رواية ملاذي وقسۏتي بقلم دهب عطية

موقع أيام نيوز

....
ريم تحتاج الى رجل عفوي يسد كل حالة فارغ داخلها جعلتها
تفتقد لرجل حنون في حياتها...
فالاب مفقود منذ ولادتها قلبا ومشاعر..... وبقى
معها جسدا بروح..... ولأن الروح رحلت لي خالقها
ولجسد تحت الرمال ... ولاخ مستهتر شيطان
من شياطين الإنس نسى ان له شقيقه تحتاج الى رعايته ولو بكلمة حانية منه قد اختفى هو ايضا
من حياتها بدون رجعة......
حاولت راضية مواساتها بعدة كلمات....
كفايه عياط ياريم ربنا يسامحو ويغفرله
كفايه عياط يابنتي العياط مش هيرجع اللي راح...
إبتسمت بسخرية وهي تقول...
مش عارفه أعيط على مين فيهم على اللي هيتعدم بسبب شره وحقده... ولا على اختي اللي نهايتها معروفه من زمان اوي... ولا اعيط على امي وحياتها وكل اللي عشته بسبب عادات وتقليد نجع العرب.... ولا اعيط على مۏت ابويه نزلت دموعها وهي تكمل بنزق...
ولا اعيط على مۏت ابويه اللي حرمني حتى من
ذكرى ولو بسيطه تجمعنا ببعض...... ياخساره
الدموع مش بتنزل عشان بعدهم عني
دي بس بتنزل پقهر عشان مقدرتش اخد حقي
منهم حقي اني منهم وهما مني... أثرو ياحنيي
اثرو معايا قوي ومفيش حاجه جمعتنا زمان
عشان افتكرها دلوقتي... 
ق 
الوقفون بجوارهم.....
وضع مفاتيح السيارة على المنضدة الزجاج بقوة وهو يثني ذراع كم عبائته البيضاء وينظر لحياة والوقفة أمامه پخوف وترمش بتردد وهي تختلس له النظر
هربتي ليه ..... 
لم ترد عليه وبدأت تنظر الى الأرض بتردد....
صاح بها بإنفعالا....
ارفعي عينك و رد عليه..... هربتي ليه.... 
وانا مش عايزه ارد عليك ....كادت ان تهرب من أمامه...
مسك معصمها بقوة وهو يوقفها أمامه پغضب..
عيب اوي ياهانم لم ابقى بكلمك تمشي وتسبيني
وانا بتكلم.......رد عليه هربت ليه .. كان مصر ان يسمع اجابة عن سؤاله .....
ردت عليه بحنق ...
انا مش عايزه اتكلم في الموضوع ومعنديش رد لسؤالك...
التوت شفتاه وهو يحدثها ساخرا....
إيه هتهربي من سؤالي زي ماخدتي عيالي
وهربتي ....
هتفت بصياح حاد ...
دول عيالي زي ماهما عيالك بظبط وملكش الحق انك تحرمني منهم.....
نظر لها ببرود قائلا....
لكن ليك انت كل الحق انك تحرميني منهم مش
كده....
اسلبت جفنيها على الأرض بحرج.....
اكمل حديثه بسخرية اكبر....
رد عليه ياهانم اي السبب اللي خلاك تهربي.....
لم ترد عليه وكانه لم يتحدث ....
سالها ببرود



كالوحة الثلج...
هربتي ليه .....
لم تقدر على التمسك اكثر بحبل الثبات
فقد اڼفجر بركان الصبر داخلها .....احتدت ملامحها وهي ترد عليه باڼهيار انثى ډمرت على يد عائلتها الوحيدة.....
عايزه تعرف ان هربت ليه.... هربت عشان انساك
هربت عشان تعبت من قسوتك ونفورك مني هربت
عشان اريحك مني...هربت عشان تعبت من نظرتك
وظلمك ليه....انت اكتر واحد المفروض تكون عارف
اذا كنت كدابه ولا لا....مش بيقوله برضه عليك قاضي نجع العرب...بيقوله انك بتعرف تطلع الكداب من الصادق من نظرة عنيهم...بتاخد حق المظلوم ولو على رقبتك بتحقق العدالة على أرضك....
صړخت پعنف وهي تقول أمام وجهه...
ومش قادر تحقق العدل معايا... عارف اني مظلومه وبتكدب على نفسك عارف ان اللي جوايه ده جه برضايا مش ڠصب عني.... عارف اني بحبك ومش كدابه في اي حاجه حصلت مبينا.... عارف وعارف وعارف كل حاجه وبتقوح معايا..... عشان تعرف تطلع جبروتك وقسوتك عليه... وسبب إيه ده اللي مش قادره أفهمه.... 
ابتسم بتهكم وهو يرد بسخط....
بجد برافو دا أنا طلعت انا اللي غلطان كمان.. 
صفق بسخرية وهو يلتف حولها وهتف من بين
صفقته الساخرة......
والمفروض دلوقتي اتاسف عن قسۏتي ولا عن قلة ثقتي...... طب وانت ياحياة هانم مش ناويه تتاسفي عن كدبك عليه اول الجواز ولا بلاش لحسان اطلع راجل ظالم ومفتري في موضوع حبوب منع الحمل ديه ....طب مش هتتاسفي عن هروبك مني وانانيتك من انك تنوي للمرة التانيه انك تحرميني من ابني ولا كنت ناويه تتخلصي منه اول ماتنزلي مصر... 
توقف عن التصفيق وهو يقف أمامها...
ويرد بفظاظة....
استني المفروض انسى كل ده لانك كده كدا
هربتي بسبب معاملتي وبعدي عنك.... 
نظر الى عمق عيناها اكثر وهو يقول بخذلان...
ياريتك اختارتي افضل حل ياحياة انك تصلحي
اللي مبينا انك تحسسيني اني أهم شخص في حياتك انك تثبتي ليه انك مظلومه فعلا واني اتسرعت بالحكم عليك ...ياريتك قدرتي تفكري فيه ولو شويه قبل ماتفكري في نفسك وتهربي وتاخدي روحي معاك.... عارفه ياحياة ايه الفرق اللي مبينا انك اخدتي كل حاجه من قبل ماتطلبيها فعشان كده كان سهل تمشي وتسبيها.....ام انا فطلبت وستنيتك كتير تملي احتياجي ليك عشان كده انا اللي لسه باقي عليك مش انت !......
ابتسم ببرود وهو يكمل بخزي...
موضوع حبوب منع الحمل دا انا هنساه مش بس هنساه انا همحيه من حياتنا مش عشانك عشان خاطر
اللي فبطنك لكن اللي مش هقدر أنساه
انك تتنزلي عني وعن الحب اللي واثقه انك كنت
صدقه فيه....
استدار ليغادر وهو يقول بسأم من نفسه...
والغريبه بعد كل ده انت اللي بايعه
وانا اللي شاري ....
خرج وتركها تقف پصدمة مكانها.....
هتف عقلها داخلها بسخرية .....
يالله كم انك محظوظة ياحياة بهذا
الحب المتعثر دوما مع سالم شاهين وكبرياء
رجولته !!......

بعد مرور اسبوع......
اتسعت اعين ريهام پصدمة
انت بتقولي إيه
ياماااا حياه حامل من سالم... 
نظرت لها خيرية بضيق
هو ده كل اللي سمعتيه من الحوار حياة حامل
ماتحمل ولا تزفت بكفايه اللي جرالنا من وراها هي
وابن زهيرة.....ركزي معايا في لاهم لازم ناخد ورثنا من أراضي ابوكي ونروح نعيش في سويس عند خالك عزت..... هنفتح مشروع كويس انا وانت
ونعيش منه بعيد عن النجع وبلويه وكفايه خسارة
ابوكي بالمۏت وخوكي بالإعدام احنا لازم نمشي
من النجع ياريهام انا مبقش فاضلي غيرك يابنتي
تعالي نسافر السويس عند خالك بعد ماناخد ورث
ابوكي..... 
نهضت ريهام وهي توليها ظهرها وتقول بشړ لامع
بعينيها وصوت وليد يدوي في أذنيها.......
خدي حقي ياريهام احرمي سالم من اغلى حاجه
عنده...... 
سمعت صوت خيرية وهي تسألها بحزن...
قولتي إيه ياريهام... هتسفري ..... 
هسافر بس مش دلوقت.....
يعني إيه مش دلوقت امال هتسفري أمته... 
هسافر ياماااا بس بعد ماخلص اهم حاجه
كانت لازم تتعمل من زمان اوي وشكلها جه وقتها خلاص ......
مر اسبوعا وهو يصمم على عقابها بالبعد عنها
حتى تعرف جيدا قيمة حياتها معه وتحافظ
على حب اعترفت بوجوده داخل قلبها ولاهم
انها تثبت له هو ذلك ! .....
ام هي فبعده عنها يثير ڠضبها وللحق تعلم انه يجب عقابه كم يعاقبها هو بالبعد..... ماذا عليها ان تختار غير سلاح مضمون هو ألعب على اوتار أشواق قلبه لها......
هنشوف هتفضل تقيل كده لحد امته.... 
هتفت بجملتها وهي تدلف الى المكتب حيث القاسې هناك يعمل ولا يبالي بقلبها...
دخلت عليه المكتب وهي ترتدي عباءة أنيقة 
وضعت أمامه القهوة وهي تنتحنح
بحرج......
القهوة..... 
رفع عيناه عن الأوراق التي أمامه اليها مباشرة
ليرى هيئتها هكذا !!....
انت ازاي نزلتي من اوضتك بشكل ده... 
...
نظرت له بخبث وهي ترد عليه بصوت انوثي عذب...
متقلقش ياسالم مفيش حد في البيت.. وكمان
ماما راضيه بايته عند ريم اليومين دول في بيت
عمك وبابا رافت لسه خارج من شويه.... 
إيه اللي خلاكي تجيبي القهوه بنفسك.....
مفيش مشكله لو انا اللي جبتلك القهوه بنفسي
هو انا مش مراتك ولا إيه.....
ابتسمت حياة بسعادة ....نعم تريد ان ترد كرامتها أمامه واكثر شيء تكن بارعه به اي انثى امام
زوجها هي ان تجعل الاشتياق لها چحيم يود الخروج منه حتى واذا كان رجلا كاسالم عنيد قوي يسخر من كونها ضعيفة غبيه فهي لها اساليبها الخاصة لمعاقبته وسيكون النصر حليفه

!..
ابتعدت عنه في عز اشتياقه لها
وهي تقول بنبرة ماكرة...
لازم تشرب قهوتك قبل ماتبرد.....
ابتعدت عنه واولته ظهرها وهي تبتسم بنصر...
حلوه الطريقه دي ياحياة جديده وعجباني ..لكن
انت للأسف مش شاطره فيها .....
هتفت بعناد وتحدي زائف....
بالعكس انا شاطره في اي حاجه بعملها ...بدليل انك كنت .....
اتسعت ابتسامته الباردة أكثر وهو يقول باعين تلمع بتحدي جامح...
تحبي أبدا انا الاول وشوف 
و....
لا... مش عايزه .....توترت وهي ترد عليه 
سالم ...خلاص انا اسفه......هتفت بترجي من الإصرار الواضح في عينيه 
فات الاون ياحضريه.... 
العبي لعبه انت متأكده انك كسبانه كسبانه مش
تدخلي في ملعبي وعايزاني قعد اتفرج عليك... 
نظرت له بحرج وڠضب من فظاظة حديثه
وهتفت قبل خروجها.....
على فكره انا كنت جايه عشان اقولك اني عايزه
أروح لريم البيت واعزيها في ابوها لان كلأم التلفون ده مش نافع..... لو موفق ابقى ابعتلي رساله... 
خرجت بضيق وهي تزفر من هزيمتها أمامه....
ولكن بسمة سعادة تشق ثغرها الأحمر آثار جنون زوجها معها منذ ثوان فقط...
جلس على مكتبه ومسك الهاتف بين يده وعبث به وهو يبتسم بسعادة فقد كان يحتاج الى رحيق الحياة منها وقد حصل عليه في لحظة لن ينكر انها قدمة له على طبق من ذهب !......
صدح الهاتف معلن عن وصول رسالة منه....
فتحتها وهي واثقه من رفض طلبها....
موافق تروحي لريم هستناك تحت عشان
اوصلك وعلى فكره وفقت بس لان حنيي راضيه
هناك ! .....على فكره العبايه اللي كنتي لبساه دي حلوة......ابقي البسيها كتير بس واحنا مع بعض..
شهقت پصدمة 
عشان كده... ده بقه قليل الادب اوي .... وبعدين
مش ده اللي من كام يوم كان مش طيقني ولا
طيق يبص في وشي....... اي اللي تغير يعني.. 
وقفت جانبا وهي ترمق نفسها عبر المراه من
الخلف بحرج..
هزت رأسها سريعا وهي تذهب للمرحاض...
لا...لا...مش هلبسها تاني..
نزلت وهي ترتدي عباءة سوداء محتشمة وحجاب
أنيق عليها....... فتحت باب السيارة وجلست في
المقعد الخلفي......
نظر لها سالم بهدوء وهو ينفث سجارته...
تعالي هنا ياحياة جمبي.... عشان الطريق
لبيت ريم مليان قعبله في السكه.... 
قعبله ازاي يعني..... 
زفر وهو يقذف السجارة من نافذة السيارة
قعبله يعني مطبات وخبط في ضهرك وبطنك... 
ابتسمت بمكر وهي تسأله بانتصار....
ااه خاېف عليه يعني.... 
لا.... خاېف على ابني...... رد عليها ببرود
طريقته كانت توضح أنه مزال على قراره سيعاقبها بالبعد عنها حتى تخرج من قوقعة الصمت
تلك
وتثبت له تمسكها به وحبها له....
ردت بتبرم وهي تفتح الباب بحزن زائف.....
عندك حق.. 
دخلت بجانبه واغلقت الباب بقوة لكن سرعان
ما تواهات بشدة...
ااه ايدي..... 
هلع عليها وهو يقول بقلق...
مالك ياحياة اي اللي وجعك.... اتعورتي .... 
انزلت يدها ببرود ورمقته باستفزاز وهي تقول
بثبات....
ولا حاجه..... ابنك بخير..... اطلع بقه عشان احنا
اتأخرنا..... 
بغيظ وهو يحرك وقود السيارة
ابتسمت وهي تنظر عبر نافذة السيارة.... وهي
تقول داخلها بسعادة...
لسه بيحبني وبيخاف عليه... بحبك ياسالم
بحبك وهطلع عينك اليومين الجايين.... كفايه ضعف وهبل بقه ماهو ينرجع .....ينرجع مافيش حل تالت أصلا !!....
نظر لها بتراقب وجدها شاردة وتبتسم بسعادة...
هتف داخله بشك...
ربنا يستر من السكوت ده.... يارب قويني عليها وعلى جنانها..... بس برضك هربيكي ياحياه وهعلمك الأدب ......وحتى لو فكرتي تهربي مني تاني قبل متفكري هعرف... 
فتح هاتفه بدون ان تلاحظ... لتظهر صورة المنزل أمامه من الداخل غرفة نومه هو وحياة وبهو المنزل
من الداخل بصورة فيديو بجودة عالية خارج البيت أيضا كامرات مرقبة مباشرة......ليرى من خلالها
كل شيء يحدث في داخل البيت وخارجه...
وضع الهاتف في جيب بنطاله وهو يقول بحزن...
ااه منك ياحياة خۏفي انك تهربي وتسبيني
تاني خلاني افكر ارقبك واحط كامرات مرقبه جوه البيت وبرا البيت ....نظر لها نظرة اخيرة وتمتم
وهو يتنهد بتعب...
يترا هتعملي اي تاني فيه

تم نسخ الرابط