أسير برائتها ندا الشرقاوي
المحتويات
الذي صار عليه!!
من عاشق متيم إلي رجل قاسې متبلد المشاعر
و قد صدق من قال الطبع يغلب التطبع !!
فسرعان ما عادت إلي تلك الطبيعة المتمردة و الشخصية ذات الكبرياء القاټل حينما قالت
اومال جايبني ليه يا احمد عشان تكسرني و توريني اني مسواش بالنسبالك حاجة !!
تقوس جانب شفتيه بسخرية و قال
و دة طبعا الرد المتوقع منك يا فاطمة.. و عشان أقصر عليكي المسافات هقولك انا جايبك النهاردة لية!
له منتظره تفوهه بكلمات الوداع الحاړقة و لكن ما تشدق به أذهلها و خالف توقعاتها تماما!!
حقا لم تشعر به من قبل هكذا!!
لم تشعر بكم المشاعر المنطلقة منه هكذا يوما شعرت بحبه في همساته و في وعوده الصادقة لها
يلا يا حبيبتي عشان الأكل هيبرد!!
أمسكت بخصلات شعرها التي تشبه موجات البحر الرائعة و هي تقوم بربطهم لينسابوا علي ظهرها بنعومة واضحة و قالت
هبطت معه.. كلا منهما ممسك بيد الآخر و كأنهما يستمدان من بعضهما القوة لمواجهة هذة الحياة الكارثية!
يلا يا ولاد الأكل هيبرد
هتف بها محسن و قد عرفت الابتسامة طريقها إلي وجهه و كاد قلبه أن يغادر ضلوعه متراقصا من السعادة
لم تكن نور بالنسبة إليه يوما زوجة ولده فقط!!
و عوضها عنها ليصبح لها أبا رائعا..
نظر نحو تلك الماكرة الجالسة بجانبه لم يسترح لها يوما.. يعلم أنها لم تفكر يوما لا بحب و لا بشيء من ذلك القبيل لكن النقود كانت اختيار رائع بالنسبة إليها.. و ثروة حسام ليست بقليلة لكن مهلا.. فهو لن يجلس يشاهدها و هي تخدع ولده تحت مسمي الحب و يظل صامتا.. فصبرا جميل!!
قالها محسن باضطرار فابتسمت هي بتوتر و قالت
ااا.. انا باكل اهو يا عمو!
ابتسم لها بتصنع و قال
من بكرة بإذن الله يا حسام تاخدها بقي و تروحوا لدكتور كويس تتابعوا معاه!
لا اقصد يعني مش لازم يتعب نفسه انا هبقي اروح لوحدي يا عمو!
قالتها سما بتوتر ملحوظ فقال محسن باستغراب
انتبه
له حسام الذي كان منشغلا بشعور نور في هذة اللحظة.. هو يعلم أنه ليس ذنبها انها لم تستطع أن تأتي بالطفل الذي تمناه منها بعد زواج دام خمس سنوات
احم معلش كنت بتقول اية يا بابا!
ابتسم له محسن مدركا ما يدور في ذهنه و قال
هز حسام رأسه بالإيجاب و قال باقتضاب
أن شاء الله
إن حدث هذا فسينفضح أمرها و لن يجعل حسام الأمر يمر بسلام خصوصا و انه يتنمر لها.. ينتظر اي شيء يجعله يتخلص منها و هو يستشعر ثقل عبئها عليه!!
نهضت من علي المائدة و هي تنظر له و هو يهمس في أذن نور.. أشعل فتيل الحقد في قلبها المغطي بعتمة سوداء فتصنعت الألم و هي تتأوه واضعة يدها علي بطنها قائلة
اة.. الحقني يا حسام
انتفض حسام من محله ليس خوفا عليها بل علي الجنين القابع داخلها..
قائلا بقلق
مالك يا سما حاسة بإية!
و هي تنظر ل نور نظرة ناطقة نظرة تقول لها فيها إنه ملك لي.. لن تستطيعي سلبه مني مرة أخري لتقابلها الأخيرة بنظرة منكسرة حزينة و تنسحب بهدوء إلي غرفتها فتقول سما بحزن مصطنع
اطلع ورا مراتك يا حسام شكلها زعلت!!
أسندها و هو يسير بها تجاه الدرج قائلا
سيبك انتي بس.. لما اطمن عليكي الأول
ابتسمت بمكر و هي تري نور علي الدرجة الأخيرة من السلم و بالطبع قد سمعت ما قال.. ادمعت عينيها بحزن علي السعادة التي لم تكتمل و صعدت مسرعة نحو غرفتها
وصلا نحو المكان الذي وقع فيه الحاډث فهبطت هنا راكضة من السيارة..لأنه بالطبع المسئولية كاملة تقع علي عاتقها و إن حدث لهذا العامل شيئا فلن يسئل غيرها!!
هبط يوسف خلفها و هو يحاول اللحاق بها قائلا
يا بنتي اهدي ماتخافيش!!
توقفت ناظرة إلي البنايات المهجورة حولها بذهول لا يوجد أحد!!
لا يوجد أثر لأي مخلوق في هذه المنطقة المهجورة
تبادلت هي و يوسف نظرات الدهشة..
متابعة القراءة