قصة سيدنا اسماعيل عليه السلام

موقع أيام نيوز

هو أول بيت وضع للناس في الأرض.. وهو أول بيت عبد فيه الإنسان ربه.. ولما كان آدم هو أول إنسان هبط إلى الأرض.. فإليه يرجع فضل بنائه أول مرة.. قال العلماء إن آدم بناه وراح يطوف حوله مثلما يطوف الملائكة حول عرش الله تعالى.
بنى آدم خيمة يعبد فيها الله.. شيء طبيعي أن يبني آدم بوصفه نبيا بيتا لعبادة ربه.. وحفت الرحمة بهذا المكان.. ثم ماټ آدم ومرت القرون وطال عليه العهد فضاع أثر البيت وخفي مكانه.. وها هو ذا إبراهيم يتلقى الأمر ببنائه مرة ثانية.. ليظل في المرة الثانية قائما إلى يوم القيامة إن شاء الله. وبدأ بناء الكعبة..
هدمت الكعبة في التاريخ أكثر من مرة وكان بناؤها يعاد في كل مرة.. فهي باقية منذ عهد إبراهيم إلى اليوم.. وحين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم تحقيقا لدعوة إبراهيم.. وجد الرسول الكعبة حيث بنيت آخر مرة وقد قصر الجهد بمن بناها فلم يحفر أساسها كما حفره إبراهيم.
نفهم من هذا إن إبراهيم وإسماعيل بذلا فيها وحدهما جهدا استحالت بعد ذلك محاكاته على عدد كبير من الرجال.. ولقد صرح الرسول بأنه يحب هدمها وإعادتها إلى أساس إبراهيم لولا قرب عهد القوم بالجاهلية وخشيته أن يفتن الناس هدمها وبناؤها من جديد.. بناؤها بحيث تصل إلى قواعد إبراهيم وإسماعيل.
أي جهد شاق بذله النبيان الكريمان وحدهما كان عليهما حفر الأساس لعمق غائر في الأرض وكان عليهما قطع الحجارة من الجبال البعيدة والقريبة ونقلها بعد ذلك وتسويتها وبناؤها وتعليتها.. وكان الأمر يستوجب جهد جيل من الرجال ولكنهما بنياها معا.
لا نعرف كم هو الوقت الذي استغرقه بناء الكعبة كما نجهل الوقت الذي استغرقه بناء سفينة نوح المهم أن سفينة نوح والكعبة كانتا معا ملاذا للناس ومثوبة وأمنا.. والكعبة هي سفينة نوح الثابتة على الأرض أبدا.. وهي تنتظر الراغبين في النجاة من هول الطوفان دائما.
لم يحدثنا الله عن زمن بناء الكعبة.. حدثنا عن أمر أخطر وأجدى.. حدثنا عن تجرد نفسية من كان يبنيها.. ودعائه وهو يبنيها
وإذ يرفع إبراهيم
تم نسخ الرابط