رواية هل فات الاوان بقلم ناهد خالد (كاملة)
المحتويات
مش الفقد يا سليم
التف لها يطالعها بهدوء فأكملت!
_أنت وشخص كمان من الي ذكرتهم عنوان قصتكم في حياتي مش الفقد عنوانها التخلي أنتوا اتخليتوا عني بإرادتكوا مش القدر الي جبرنا وللأسف أنتوا أكتر اتنين كنت محتاجكوا بس متقلقش مش هكرهك زي ماكرهته لأن تخليك عني من حقك لكن تخليه مكنش من حقه والنهايه واحده عمي لو سمحت بلغ السواق يجهز العربيه هلم حاجتي وانزل
هتف معتصم بحذر
_سليم أنت هتسيبها تمشي
صړخ به بصوت جهوري
_أنا مش عاوز اسمع كلمه واحده متفتكروش أنكم عديتوا أنا بعزكوا صحيح بس حتي هي بعزها وزي مامقدرتش أسامحها معتقدش أني هقدر أسامحكوا
نظر لوالده وأكمل
_بس للأسف متأكد أنه هييجي يوم وأسامحك أنت عشان أنت في الآخر أبويا
_ياريت تبدأ ترتب أمورك وتشوف ازاي هتدير ممتلكاتك أنا مسافر ومعتقدش أني هرجع دلوقتي وقبل ما تعترض المره دي مش أنت الي هتقررلي أعمل ايه أنا هسافر دبي أدير فرع الشركه الي هناك
وهل كان حبي يستحق هذه النهايه القاسيه !
فتحت باب الفيلا الخاصه بها والتي كانت تسكنها مع أبيها اضائت الأنوار ليظهر المكان بوضوح والاتربه قد طغت عليه بشكل كبير أغلقت الباب واستندت بظهرها عليه عادت وحيده كحالها دوما ولكن وحدتها هذه المره قاسيه فهي وحيده تماما كحالها الآن بين أرجاء الفيلا الواسعه وهنا سقطت أرضا ودموعها تسبقها في
وآه من ۏجعا يأتي من أحب الناس إلي قلبك تشعر وكأنه اكتشف موضع جرحها فظل يضغط عليه يدميه أكثر ويؤلمها أكثر وكأنه أتي بحفنه من الملح ووضعها بكل قسوه علي چرح قديم ظنته التئم لكن اكتشفت أنه مازال حيا
جلس في غرفتهما ينظر أمامه بشرود ولكن ملامحه ظهر عليها الألم بوضوح بين يده استقرت ساعه يدويه أنيقه تخصها يبدو أنها سقطت منها دون أن تنتبه خفض بصره لها وهو يضغط عليها برفق وكأنه يخشي أن تنكسر فيزول آخر تذكار بقي منها ارتسمت ابتسامة ساخره علي شفتيه من رآها سيظنه غير مهتم لما حدث ولم يفرق معه لكن لم تدم تلك الابتسامه لأكثر من ثوان انمحت تماما وظهر الألم جليا علي وجهه وظهر طيف لأدمع قريبه لتغزو عينيه أخذ نفس عميق شعر وكأنه خرج من أضلعه تحدث للساعه وكأنها شخص ما ! بنبره متألمه خافته يسكنها الحزن
أغمض عيناه بشده يعتصر جفنيه يمنع تجمع المزيد من الدموع بهما زفر پعنف يشعر بشئ ثقيل يقف بحلقه وشئ أثقل يجثو فوق صدره يكاد يمنع تنفسه !
كانت بتدخل في قلبي كأنه هو الي بيسمعها مش ودني قدام حاجات كتير أوي بعترف أنها أجمل بنت قابلتها في حياتي ومش جمال شكل وبس جمال مضمون أكتر عارف أنها عملت الي عملته بدافع حبها ليا وعارف أن عمري ما هلاقي حد يحبني وېخاف عليا زيها والحقيقه أنا عمري ما هعرف أعيش من غيرها ولا أحب غيرها هما شهرين بس بس حاسس أن حبها في قلبي من سنين مش من كام
شهر ! أوقات بستغرب نفسي هو أنا ازاي حبيتها للدرجادي في الفتره القصيره دي ! بس برجع وأقول الحب مش بالمده
تنهد وهو يكمل حديثه
عارفه أنا قولتلها الي قولته من ڠضبي وحزني أنا كنت ناوي أعترفلها بحبي بكره وكنت بخطط لسهره حلوه حسيت أنهم هدوا كل خططي للمستقبل الي خطط له أني أعيشه معاها حسيت نفسي قليل أوي بينهم وكأني عيل بيتحكموا في حياته ! فرحت بخفوهم عليا واهتمامهم بيا وعارف أني مش هلاقي ناس زيهم بس كمان اټصدمت واتغاظت من الي عملوه من غير علمي ڠضبي وحش ومبسامحش اي حد بيستغفلني او يلعب بيا وبحياتي أيا كان المبرر بس هم مش هقدر مسامحهمش بس برضو لازم أخد موقف واطلع عينهم شويه عشان ارتاح ولما ارجع لهم هبقي ناسي اي حاجه عملوها معتصم عبيط وطيب وبيحبني وأنا عارف أنه عمره ما فكر يضايقني بالي عمله صاحب وأخ جدع وعمري ما هلاقي زيه وعمري ما هسيبه وبابا رغم كل الي عمله معايا في حياتي إلا أنه أبويا في الآخر يمكن لما ابقي مكانه في يوم أخاف علي ابني زيه ! وداليا
ابتسم للساعه وهو ينظر لها
متقلقيش هرجعلك صاحبتك بس مش دلوقتي شويه كده اكون نسيت فيهم الي عرفته واحس أنها خدت عقابها علي كذبها عليا في الآخر مش هقدر اكمل من غيرها !
ضب أغراضه في حقيبة سفره ووضع ساعتها فيها انتهي ونظر للغرفه من حوله وهو يقول
مش هينفع اقعد فيك من غيرها هقعد في اوتيل لحد معاد الطياره بكره بس وعد لقلبي يوم ما هدخلك تاني هتبقي معايا حتي لو بعد سنين!
وقال جمله عابره من باب المبالغه فهو لا يخطط للبعد أكثر من شهرين وربما يقسو قلبه قليلا ويجعلهم ثلاث ! ولكن لم يعلم أن جملته العابره بمبالغتها ستتحق !
__________ ناهد خالد _________
صباحا
وقفت پألم من نومتها هكذا جرت حقيبتها لتصعد للأعلي مرت علي مرآه في منتصف الصاله توقفت حين وقع نظرها علي صورتها في المرآه وجه شاحب بأعين منتفخه من البكاء تكاد تنغلق أعين حمراء شارده حزينه متألمه من قسۏة الحياه عليها مظهرها هذا يذكرها بمظهرها في وقت بعيد مر عيله عشرون عاما وربما أكثر حين وقفت أمام نفس المرآه اللعينه ولكنها كانت أقصر بكثير مما هي عليه الآن فكانت فتاه ذات خمسه أعوام وربما أربعه وبضعة أشهر ! ولكن رأت وجهها لأن المرآه بطول الشخص نفس الوجه الذي تراه الآن بنفس الملامح ونفس الضياع الظاهر في عينيها وكان ذلك بعد
ركضت حين رأت والدتها تخرج من غرفة المكتب بعدما انهت حديثها القاسې مع والدها
ماما
هتفت بها بلوعه وهي تتمسك بثيابها الټفت والدتها تهبط بنظرها لها وردت متأفأفه
نعم !
بكل براءه وعيون لامعه قالت
هتمشي طب خديني معاك
لوت شفتيها بتهكم وقالت
أخدك ! ده أنا هربان من قوقعتك أنت وأبوك تقومي تقوليلي أخدك معايا !
تسائلت ببراءه طاغيه
يعني ايه قوقعه !
زفرت بضيق وهي تقول بنزق
يعني قرف يعني همكوا الي عاوزين ټدفنوني بين حيطانه أخدك اهبب بيك ايه هو أنا هسرف عليك القرشين الي طلعت بيهم ! روحي لأبوك عنده كتير خليه يصرف عليك ثم أنا عندي خطط كتير وسفر وخروجات مش هينفع أشيل همك وأخدك تكتفيني !
ذمت شفتيها بحزن رغم جهلها في فهم بعض الكلمات لكنها فهمت عدم رغبة والدتها في أخذها وتعلق الأمر بالمال ! والخروجات !
ماما أنا معايا سلسله بابا الي جبهالي
هي هتجيب فلوس كتير هاكل بيهم ومش هطلب منك مصروف المدرسه I promise you أوعدك والخروج أنا هقعد اتفرج علي الكارتون ومش هزعجك خالص بس خديني معاك باباي عطول في شغله ومش هلاقي حد اقعد معاه
ردت بلامباله
خليه يجبلك ناني ياختي ماعلي قلبه فلوس قد كده
أدمعت عيناها بشده وهي تقول برجاء
أنا عاوزاك معايا كل صحابي عندهم ماماي مش ناني
ردت بضجر
اوف بقي انا مليش في كل الي بتقوليه ده روحي حلي مشاكلك مع أبوك
الټفت لتذهب لتسرع هي تتمسك بها
ماماي خديني معاك please
أبعدت يدها پقسوه جاحده وقالت
بت متزهقنيش بقي الله ! متبقيش زنانه
نزلت دموعها بغزاره وهي تنظر بعيناها الصغيره لها وتقول
طب هتيجي تشوفيني
أشاحت بيدها وهي تذهب وقالت
لو فضيت
ولم تجد وقت فارغ طوال العشرون عام لرؤيتها !
ذات مره قالت لها زميلتها بالمدرسه
والتي كانت تكن لها بغضا غير مبرر
داليا هو أنت هتجيبي ايه لمامتك في عيد الأم
ثم شهقت بتصنع وأكملت
سوري يا حبيبتي نسيت أنك مش عندك
مامي
عادت لواقعها تنظر للمرآه پغضب عاصف اتجهت ناحيتها وبكل قوه وغيظ زجت بها لتصطدم بالأرضيه مصدره صوتا عڼيفا معلنه انكسارها لكن لم يشفي غليلها بعد ظلت تسير علي الزجاج ټحطم فيه بكعب حذائها بكل ڠضب
أنا بكرهكوا أخرجوا من حياتي بقي
ركضت بكل قوه للأعلي تجاه غرفتها فتحت
باباها واتجهت لخزانه صغيره مغلقه بمفاتيح خاصه اتجهت لجلب المفاتيح من أحد الأدراج وفتحتها لتظهر الخزانه مكتظه بهدايا كثيره كثيره جدا
أخرجتهم پعنف وهي تلقي بهم أرضا وهي تقول پبكاء
عشرين سنه بجيبلك هدايا عيد الأم وهدايا عيد ميلادك مستنيه اليوم الي ترجعي فيه عشان أوريهملك وتعرفي أني عمري ما نسيتك كنت عاوزه اعمل زي اصحابي وانزل معاهم اشتري هدايا لأمي الي مش موجوده أصلا كنت عاوزه أحس إحساسهم وفشلت
صړخت بالأخير وهي ترتمي بجوار الهدايا أرضا ظلت تبكي لدقائق بكاء حاد يفطر القلوب
حتي وقفت متجهه للأسفل قاصده المطبخ جلبت منه علبة من عيدان الكبريت وصعدت لغرفتها رمت الأعواد پغضب فوق الهدايا التي تحتوي علي بعض الثياب فاشتعلت النيران بهم سريعا
وقفت تنظر لاشتعال النيران أمامها وأردفت
النهارده أقدر أقولك أني مبكرهش حد في حياتي قدك بحق ۏجع قلبي السنين الي فاتت دي كلها عمري ماهسامحك ولا هنسالك الي عملتيه ويوم ما هفتكرك مش هفتكرلك غير قسوتك وجحودك عليا ده لو افتكرتك تاني أصلا
نظرت بجانبها لتجد صورة سليم التي تحتل المكتب الخاص بها اتجهت لها وأمسكتها بين يدها ونظرت لها بأعين مشتعله
وحق قلبي الي قټلته امبارح بأيدك لأمحي كل حبي ليك من جوايا واقف علي رجلي ومحتجش لأي حد معايا ولا هسمح أنك تنجح في كسرتي بحق كل الحب الي اديتهولك ومقدرتوش لأبقي أقوي من داليا الي عرفتها ومن النهارده أنا الي هتخلي مش انتوا أنا الي هبقي الجاني مش الضحيه
حبة ظروف اتجمعت على شكل واحده قلبها مجروح
حبت تعيش
متابعة القراءة