عروس صعيدي بقلم نور
المحتويات
الجنينة وهى ترتشف القهوة ومعاها هاجر
هتفت هاجر بهدوء وهى تنظر إليها مهتروحيش تشوفى عمي
تجاهلت رهف سؤالها وسألتها سؤال أخر هو أنا فيا حاجة ملفتة
أستغربت هاجر سؤالها وقالت لا ليه
هتفت رهف وهى تضع مجها وتنظر لها أصل أخوكي بيبصلى بصات غريبة
قهقهت هاجر من الضحك ولم تتمالك نفسها ولا تستطيع أن تكتم ضحكاتها .. بدأ تحكى لها عن السبب الذي جعل منتصر كل شهرين يزورهم وهو حبه لها وجنونه به .. وكيف كان يصفها بكل دقة دون إهمال أى تفصيل لأخته .. أحب بها كل شئ براءتها .. سداجتها .. رقتها.. دلالتها .. شقاوتها .. أبتسامتها ...عيناها .. هدوءها .. كل تلك الأشياء وغيرها لم تخضع للنسيان فى قلبه حتى بعد ما حدث
هتف منتصر بهدوء وهو يقف أمامها جومي غيري خلجاتك منشان تروحي لعمى
قالت رهف ببرود دون
أن تنظر إليه أنا مش هروح فحتة
كتم منتصر غضبه وقال عمي عاوز أيشوفك
قالت وهى ترتشف القهوة ببرود شديد لتغيظه أكثر وأنا مش عايزة أيه عافية
هتفت هاجر بتوتر وأرتباك طب عن أذنكم هشوف حازم
رمقته بنظرة مختلفة نوعا ما .. نظرة باردة ولكنها تأسر قلبه وتضغط على جرحه بقوة وقالت عمك فالمستشفى بسببى ... تحب أجي معاك يمكن المرة دى يروح للى خلقه
صدم من حديثها وهى تتحدث عن مۏت والدها .. أى قسۏة هذه التى ملكت قلبها .. أهذا هو القلب الذي أحبه يوما ما.. هذا هو القلب الذي لا يعلم كيف يقسو أو يحزن ودائما مبتسم ..
وذهبت من أمامه بقسۏة قلب .. تحولت ضلوعها إلى أسوار من الحديد تحمي قلب متحجر جاحد على الناس إليه ... ظل واقفا مكانه ينظر إليها وهى ترحل رافضة الذهاب إلى والدها ولرؤيته ....
تاااااااابع.......
البارت التاسع
تجلس رهف فى غرفتها وتفكر فى والدها وهل تذهب إليه وهو فى مرضه .. رغم أنه تركها فى كسرتها .. أمس قلبه كان حجر عليها واليوم قلبها حجر عليه
هتفت هاجر بهدوء قائلة مهتروحيش بردو
دهشت هاجر من حديثها وقالت واااا طلاج ايه ده اللى بعد سبوعين جواز بتفكرى فيه
نظرت رهف لها وهى تقول يمكن أرتاح شوية .. يمكن الۏجع اللى جوايا يخف .. أنا مبنامش الليل من كتر الۏجع ..
أربطت هاجر على كتفها وهى تقول بحزن الۏجع ده عمره ما هيخف غير لما حجك يرجعك والكل يعرف الحجيجة اللى مخبيها
ضمتها هاجر بحزن وشفقة علي حال تلك الطفلة التى لم تكمل من العمر ٢٠ عام وتعانى كل هذه المعاناة واليأس ودائما تبكى
هتفت هاجر بحنان ونبرة دافئة مليئة بحنية
قائلة خلاص ماتعاوديش البكاء تانى .. أنا هروح أجبلك واكل
غلبها قلبها وأستسلمت لذهاب له .
دخل منتصر غرفة عمه فى المستشفي وكان فالغرفة منصور وشيرين .. نظر رجب عليه ووجوده يدخل وحده ..
سأل منصور وهو ينظر على الباب مرتك فين ياولدى
لم يجيبه منتصر .. قال رجب بتعب مرضتيش تيجي معاك صح .. انا عارف أنها مش هتيجي .. أنا دلعت رهف زيادة عن اللزوم ..
قالت شيرين وهى تمسح على يده بحنان متتعبش نفسك في الكلام
أكمل حديثه بتعب وقال من يوم ما أتولدت وأنا مدلعها .. لحد ما كسرت ضهرى .. وفى الأخر هى اللى زعلانة منى عشان قسيت عليها .. بنتى قسيت عليا
قال منتصر بتنهيدة يا عمى رهف غلطت .. وكلنا خابرين ده زين .. واللى حضرتك عملته ده حجك .. ولو كنت جتلتها محدش كان هيلومك ..
ظلت ټلعن قلبها التى خذلها وجعلها تذهب إلى والدها للتطمئن عليه وهو مازال يضغط على جرحها .
تقف لطيفة في المطبخ مع سمرة وسمعت صوت الباب يفتح .. خرجت ووجدت رهف تدخل السراية وهى تبكى بطريقة هستيرية هلعت لطيفة معتقدة بأن رجب أصابه شئ من منظر بكاءها .. صعدت السلالم وقابلت زهرة على السلالم وهى نازلة ولم تعريها أنتبه .. دخلت غرفتها وأغلقت الباب بالمفتاح وسقطت على الأرض تبكي وتصرخ صرخات مكتومة مؤلمة تمزق قلبها وضلوعها .. لم تستطيع قدميها حملها
أكثر ولم يستطيع قلبها تحمل ما يحدث بها أكثر .. الجميع يكرهها .. إلى متى سيظل الكل يظلم بها ويلومها على ما لا تفعله .. وأن كان الحب عيبا فلما لم تخبرها أمها بأن لا تحب أحد ..
سمعت هاجر صوت بكاءها وأنينها من الخارج وأخبرتها أمها وزهرة ببكاءها .. تعلم بأن طفلة مثلها لم تتحمل أكثر من ذلك ولما تبكي بعد أن أبتسمت وهى ذهابها إلى والدها
دخلت هاجر بصنية الطعام غرفة منتصر ووجدت رهف تصفف شعرها أمام المرآة وترتدي بنطلون جينز وتيشرت بنص كم
سألت هاجر وهى تضع صنية الطعام على الترابيزة الجميل رايح فين أكدة
هتفت رهف بعفوية وهى تبتسم بطفولية هروح أشوف بابا
أبتسمت هاجر بسعادة على قلب هذه الطفلة التى لا يستطيع أن يقسي على والدها وقالت طيب متتأخريش برا
أبتسمت رهف لها وأخذت عبايتها السوداء السورية مفتوحة من الأمام كالروب وقالت مش هتأخر .. لو قعد فالمستشفى هكلمك أقولك أنى هبات معه ..
أردفت هاجر وهى منها وتضع لها خصلات شعرها خلف أذنها بحنية ماشي .. ولو منتصر جلج عليكي هجوله أنك أستاذنتى منى انا والحاجة
ابتسمت لها وأرتدت عبايتها وخرجت
لا تعلم ماذا حدث لتبكي هكذا .. كانت ستبقي بجوار والدها حتى يخرج من المستشفى . ماذا حدث لتبكي وتعود بسرعة للبيت .. أنقبض قلبها خوفا على هذه الطفلة .. وقررت أن تحكي لأخاها كل شئ مادام يرفض سماع حبيبته الصغيرة فبالتاكيد سيسمعها هى ..
عاد الجميع مساءا من المستشفي ومعاهم رجب .. رحب به الجميع ..
هتفت هاجر بهدوء شديد وهى واثقة من قرارها منتصر .. أنا عاوزك
صعد معاها إلى غرفتها وجلس الجميع فالصالون يطمئنوا على رجب ..
منذ الصباح وهى تبكي حتى جفت دموعها فى جفنها ومازال قلبها يؤلمها بقوة .. .. ركضت للدولاب فتحت .. منذ الصباح وهى تسأل قلبها لما يكرهها الجميع .. يتألم ولن يتحمل أكثر ذلك الظلم .. فى النهاية خسر عقلها .. خسر عقلها لصالح قلبها المټألم وروحها المنكسرة .. خضع عقلها لقرار قلبها..
خرجت سمرة من المطبخ وهى تحمل صنية عليها كاسات العصير وقدمت لمنصور وعاصم وسليم ولطيفة ورجب وشيرين وزهرة وعادت إلى المطبخ
وتركتهم وهم يضحكوا معا ويمازحون ولم يسأل أحد عن أختفي تلك الطفلة
دخلت هاجر غرفتها ومعاها منتصر .. نظرت له بتردد خوفا من عناد تلك الطفلة العنيدة والمتمردة .. ولكن بالنهاية جمعت شجاعتها وأستسلمت لقرارها لتنهى ظلم هذه الطفلة
سأل منتصر بأستغراب من توتر أخته خير ياهاجر فى حاجة .. عاصم زعلك
أجابته بتوتر لالالا أنا وعاصم بخير الموضوع غير كدة خالص
سألها منتصر بهدوء وفضول لذلك الشئ الذي جعل أخته
بتلك التوتر والأرتباك أومال ايه
تاااااااابع.......
البارت العاشر
سألها منتصر بهدوء وفضول لذلك الشئ الذي جعل أخته بتلك التوتر والأرتباك أومال ايه
وقبل أن تنطق بشئ سمعت صوت .. طلقتين متتاليتين يأتوا من غرفة منتصر بجوار غرفتها ....
توقف الجميع عن الضحك وسقط الكأس من يد زهرة مع سماع صوت المتتاليتين يأتى من الأعلى .. ركض الجميع للأعلى ...
هتف منتصر بحزن عليها أيه اللى عملتيه ده
سقطت دموع هاجر بشفقة عليها وعلى قلبها الذى لا يتحمل طعن منهم أكثر .. كنت تريدها أن تنتظر لحظات قليلة وكان سيعلم الجميع بالحقيقة ويتوقفوا عن ظلمها ..
صړخت شيرين وركضت لها بنتى .. رههف
وضع عبايته عليها منتصر على ذراعيه وخرج يركض بها ... رأوه رجب فالأسفل وأتسعت عيناه پغضب وأدمعت عيناه .. ركض منتصر بها للخارج ذهابا إلى المستشفى وخلفه الجميع .. أخذوها منه وكأنه يعطيهم روحه هو .. ظل الجميع ينتظر أن تخرج من العمليات ... علم منتصر بأنه لا يستطيع كرهها بل يزيد حبها بداخله فكل لحظة تمر عليه .. يزيد نبض قلبه لها رغم كل ما يحدث ....
سألت زهرة پصدمة وهى تقول ليه ليه عملت اكدة منشان مين .. أكيد أنت اللى زعلتها صوووح
لم يجيب عليها منتصر بل يفكر بتلك الطفلة ولما دائما تبكي ليلا وما السبب الذي جعلها تفكر بالأنتحار .. ماذا .. ظل يفكر بقلبه العاشق لها .. أيجب أن يغفر خيانتها .. أيجب مسامحتها على ما فعلته بقلبه ..
ظل رجب جالس على الكرسي صامت تماما .. لا يقوى على قول شئ فقط ينتظر .. يفكر هل سيفقد طفلته الوحيدة .. أنجبها بعد معافرة قوية و عمليات جراحية كثيرة خاب ظنهم فكل مرة وأخيرا رزقهم الله به .. فهل سيأخذها الله منه ... وبجواره شيرين تبكي بصمت
فتح باب العمليات وخرج الممرضين بسريرها .. أسرع لها الجميع وأولهم منتصر
سأل منتصر الدكتور بهدوء شديد يريد أن يتمالك وجعه ودموعه هى زينه ....
قال الدكتور بتهكم وهى يربط على كتفه الحمد لله تجاوزنا مرحلة الخطړ
أخذوها إلى الغرفة وجلسوا بجوارها .. يسمعوا صوتها الضعيف وهى تتحدث كلام غير مفهوم من تأثير البنج .. نظرت هاجر عليها بشفقة فهى وحدها من تعلم معاناة تلك الطفلة وما مرت بيه وما تمر به الآن .. يجلس منتصر بجانبها على طرف السرير ويمسح على رأسها بحنان
تتمتم رهف وهى نائمة ما ..ما .. ما ما ... ما .. ما
ظلت تنادى على أمها التى قست عليها حين كسرت بدلا من تساندها ...
قال منصور وهو يقف يلا ياحاجة .. وأنت يا رجب يلا منشان ترتاح
__
دخل منتصر غرفته عصرا ووجدها تضع
شنطة سفر على
متابعة القراءة