قصه جميله
بما لم أتوقعه إذ حملت زوجته
وظهر عليها الحمل فأخذت أضرب كفا بكف كيف تحمل وهى عاقر فلقد كان السبب فى طلاقها هو عدم الانجاب وظللت اطمئن نفسى بأنه حمل كاذب
فلقد سمعت وقتها عن بعض الحالات حيث تعيش الزوجة وهم الحمل ثم تفاجأ فى النهاية بأنها ليست حاملا وأن الأمر كله لا يعدو كونه مجرد تهيؤات وخيالات.. نعم ظننت ذلك
ولكن شهور الحمل مرت بشكل عادى ووضعت زوجة شقيق زوجى توءمين جميلين
وانجبت ولدين فى بطن واحدة وعنفنى زوجى على صنيعى فالحق أننى التى ضغطت عليه لاقناع شقيقه بقبول هذه الزيجة للهدف الذى كنت أسعى إليه
لكنه بانجاب الولدين أصبح سرابا كما أننى لم يكن لدى وقتها سوى ابنى الوحيد الذى لم انجب سواه
ثم توالى انجابها البنين والبنات فانجبت ولدا ثالثا وبنتين
فى حين توقف انجابى تماما وأدركت أننى سوف أجنى ما صنعت وأن من يتخيل أنه قادر على أن يفعل ما يريد واهم
فالقادرهو الله ونحن البشر مهما فعلنا فلن نغير قدره سبحانه وتعالي.
ودارت السنون وصار الأولاد شبابا وأصبحت أخاف على إبنى من كل خطوة يخطوها فأتتبعه وأسأل عليه
وكان لدينا جرار زراعي يعمل عليه فى أرضنا الزراعية فى أيام الأجازات الدراسية وذات يوم أخذ الجرار
وجاءنا الخبر المفجع فأسرعنا به إلى المستشفى المركزى القريب منا
ثم الى مستشفى شهير بالقاهرة وظل فى العناية المركزة ثلاثة أيام ثم صعدت روحه إلى بارئها
ودارت بى الأرض وغبت عن الوعي
وأخضعونى للفحص الطبي وشخصوا حالتى بأنها صدمة عصبية شديدة
وتلقيت علاجا استمر مدة طويلة ولما أفقت وجدت زوجى قعيدا بعد اصابته بجلطة فى المخ ورأيت شقيقه الى جواره يبكى بمرارة أما أبناؤه
فلم يغادروا حجرتنا. ولازمونا ليلا ونهارا
ولم أسمع منهم سوى كلمتى أبي وأمي وهم ينادوننا أنا وزوجي وبعد أسابيع قليلة ماټ زوجى ولم أحد بجوارى سوى
بالحيلة الدنيئة التى دبرتها له للزواج من عاقر
فإذا بالله عز وجل يخلف ظني ويحدث ما حدث وافقد ابنى الوحيد ليؤول كل شىء إلى أولاد شقيق زوجي الذين صاروا أولادى بالفعل بعد كل ما صنعوه لي.
ولقد أراد الله أن أعيش لأرى كل من حولى يرحلون من الدنيا واحدا بعد الآخر لكى أنال العقاپ الذى استحقه فى الدنيا
فلقد رحل شقيق زوجى وبكيته كثيرا ثم رحلت زوجته
وكنت إلى جوارها فى اللحظات الأخيرة وكان مشهد رحيلها مؤثرا فى نفسى الى حد لا استطيع وصفه إذ امتلأ وجهها نورا
وكانت تتمتم قائلة الحمد لله. وكررتها كثيرا وكانما كانت ترى مقعدها فى الجنة
وإننى أعيش الآن بين أبنائى أقصد أبناء شقيق زوجى الراحل.. وأنا بالنسبة لهم بمنزلة الأم
بل لا يتخذون خطوة واحدة فى حياتهم إلا بعد استشارتي
وكلما جاءنى أحدهم ضاحكا مناديا يا أمي أقول فى نفسى حكمتك يا رب..
إنه سبحانه وتعالى علام الغيوب وقد أراد لى أن تعلم الدرس البليغ بأن الله يفعل ما يشاء وان المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله
ولقد تعلمته بالفعل وإننى أدعوه فى كل صلاة وفى كل وقت ان يغفر لى ذنوبى ويستر لى عيوبي
واخيرا
وأرجو أن يتعظ كل ضال
وأن يعود كل من يتربص بالآخرين إلى رشده
فالله هو القاهر فوق عباده ويعلم خائڼة الأعين وما تخفى الصدور
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة ۚ إنك أنت الوهاب 8سورة ءال عمران
حكمتك يارب