نفّذ زوج شيماء وعده، وخرج من دار أبيه ،وأجّر له مختار سيّد القبيلة أحد دياره الجميلة بثمن بخس ،وأعطاه الأعيان الأثاث والهدايا ،وتحسّنت حال الرّجل ،وصار الجميع يتقرّب منه ويسعى لصداقته حتى من القبائل المجاورة ،ولما سمعت الأمّ وبناتها، لم يعدن يتحملّن سعادة شيماء ،وبدأن في نشر الإشاعات حولها، وبمرور الوقت تضخّمت ،وانزعج الرّجل ،وهدّد بقطع لسان كلّ من يذكر إمرأته بالسّوء لكن ذلك لم يزد إلا الأمر سوءا ،فجاء إلى شيماء يوما ،وقال لها لا بدّ أن تحضري أباك ،ومعه أمّك لأنّهم يقولون أنّك شقراء ،ولا وجود لمثلك في بلادنا ،فأحسّت الفتاة بالحرج فهي لا تعلم من أين جاء ذلك الرّجل ،ولا أين تجده ،ثمّ كيف تثبت أنها إبنته ؟
أخذ زوجها يلحّ عليها كلّ يوم ،وهي تتهرّب منه ،وزاد ذلك في شكّه ،ولاحظت البنت ذلك فتألّمت ،وصارت تحبس نفسها في غرفتها ،وتبكي حظّها ،وفي أحد الليالي كانت تنظر من النافذة ،وترفع يديها للسّماء ،فغلبها النوم، ورأت في حلمها رجلا وإمرأة ،وهي تناديهما ،كانت ترى هذا الحلم منذ أن كانت صغيرة ،لكن هذه المرّة إلتفتا إليها وعرفت الرجل على الفور ،فهو الملك الذي جاء معها إلى القرية ،أما المرأة فكانت جميلة جدّا، ولونها شفّاف ،ثم إستيقظت شيماء وهي تتعجّب ،لم تعرف إن كانت تحلم أم أنّ ذلك حقيقة ،فقد كانت المرأة واضحة إلى درجة أنها كانت تحسّ بحرارة جسدها ،وهي تضمّها إليها ،وفي الغد قرّرت أن تذهب إلى السّاحرة لتسألها عن تلك المرأة البيضاء التي رأتها في حلمها ،لمّا دخلت عليها ،أخفت السّاحرة وجهها ،وقالت لها :يشعّ منك نور ملكات الجنّ ،ولهذا السّبب لم أتمكّن من معرفة شيئ حولك ،قالت شيماء : لا تذكري شيئا ممّا علمته ،هل فهمت ؟
يتبع الحلقة 4