فارس
المحتويات
.. كانت مبعثرة أشيائها
وأثاثها نتيجة الاقټحام الغاشم المباغت ..
عدلت مهرة من وضع الفراش وساعدتها على الأستلقاء فوقه وجلست بجوارها وهى لا تعلم هل تداوى چرح أمه أم تداوى جرحها الغائر .. تناولت والدته الدواء من يدها وأغمضت عينيها بعد أن شعرت أن سقف الغرفة يدور حول نفسه وراحت فى سبات عميق ..
ظلت مهرة تنظر حولها تتلمس أشياءه المبعثرة فى تأثر ودموع صامته حتى غابت عن الوعى وهى تجلس على مقعده خلف مكتبه الصغير ..أبت أن تنام على فراشه التى تقاسمه فيه امرأة أخرى خاڤت أن ټشتم رائحتهما معا ممزوجة فى بعضهما البعض ..كانت تعلم أنه لايسمح لأحد غيرها بأن يعبث بمكتبه لذلك فضلت أن تنام خلفه وهى متأكدة أنه لم يلمسه بعده سواها.
قائلا
أحنا هنا من امبارح ومحدش قالنا تهمتنا أيه ولا حد عبرنا
مال فارس على أذنه وقال همسا
شق الصمت صرير المزلاج الحديدى وهو يدور ليفتح من الخارج ويرمى على الأرض شخصا آخر لا يعرفونه.. شهق الجميع وانتفضوا عندما دققوا النظر به ..لقد كان عاريا تماما ومؤخرته ټنزف دما ...كان الرجل يأن أنات متواصلة دون أنقطاع وهو مازال مكانه لم يتحرك ..تردد بلال قليلا ثم اقترب ببطء وهو يتفحص وجهه فوجده متورما تماما حتى أنه لا يستطيع لأحد أن يتعرف على ملامحه أو يميزه ...حاول بلال المساعدة ولكن الرجل انتفض للمسته لذراعه ثم زحف إلى ركن من أركان الزنزانة بعيدا عنهم وظل يبكى
متخافش كده يا عمرو أحنا مش متهمين فى حاجة
نظر إليه فارس
وقال بحدة
يعنى المسكين ده كان متهم فى ايه يعنى يا بلال هى وصلت للدرجة دى
شق الصمت الغرفة صوت آخر ولكنه آتى من الخارج ... صوت صياح رهيب وأصوات تصرخ وتستغيث شق سمعهم وانتفض له قلوبهم وخصيصا أنهم استطاعوا تميز أصوات نساء تصرخ صرخات غير منقطعة وتستغيث ... هب عمرو واقفا بحركة لا أرادية
وهو يقول
ده صوت ستات ..أنتفض قلب كل واحدا منهم وقد حل فى عقولهم صور زوجاتهم ..
نظر أحد الرجلين إلى الرجل المعرى فى ركن الزنزانة وبكى وكأنه قد شهد عڈابه ثم نظر ثلاثتهم إلى الرجلين وقال لهما فارس
أنتوا تهمتكوا أيه
قال رجل الأول بخفوت
أنا مش من القاهرة أنا من سينا.. عندى محل تصليح غسالات من يومين لقيتهم هجموا عليا وقلبوا المحل وغمونى وخدونى فى عربية ولقيت نفسى هنا قدام الظابط وواحد تانى بيقولوا عليه وكيل نيابة هتف فارس فجأة
عذبوك قدام وكيل النيابة.. أومال مين اللى بيطبق القانون
أجابه الرجل
قانون مين يا أستاذ ..وكيل النيابة هنا زيه زى الظابط اللى بيعذب بالظبط
ثم اردف قائلا
وكل اللى طالع عليهم مين اللى اشترى منك التايمر من يومين ..اقولهم انا بصلح غسالات وطبيعى أى حد يشترى تايمر غسالة من عندى ..يقولولى أنت كداب يابن ال وفجأة لقيت الظابط ۏلع سېجارة وقالى لو السېجارة دى خلصت من غير ما تعترف
هتكره اليوم اللى اتولدت فيه .. فضلت احلفله مفيش فايدة لحد ما قام من ورا مكتبه وقالى أنا هعرفك مين هارون باشا وبعدين ندى على المخبر وقالوا حضرلى التونيك ..
قاطعه عمرو متسائلا
أيه التونيك ده
أجابه الرجل
ده الجهاز اللى بيصعقونا بيه بالكهربا .. وفضلوا يعذبوا فيا بالكهربا وانا عريان وفى الاخر ...
ثم اشار للرجل الاخر وقال
لقيت الراجل ده جايبينه برضه متغمى وبيقولولى
متابعة القراءة