غيوم بقلم داليا الكومي
خلف الابواب ..لم تجرؤ يوما للسؤال عنه ولم يتحدث احدهم عنه امامها بإستثناء اسيل في بعض المرات القليله التى لم تكن تسيطر فيها علي لسانها الثرثار ...لكنها علمت انه نجح وبشده واصبح له اسم في دنيا الاعمال ..واليوم عاد مع خطيبه تفوقها مالا وجمالا وحياه .. نعم نوف حيه اما هى فمجرد تمثال من الشمع تخشي الشعور بالحراره لانها تعلم انها سوف تذوب كما الشمع ...اتجهت الي فستانها الملقي علي الارض وحملته قرب قلبها ..لو فقط كانت ارتدته في الوقت المناسب لربما كانت تجنبت سنوات الشقاء التى تمر بها الان ..انه دورها الان لتشرب من نفس الكأس التى سقتها لعمر ...انه الحب بلا امل..والاسوء انه مطعم بالغيره ... عمر لم ينسى حبها فقط بل احب غيرها وربما بنفس درجة حبه السابق لها.. مؤسفا جدا ان الانسان لا يدرك قيمة ما يملكه الا بعدما يفقده .. لو يعود بها الزمن الي الوراء لكانت حملت عمر بين طيات قلبها كما كان يفعل معها ... علمت ان ايام النوم قد ولت وانها ستعانى الارق لما بقي لها من عمر فلا ينام الا خالي البال ... اسبوع يفصلها عن حلم عمرها الذى اكتشفت اليوم انه سراب ولا يستحق حتى ثمن الحبر الذي سوف تخط به شهادتها ...لو تستطيع ابدال الماجستير وشهادة الكليه بيوم واحد من حب عمر لما ترددت بل ولكانت هى الفائزه.... مدهش كيف يتبدل الانسان ويعيد ترتيب اولوياته فيكتشف انه قضي عمرا يبحث عن السراب ..اعادت الفستان بعنايه الي الخزانه وجمعت كل هدايا عمر لها بحرص ودللتها جيدا فهى الان كل ما تبقي لها منه وربما تكون احداها مازالت تحمل رائحته عالقة بها ...اليوم لاحظت نظرات عمر ابن خالتها لمياء الى رشا وهى تعلم انها مسألة وقت قبل ان تستسلم رشا لسلطان الهوى ...الجميع يواصل حياته ويعيش ببساطه اما هى فقد اعدت نفسها لسنوات العڈاب القادمه فعلي كل حال هى تستحقها وبجداره...
بالفعل
هى متوتره ... اعصابها مشدوده وكأنها وتر مشدود علي اشده وسوف يقطع في أي لحظه الاحداث كلها تسبب لها التوتر عودة عمر مع مناقشتها كانت اشد من احتمالها ...المناقشه بعد غد وهى ليست مستعده بالمره ...هى وضعت نفسها في قالب من الثلج والشعور بالحراره ېؤذيها للغايه... ربما يذيب الثلج من حولها فيجعلها عاريه وغير محميه... لابد وان تهدأ والا ستسبب التوتر للجميع ...لم يعد يشغل بالها الحصول علي درجة الماجستير واصبحت الرساله مجرد تمثيليه هى مضطره لحضورها اه لو تستطيع الاختفاء بعيدا عن الجميع ...
تريد..كانت تعلم ان البعثات الدراسيه لا تستغرق وقت طويل لانهاء اجراءات السفر فالترشيح قد تم وهى تعلم انها اختيرت من قبل رئيس القسم ...سوف تكمل الدكتوراه في الولايات المتحده .. لكن الحړب مع عائلتها ستبدأ منذ الان واعدت نفسها لها.. فمن سيسمح لها بالسفر مطلقه ووحيده .... الجميع سيظن انها تتقدم في حياتها العمليه وتحصد الشهادات الشهاده تلو الاخري ...سيظنون انها مازالت تلك الانانيه التى اعتادت ان تكون وستترك منزلها ووالدتها وشقيقتها في سبيل تحقيق مجدا علمى يضاف الي رصيدها ...لكنه لا يعلمون انها ترددت طويلا في قبول البعثه بل وكانت شبه اكيده من الرفض فيكيفها غربه في وطنها ولم تكن تحتاج لوضع الاف الاميال بينها وبين من تحب لكن رؤيتها لعمر مع زوجته المستقبليه غيرت قرراها بالرفض ...لن تجلس لتراه متزوج ولديه اطفال من غيرها... لن تتحمل سماع خبر نوف حامل او نوف رزقت بطفل ....لن تستطيع مقابلة طفل صغير في أي مناسبة عائليه وتراه يحمل ملامح عمر .. طفل لم ولن يكون لها فهى اختارت الا تحمله له .....
الايام الماضيه كانت دربا من الچحيم وهى تسمع من الجميع عن الولائم التى تعد ابتهاجا بزواج الغالي عمر ...كلما التفتت كانت تسمع عن عزومه لغذاء او لعشاء علي شرف عمر....
جلست في صمت تنتظر مرور الايام وتعد تنازلي لوقت هروبها الابدى الي الولايات المتحده حيث لن تري عمر هناك او تسمع اخبار زواجه ....
تعرفى ان عمر
كان بيدفع مصاريف كلية رشا لحد ما خلصت ... طيب تعرفي انه هو اللي جابلي الوظيفه في مستشفي ابو ظبي العسكري ... كفايه كلام في الماضي ركزى في مناقشتك وتألقي انتى تستاهلي يا حبيبتى... يا الله كم منحها محمد الدعم الذى كانت تحتاج اليه ....ربما كانت انسحبت وتركت القاعه ولم تكمل اليوم فهى كانت بلغت الحد .... عمر مازال يطوقها بصنيعه ...علي الرغم من دنائتها معه الا انه تعامل بأخلاقه لا أخلاقها هى ...باقى المفاجأت توالت تباعا ... فوجئت بحضور نور التى دخلت الي القاعه علي استحياء ...لم تكن تتوقع ان يحضر احدا من عائلة خالتها منى لكن حضور نور غير مفاهيمها تماما...خلف نور دخلت خالتها منى شخصيا وهى تتأبط ذراع ووالدتها...خالتها تجاوزت مرارتها وحضرت لتهنئها ...كم كانت تشعر انها صعلوكه حقيره امام كرم اخلاق خالتها ....نظرات الفرح علي وجه نور لدى رؤيتها لمحمد كانت مفضوحه بصوره كبيره ...فريده خشت ان يتوقف قلبها من مفاجأة رؤيته فالمفاجأه كانت شديده للغايه ...والدتها لم تتمالك نفسها وصړخت من الصدمه فمحمد اخفى حضوره جيدا وفاجأ الجميع ....
فريده اجابتها بالنفي ...انها تريد الخلاص من فاطمه ...مازالت تحملها ذنب طلاقها ومع انها تدرك جيدا انها المذنبه الوحيده لكن رؤيتها لفاطمه تؤلم معدتها وتؤلم ضميرها ...اعتذرت منها بلطف وتعللت بالجمع المنتظر لكن حجتها اثارت المزيد من حسد فاطمه التى حسدتها علي انهاء درجتها العلميه قبل بسنوات ... علي المنصه الصغيره