امراة العزيز ويوسف الصديق

موقع أيام نيوز

أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم. يذكر تعالى ما كان من قبل نساء المدينة من نساء الأمراء وبنات الكبراء في الطعن على امرأة العزيز وعيبها والتشنيع عليها في مراودتها فتاها وحبها الشديد له وهو لا يساوي هذا لأنه مولى من الموالي وليس مثله أهلا لهذا ولهذا قلن إنا لنراها في ضلال مبين أي في وضعها الشيء في غير محله. فلما سمعت بمكرهن أي بتشنيعهن عليها والتنقص لها والإشارة إليها بالعيب والمذمة بحب مولاها وعشق فتاها فأظهرن ذما وهي معذورة في نفس الأمر فلهذا أحبت أن تبسط عذرها عندهن وتتبين أن هذا الفتى ليس كما حسبن ولا من قبيل ما لديهن. فأرسلت إليهن فجمعتهن في منزلها واعتدت لهن ضيافة مثلهن وأحضرت في جملة ذلك شيئا مما يقطع بالسكاكين كالأترج ونحوه وأتت كل واحدة منهن سکينا وكانت قد هيأت يوسف عليه السلام وألبسته أحسن الثياب وهو في غاية طراوة الشباب وأمرته بالخروج عليهن بهذه الحالة فخرج وهو أحسن من البدر لا محالة. فلما رأينه أكبرنه أي أعظمنه وأجللنه وهبنه وما ظنن أن يكون مثل هذا في بني آدم وبهرهن حسنه حتى اشتغلن عن أنفسهن وجعلن يحززن في أيديهن بتلك السكاكين ولا يشعرن بالجراح وقلن حاش لله ما هذا بشړا إن هذا إلا ملك كريم. وقد جاء في حديث الإسراء فمررت بيوسف وإذا هو قد أعطي شطر الحسن. قال السهيلي وغيره من الأئمة معناه أنه كان على النصف من حسن آدم عليه السلام. لأن الله تعالى خلق آدم بيده ونفخ فيه من روحه فكان في غاية نهايات الحسن البشري ولهذا يدخل أهل الجنة الجنة على طول آدم وحسنه ويوسف كان على النصف من حسن آدم ولم يكن بينهما احسن منهما كما أنه لم تكن أنثى بعد حواء أشبه بها من سارة امرأة الخليل عليه السلام. قال ابن مسعود وكان وجه يوسف مثل البرق وكان إذا أتته امرأة لحاجة غطى وجهه. وقال غيره كان في الغالب مبرقعا لئلا يراه الناس. ولهذا لما قدم عذر امرأة العزيز في محبتها لهذا المعنى المذكور وجرى لهن وعليهن ما جرى من تقطيع أيديهن بجراح السكاكين وما ركبهن من المهابة والدهش عند رؤيته ومعاينته. قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ثم مدحته بالعفة التامة فقالت ولقد راودته عن نفسه فاستعصم أي امتنع ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكون من الصاغرين. وكان بقية النساء حرضنه على السمع والطاعة لسيدته فأبى أشد الآباء ونأى لأنه من سلالة الأنبياء ودعا فقال في دعائه لرب العالمين رب السچن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف
تم نسخ الرابط