كاليندا ـ رواية كاملة بقلم ولاء رفعت
المحتويات
مع التسجيل الصوتي وسرعان ما نشر هذا الخبر في الجريدة تحت عنوان
نجل نائب البرلمان علي فتاة الدقهلية
وأسفل العنوان تفاصيل المقابلة والتي يقرأها الآن حماد و هو يجلس خلف مكتبه كان يرتشف قهوته وعندما رأي ذلك الخبر قڈف بالفنجان علي الأرض وأخذ يصيح بالسباب والشتائم فلم يتمهل استيعابه لما قام بقراءته ليأتيه اتصالا هاتفيا أجاب عليه
......
_ لاء يا فندم بالتأكيد في سوء تفاهم ساعدتك شكل الواد الصحفي أتلغبط في الحروف وال...
_ يا فندم أنا ابني أصلا مش هنا بيكمل دراسته بره.
_ تحت أمرك يا فندم حاضر مع السلامة.
وبعد انتهاء المكالمة ألقي بالهاتف علي الأرض و يجز علي أسنانه التي أصتكت معا.
الفصل العاشر والأخير
كاليندا
أخبرت والدها عن رغبتها في العمل لم يستطع الرفض خاصة إنه يعلم حالتها النفسية فتمني أن يكون عملها يشغلها عن تلك الدائرة التي تحاوطها من بداية الحاډثة وحتي هذا الوقت.
قدمت أوراقها الشخصية إلي صاحب المتجر وكان رجل في بداية الأربعون عاما أخبرها أن كل ما يريده هو الإخلاص في العمل والأمانة وهناك عدة كاميرات بداخل وخارج
و في يوم ما عادت من العمل وجدت عمها في إنتظارها و برفقته فتاة يبدو من مظهرها تعمل في مجال الصحافة بعد المصافحة وتبادل السلام قالت الفتاة
_ أزيك يا شمس أنا بسمة عمار صحفية في جريدة المرأة قريت من قريب مقال عن قضيتك وعملت بحث عنك وتقريبا وصلت لكل حاجة عنك وعن إبن النائب حماد السفوري بصي يمكن طلبي هايكون صعب شوية بس ده الحل الوحيد عشان توصل قضيتك للناس كلها وهم أنهم يشوفوكي صوت وصورةأنا عارفة طبعا أنك عملتي بث مباشر علي الفيس بوك قبل كدهبس بأكدلك دعم الجريدة هيكون أقوي و هيخلي الجهات العليا هتهتم بالموضوع بشكل أسرع.
_ أستاذة بسمة تقصد إنها ها تسجل معاكي لقاء بالصوت والصورة تحكي فيه كل حاجة وهي
هتنزله علي قناة الجريدة اللي بتشتغل فيها وكمان هتشيرو علي عدة مواقع في السوشيال ميديا وبكدة ممكن صوتك يوصل لأكبر المسئولين وجمعية حقوق المرأة وبالتأكيد كل ده في صالحنا وهيدعم قضيتنا ضد حماد وإبنه.
_ بحيث كدة بقي نبدأ التصوير.
وأخرجت من حقيبتها كاميرا رقمية وقامت بوضعها فوق إرتفاع ثابت وبدأت بتشغيلها أخذت تلقي عليها الأسئلة و الأخري تجيب وتسرد كل ماحدث وفي نهاية اللقاء قالت بسمة
_ و في نهاية اللقاء يا شمس تحبي توجهي رسالة لمين
نظرت نحو الكاميرا وأجابت
فرت عبرة من عينيها قامت سريعا بمسحها يكفيها ضعفا وهوان.
أنتشر هذا اللقاء في خلال أيام علي جميع مواقع التواصل الإجتماعي و علي إحدي برامج التلفاز ففي منزل السفوري كانت هدي جالسة أمام التلفاز تشاهد إحدي المسلسلات قاطع مشاهدتها صياح ابنتها
_ ماما إلحقي يا ماما.
ألتفت إليها والدتها وسألتها
_ في إيه يا آخرة صبري
جلست الأخري بجوارها ثم وضعت شاشة الهاتف أمام ناظريها
_ أتفرجي وأنتي هاتعرفي.
بدأ الفيديو بالعمل وكانت تري وتستمع ووجهها يشتد من حمرة الڠضب قائلة
_ آه يا ولاد ال..... بقو عاملين تفضحونا وتفضحو ابني.
أخذت الهاتف پعنف من يد إبنتها ونهضت ذاهبة إلي زوجها النائم لتوقظه
_ حماد يا حماد أنت يا للي نايم علي ودنك وشاطر تقولي أنا هددتهم ومش هيعملوا حاجة.
أستيقظ بفزع من صوتها الجهوري
_ فيه إيه يا هدي علي الصبح حد يصحي حد بالشكل ده
أعطته الهاتف وهي تصيح
_
خد شوف المصېبة البت البجحة بدل ما تداري علي مصيبتها رايحة تفضح نفسها وتجرسنا قدام العالم صوت وصورة.
وبعدما شاهد دقيقتين أوقف العرض وتناول هاتفه من فوق الكمود جواره وقام بمهاتفة المحامي الخاص به
_ أيوه يا محامي الغبرة إيه اللي بيحصل ده
تفهم الآخر سبب ڠضب موكله فقال
_ والله ياباشا أنا لسه متفاجئ النهاردة زيي زيك.
صاح الأخر وكأنه ثور هائج
_ تتصرف وتوصل للجريدة اللي عملت اللقاء ده وتروح للبت الصحفية دي وتقولها تحذف الزفت ده من كل حته أتنشر فيها إلا وقسما بالله أقفلهم الجريدة دي خالص.
أجاب الآخر
_ أمرك يا حماد بيه أعتبره حصل.
_ لما نشوف أخرتها.
أغلق المكالمه وهو يزفر نيرانا فقال
_ بدأت الحړب يا محمد أنت وبنتك خليك راجل بقي وأستحمل هخليك تعرف لما حماد يقول كلمة بيبقي قدها.
و لدي أحمد في عمله كان منهمكا جاء إليه زميله الذي يقطن معه في نفس قريته و سأله
أحمد ألحق مش دي شمس جارتكم اللي كنت خاطبها
أمسك بهاتف الأخر و أخذ يشاهد المقطع ويستمع إليها بقلب مدمي ومقهور تساقطت عبراته رغما عنه وهو يستمع لكلماتها التي ذبحته وهي تسرد ما حدث لها وتخليه عنها في أكثر الأوقات إحتياجا له همس من بين دموعه
سامحيني يا شمس سامحيني يا حبيبتي.
أنتهت لتوها من البيع لإحدي الزبائن نادي عليها صاحب المتجر فذهبت إليه وجدته يحدجها بنظرات مبهمة لكن قلبها أخبرها بماهية تلك النظرات الخبيثة.
قال لها بدهاء ثعلب ماكر
_ مبسوطة معايا يا شمس قصدي مبسوطة من الشغل هنا
أجابت بقليل من التوتر
_ الحمدلله يافندم هو فيه حاجه حصلت أو حد أشتكي لك مني
نهض من خلف المكتب ويحوم حولها كالذئب
_ لاء بس أنا شايف شغلانة البياعة في محل دي مش لايقه علي واحدة في جمالك وحلاوتك.
رمقته بإمتعاض من كلماته التي تفوه بها فقالت
_ معلش حضرتك تقصد إيه
وقف أمامها ومازال يرمقها بنظرات شهوة برغم مظهر ثيابها محتشم وحجابها الطويل لكن كل هذا لن يؤثر علي مرضي القلوب أمثاله.
أقترب منها أكثر وتحدث بفحيح
_ نتجوز عرفي و هاعيشك ملكة.
أبتعدت عنه و نظرت له بإزدراء قائلة
_إيه اللي أنت بتقوله ده أنت شايفني إيه
جلس علي كرسي أمامها وأجاب
_ أوعي تكوني فاكراني عبيط ومعرفش حكايتك كل الناس شافت
الفيديو بتاعك اللي بتحكي فيه عن الواد ابن النائب بتاع بلدكم ولا عارفة تاخدي حقك منه فالأحسن شوفي مصلحتك.
هزت رأسها يمينا ويسارا بالرفض
_ وأنت فاكر إن هوافق علي المسخرة دي أنا واحدة متربية
واللي حصلي ده إبتلاء من ربنا وإن شاء الله هاخد حقي.
نهض مرة أخري وأمسك بعضديها قائلا
_ صحصحي معايا كدة وفكري بالعقل أنا عارف إنك مش هترضي نقضيها كدة فأنا قولت تعالي يا واد علي نفسك وأكتب ورقتين عرفي وكل اللي أنتي عايزاه هيكون عندك.
جذبت عضديها من قبضتيه وصاحت في وجهه
_ أنت واحد مش محترم وماعندكش أخلاق زيك زي اللي ظلموني ما تفرقش عنهم.
قهقه وتعالت ضحكاته فقال
_ أنا لو زيهم كنت سمعت كلامهم لما بعتولي واحد كان بيديلي فلوس نظير إن ألبسك قضية سړقة أو أؤجرلك واحد ېتهجم عليكي وأخد تسجيل بالمشهد ده من تسجيلات الكاميرا وأدهولهم وهم بقي هينشروه بمعرفتهم ولا يهددوكي بيه والله أعلم.
أنهارت باكيه وأخذت تصرخ
_ أنتم عايزين مني إيه حرام عليكم سيبوني في حالي.
شعر بالذنب نحوها وأستحقر ذاته كيف له يرفض عرض الطاغية و يطلب منها ما يسميه زواجا بل هو ژنا تحت مسمي زواج عرفي.
أقترب منها وقال بنبرة شفقه
_ حقك عليا يا شمس أنا....
قاطعه لكمة قوية في فمه و أتبعها صياح مخيف
لو فكرت تقرب منها تاني مش هخلي فيك ولا إيدين و لا رجلين.
كانت تقف متسمرة تحاول إستيعاب وجود أحمد الذي ولج للتو وكأنه ظهر من العدم و في هذا التوقيت لم يمهلها وقتا للتفكير بل جذبها من يدها و خرج بها من المتجر متجها نحو إحدي سيارات الأجرة توقفت فجاءة و صاحت به
أنت بتعمل إيه! و بأي حق تدخل و تعمل اللي عملته!
صاح پغضب عارم
يعني كنتي عايزاني أسيبوا يقولك الكلام القذر ده و يلمسك كمان و أفضل أتفرج!
أشاحت بصرها حتي لايري نظرة الضعف و الإنكسار في عينيها و أكسر ما ألمها و كان بمثابة السکين الذي أنغرز في قلبها عندما وقعت عينيها علي خاتم الزواج في بنصره الأيسر لاحظ هذا فخبئ يده في جيب بنطاله و قال
شمس إسمعيني أنا مش جاي أعملك مشاكل بالعكس أنا جايلك ندمان و بقولك مش عارف ولاقادر أعيش من غيرك.
نظرة ساخرة حدجته بها ولم تنطق فأستطرد
من حقك ماتصدقيش أي كلمة و مش هلومك أنا عارف اللي عملته معاكي صعب تسامحني بس أنا طالب منك فرصة أخيرة فرصة أكفر فيها عن كل أخطائي فرصة واحدة بس لو ليا لسه خاطر عندك أفتكريلي لو ذكري واحدة حلوة مابينا.
ليست أذانها هي من تسمع حروفه بل فؤادها هو المنصت لما عليها
مواجهة كل شئ! لما تضع دائما في خانة الأختيار هي الجاني و المجني عليه الظالم و المظلوم.
أطلقت تنهيدة من أعماقها ودت لو كانت همومها مثل هذا الهواء التي زفرته لتوها يا الله ألهمني الصبر و أهدي قلبي إلي ما تحب و ترضاه.
أفترقت مواطن كلماتها لتخبره كالآتي
حتي لو سامحتك يا أحمد مقدرش أخدك من مراتك و أظلمها و أنا جربت الظلم بمراره و ما أتمناش حد يعيشو حاول أنساني عشان تقدر تعيش و ما تقلقش مصيري في يوم أسامحك.
تركته في ذهول و حالة تعجب أستقلت السيارة أمام عينيه و أغلقت الباب أخبرت السائق بعنوان المنزل.
و بعد مرور أيام....
بداخل الأستوديو الخاص بإحدي البرامج الشهيرة والتي تبث عبر أهم القنوات الفضائية التي يشاهدها معظم شعوب الوطن العربي.
بدأت المذيعة بالحديث بعدما عرضت اللقاء المسجل سابقا و التي أجرته مع شمس قبل يوم
_ أعزائي المشاهدين اللقاء اللي أنتم شوفتوه قبل الفاصل الإعلاني مكنش حكاية عادية دي قضية بقالها أكتر من شهور تم التعتيم عليها في صالح الجاني و ده بسبب نفوذ والده اللي فاكر بسلطته أنه فوق الكل وإحنا في برنامجنا زي ما متعودين بنجيب حق المظلوم والظالم ياخد جزاءه شمس مش مجرد حالة أو حكاية دي قضية كل بنت بتتعرض للتحرش وللأسف القانون ما بيحكمش علي الجاني بعقۏبة رادعه بالعكس أخره سنه أتنين تلاته ويمكن مايتحكمش عليه بعد ما محامي المتهم يدور له علي الثغرات اللي تخرجه من القضيه وفيه اللي بيزور للمغتصب إنه تحت سن القانون وماينفعش يتحكم عليه زي الشاب البالغ للسن القانوني وما تنسوش قضية الطفلة زينة الله يرحمها ولا غيرها ولا غيرها من الضحايا
أنتقلت الإضاءة من
المذيعة إلي شمس فقالت الأخري
_ أهلا وسهلا بيكي يا شمس.
أجابت ببعض من التوتر
_ أهلا بحضرتك .
و في خلال عرض الحلقة قد أتي
متابعة القراءة