حكاية حسن العطار
المحتويات
فلصناعة العقاقير والأدوية سوق رائجة و سيزيد ربحنا. ولو عملت بحماس سيكون لك شأن كبير في عالم الكيمياء فهي صنعة لا حد لها ولا يتقنها إلا القلة لأنها تحتاج لمعارف كثيرة وإلى حد الآن تعلمت النبات وتبقى الأحجار والمعادن وخواصها أعتقد أنه عند عودتي ستكون قد أتقنت كل ذلك .
في الصباح قصدا البيمارستان الكبير وسط بغداد وطلبا رؤية إبن إسحاق أقبل الطبيب ولما رأى الشيخ نصر الدين رحب به وقال أي ريح طيبة حملتك إلى هنا لم أراك منذ مدة أجابه إنه الشغل يا أبا إسحاق فلم تعد العطارة مربحة كما كانت من قبل وأكثر عملي في الأعشاب الطپية . الكثير من الناس فقراء ولا يقدرون على زيارة الأطباء .
أجاب الشيخ إنه في مقام إبني ولقد أتيت به إليك لتجعله من تلاميذك أريدك أن تعلمه الكيمياء وصناعة العقاقير قال الطبيب هذا يلزمه دراية واسعة
________________________________________
وتلاميذي أمضوا سنوات في التعلم قال العطار لقد حضر حسن حلقة الشيخ موسى وأتقن القراءة والكتابة وهو يعرف النبات وخصائصه وكيفية صناعة العطور وتقطير الاعشاب .
بعد أيام جهز التجار مركبا للإبحار لجزر الوقواق إشترى الشيخ نصر الدين بضائع مختلفة لمقايضتها بالزهرة البيضاء ليلة سفره قال اوصيك يا إمرأة بفتح
الدكان والبيع والشراء وسأتي حسن من عند أبي إسحاق من وقت لآخر لصنع
العطور وتعليمك منافع الأعشاب وأثمانها وسيأتي إليك كل مساء لإغلاق الدكان والعودة معا إلى الدار قالت إمرأته لا تقلق سيكون كل شيئ على ما يرام ...
أخذت السفينة عرض البحر وبقي الشيخ نصر الدين ينظر إلى الأمواج ثم أحس بدوار كان أحد التجار بقربه وقال له إشغل نفسك بالقراءة أو بالتسبيح وتجنب النظر إلى البحر !!! جلس الشيخ في ركن ووضع رأسه بين يديه وقال يا له من شعور فضيع لا أعرف كيف سأمضى شهرا ونصف على الماء قبل أن أصل إلى اليابسة .أخذ كتابا وحاول القراء فيه لكن لم تكن له ړڠبة أراد التاجر أن يخفف عنه فسأله هل تعرف لماذا سميت تلك الجزر بالواقواق أجاب الشيخ نسبة إلى أحد الطيور الكبيرة فيما أعلم . ضحك التاجر وقال بل إلى شجرة لها ثمرة تشبه الجواري لها شعر و علېون تعجب العطار وسأل هل هذا حقيقة أم ۏهم أجاب التاجر هكذا يقال والله أعلم لكن أنا لم أراها وقد تكون قد وجدت من زمن پعيد .
فكر العطار وقال في نفسه هذا التاجر يبدو على علم بتلك الجزيرة سأسأله عن الزهرة البيضاء أخرجها من جرابه وسأله هل تعرف إسم هذه الزهرة دهش الرجل وقال من أين حصلت عليها دونها أغوال وأهوال نسي الشيخ ما أصاپه من دوار وقال
________________________________________
بربك أخبرني كل ما تعرف عنها أجاب التاجر لا يعرف هذه الزهرة سوى القلة من الناس عندنا لأنها تنمو في جبل الضباب أعلى قمم الواقواق وهنا يوجد أكبر معابدهم وفيه صنم كبير من الذهبكل ربيع يصنع له الكهنة من هذه الزهرة مرهما يدهنونه به فيظل عطرا كامل السنة وهذه الزهرة مقدسة عندهم و يقال أن ثعابين سامة تحرسها و ټقتل كل من يقترب منها .
قال العطار هل يمكن الحصول على بعض منها رد التاجر نعم فالكهنة يقايضون الزهرة البيضاء بالسلع التي يحتاجون إليها يضع التجار بضائعهم
ويجيئ الكهنة ويختارون ما يعجبهم ويضعون أمامها حفنة من تلك الزهور وأغنياء الوقواق يشترونها
و يضيفونها إلى طعامهم ويزعمون أنها نافعة للبدن ومن يأكلها لا يمرض أبدا . قال
متابعة القراءة