتات نفسه الحائرة وهو يقول