المغربلين بقلم شيماء

موقع أيام نيوز

لا يتركها الآخر معه بمفردها إلا أن خاب أملها مع رحيله السريع عادت بمقعدها للخلف تحاول الهروب منه إلا أنه جذب المقعد و حصرها بداخله ابتلعت لعابها من نظراته الغير مفهومة 
اثبتي لو تقدري القلم الصبح له حساب هاخده قريب قومي معايا مفيش شغل في المكتب ده تاني تعالي اتدربي في مكتبي 
شيماء سعيد 
عاد فاروق لمنزله بإرهاق يبحث عن قطعة الشوكولاتة خاصته يتسلى قليلا و ينسى ما حدث بيومه كاد أن يصعد إليها إلا أنه وقف على أعتاب مكتبه مع سماع صوت أحدهم بالداخل 
فتح الباب و دلف ليرى أزهار تجلس على مقعده و بيدها أحد الكتب تعجب هل هي لها في قراءة التاريخ! ما تعجب إليه أكثر انتفاض جسدها على أثر دخوله و كأنها تفعل کاړثة 
تسرب إليه بعض الشك إلا أنه رسم على وجهه ابتسامة قائلا 
ايه الجبروت ده ليك عين بعد ليلة امبارح تقعدي تقرى اوعي تكوني مثقفة يا شوكولاته!
سندت ظهرها على المقعد بغرور مثلما يفعل ثم وضعت ساق على الآخر واضعة إحدى السچائر الفاخرة لديه مردفة بنفس نبرة صوته الخشنة 
أنا فاروق المسيري مفيش ست تقدر عليا 
أزالت السېجارة مكملة حديثها بنبرتها التي تحمل بها الكثير من السخرية
أهو أنا بقى الست اللي علمت عليك يا أبن المسيري 
أغلق باب المكتب و اتجه إليها بخطوات بطيئة لذيذة تلك الفتاة و متعة التحدي و الانتصار معها لها معنى خاص مع رؤيتها يتسرب إليه مشاعر مختلفة أهمها الأشواق عيناه دائما على أقل تفصيلة تصدر منها 
مبسوطة و أنتي معلمة عليا بس خدي بالك الشاطر اللي يكسب في الآخر يا شوكولاته إنتي مختلفة في كل حاجة حتى في قربك و نهايتك لازم تكون مختلفة اوعي تخسري مكانتك في قلبي يا أزهار 
ابتعدت عنه قليلا متوترة من نبرته لا تعلم ماذا يقصد أو إلى أين يريد الوصول بها! ألقت ما بيدها على الأرض قائلة بنبرة بها رقة الأنثى و هذا جديد عليها 
إحنا مش في حرب يا فاروق عشان يبقى فيه خسران أقولك على حاجة أنا بدأت أتقبل وجودي في حياتك مش بس كدة أنا قربك بقى بيحسسني بالأمان و دي حاجة غريبة عليا خصوصا بعد مۏت أبويا 
ابتسم لها بعيون معسولة مردفا بحنين 
أديني قلبك من غير خوف 
قلبي بقى في ايدك بس خاف عليه 
شيماء سعيد 
استغفروا الله لعلها ساعة استجابة 
الفصل السابع عشر 
بداية الرياح نسمة 
حي المغربلين 
الفراشة شيماء سعيد
خرجت من مكتب فارس و هي لا ترى أمامها من
شدة انفعالها ذهبت إلى مكتبها و عقلها يسب و يلعن بتلك العائلة بالكامل جلست على مقعدها مغلقة عينيها ترتاح قليلا إلى متى ستظل كبش فدا بينهم!
أحبت عثمان نعم لا تنكر إلا أن ذلك كان من سنوات بالماضي كانت مجرد مراهقة لا تعلم بالحياة شي و هو كان بطلها الصعيدي علمت أنه يحب  دي فوزي و عيال اخواته شياطين الإنس فعلا يا رب اقف جانبي أنت عالم بحالي 
رفعت رأسها مع فتح الباب فجأة دون إذن تفاجأت من مظهر كارم الغير مبشر بالخير عيناه حمراء و وجهه غارق بالعرق مڼهار قدمه تتحرك بصعوبة بالغة اندفعت إليه مع تخلي ساقه عنه ليسقط على الأرض يود الصړيخ 
كارم مالك كنت مختفي فين من الصبح و ليه عامل في نفسك كدة!
هل ما وصل إلى مسامعها صحيح! هل بالفعل هو يبكي و هذا صوت شهقاته كارم بقوة شخصيته مڼهارا باكيا ضائعا! أصابها الهلع من حالته تلك لتسأله بتقطع 
ابتعد عنها قليلا إلا أنه مازال يأخذ قوته المسلوبة منها قائلا بضعف 
كان ممكن أتحمل أي حاجة إلا دي يا هاجر لو كانت طلبت نجوم السما كنت جبتها ليها لو ھموت أنا من الجوع بس مكنش في داعي للغدر كانت طلبت الطلاق كنت طلقتها و راحت مكان ما هي عايزة ليه الخېانة!
شعوره وصل إليها لأنها تعلم كيف تكون الخېانة و ألمها ماذا يفعل بالروح ارتجف جسدها باكية مع كل كلمة تخرج منه لماذا دائما نتقابل بالأشخاص الصحيحة بالوقت الخطأ!
تحاملت على نفسها تسنده ليجلس معها على الأريكة يتحرك معها مثل قطعة القماش بلا أدنى روح أغلق عينيه و سند ظهره على الأريكة قائلا 
ڼار الڠضب حاجة و ڼار العاړ حاجة تانية خالص بتقتل صاحبها كان نفسي أقتلها عشان أرفع راسي بعد كدة و أقدر أنام مرتاح بس الست جليلة أخدتها مني في آخر لحظة طول ما هي عايشة أنا مش قادر آخد نفسي لازم واحد فينا يخرج من الدنيا عشان التاني يعيش 
وضعت يدها على ذراعيه تبث بداخله القليل من القوة لن تستطيع خسارته هو الآخر بعدما أصبحت تشعر معه بالأمان أزالت دموعها سريعا و هي تقول إليه بقوة 
أنت قوي و هتكمل 
ڠضب من إصرارها على قوته التي أصبحت مثل التراب قائلا بصړيخ 
اسكتي أنا مش قوي أنا مش راجل أساسا الست لما تبص برة بيبقي اللي جوا ناقص و معيوب بقيت في عين الحارة كلها معيوب مش مالي عين مراتي فاهمة يعني إيه هي ټموت و كل حاجة هترجع أحسن من الأول ده شرفي اللي هي مسحت بيه الأرض 
حركت رأسها نافية مردفة بضعف 
لا أوعى تعمل كدة فكر فيا أنا يا كارم من غيرك هانتهي أنا ما صدقت لقيتك فكرت في نفسك بس طيب و أنا!
نظر إليها پضياع قائلا 
إنتي ايه! عايزة مني إيه أنتي كمان 
أنا بحبك بحبك أوي أوي 
شيماء سعيد 
بحي المغربلين 
بمنزل جليلة 
اهدي و كفاية عياط عشان أفهم منك حصل ايه بينك و بين جوزك 
أقولك ايه يا ست
جليلة إني وقعت في عصابة هو و أمه كمان الله ينتقم منهم الاتنين 
وضعت جليلة يدها على ظهر الأخرى قائلة بهدوء
وطي صوتك انا مش بحب شغل خدوهم بالصوت ده قوليلي حصل ايه يخلي كارم اللي حاطك فوق رأسه و هو أمه يعمل فيكي كده ده كان ناوي يقتلك 
انتفضت نجوى من مكانها و ڠضبها يزيد معها لا تعلم أمام من
هكون عملت إيه يعني يا جليلة طبعا لازم تقفي معاهم ما أنا غلبانة و مفيش ليا أهل 
وضعت فتون يدها على رأسها بړعب لا تعلم ماذا سيكون رد جليلة حاولت إنقاذ الموقف إلا أنها جلست مكانها مثل الخرساء بإشارة واحدة من يد شقيقتها التي وقفت بصرامة قائلة 
اسمي الست جليلة يا قليلة الأدب أوعي تنسي فرق السن اللي بنا مش عايزة أسمع منك حصل ايه لسانك كفاية اوي عشان يقطعه ادخلي اتخمدي جوا و لما تصحى ليا معاكي كلام تاني 
الو أيوة يا حبيبي تعالى خدني من هنا أنا خلاص أتطلقت و بقيت ملكك تعالى على قرب الفجر كدة هيكون الكل نايم 
بالخارج أخذت فتون يد جليلة ثم أجلستها على المقعد قائلة بتوتر
اهدي يا جليلة هي بس من ۏجعها غلطت في الكلام ربنا عالم بحالها دلوقتي 
رمقت جليلة شقيقتها بسخرية مردفه 
أنتي هبلة يا بت و الا إيه الزفتة اللي نايمة جوا دي عاملة مصېبة عشان كدة جوزها خرج عن شعوره أنا بس عشان هي ولية و أنتوا ولايا مش عايزة أشوف فيكم يوم وحش نيمتها هي بدال ما تقعد في الشارع لحد ما تلقى لنفسها مكان قومي افتحي الباب يا فالحة 
أومأت لها بهدوء ثم قامت من جوارها متجهة إلى الباب و يا ليتها لم تفعل وقفت مكانها بقدم متجمدة تتمنى لو يقف الزمن حتى يتم فتح الأرض و أخذها إلى القاع 
عابد يقف أمامها بإبتسامة رقية ابتلعت لعابها و هي لا تعرف ماذا تفعل نظرت خلفها لتقول لها جليلة بتعجب 
أنتي واقفة كدة ليه مين اللي على الباب 
أجابها عابد بهدوء 
ده أنا يا ست جليلة عابد شكل فريدة مكسوفة مني 
لم تجد أمامها حلول إلا إزاحة الطريق إليه و هي تضع يدها على قلبها جسدها ينتفض و روحها تنسحب رويدا رويدا تعجب من حالتها ثم دلفت لتقهقه جليلة قائلة 
آه يا موكوس بقى مش عارف خطبتك من أختها دي فتون أما فريدة فهي النهاردة أول يوم شغل ليها أو تكون خرجت من غير ما تقولك أكلها فيها 
هنا سقط قلب فتون أرضا و علمت أنها ربما تكون النهاية التي لم تفعل حساب لها من البداية جلس عابد قائلا بتعجب 
فريدة في الشغل! شغل إيه ده!
شيماء سعيد 
بالقناة الخاصة بفارس المهدي 
أغلق الملف الموضوع أمامه بإرهاق ثم طلب رؤيتها ليذهب تعب اليوم كله بنقاش حاد معها مثل العادة دقيقة و الثانية و أتى إليه رفضها للقدوم إلى مكتبه الآن ستأتي بعد قليل حرك عنقه يمينا و يسارا مردفا بحنق 
ماشي يا ست فريدة مرتاحة أنتي بلعبة القط و الفأر دي و بصراحة بقى أنا مرتاح فيها أكتر و أكتر شكلي وقعت 
ربما كانت البداية بينهما خطأ فادح و ربما ستكون النهاية أكثر قسۏة إلا أنه أصبح مغرم بتلك الفريدة من نوعها بكل شيء رائحتها مميزة إبتسامتها مميزة حتى ڠضبها و ضعفها لهما مذاق خاص 
ربع ساعة جلس على نيران ينتظر قدومها إلى أن أتت الملكة و حنت عليه أخيرا أردفت بجدية 
خير يا فندم!
مش حضرتك طلبتني يا  بس بصراحة طلبتك من غير سبب عشان لقيت نفسي فاضي قولت أجيبك أهو فراغ و خلاص 
ممكن تعالج فراغك أو عشان أكون صادقة معاك مرضك لأنك فعلا محتاج تتعالج مفيش أي حاجة تخليني مصدر تسلية لحضرتك 
اتسعت إبتسامته و كأنها تمدحه ثم جذب كفها إليه بهيام قائلا 
أنتي بالنسبة ليا مش مصدر تسلية يا فريدة انتي مصدر حياة أكسجين مقدرش أقعد من غيره ولا دقيقة واحدة 
تاهت و لا تعلم ماذا يريد منها ملت من تلك اللعبة التي تعلم بأنها الخاسرة الوحيدة بداخلها لن يندم و يدفع الثمن غيرها ليس بها مكان لما يريده هو هي فقط تبحث و بكل قوتها عن طوق النجاة 
سحبت
يدها منه مردفه بهدوء 
بجد لسة ليك روح تلعب مش واخد بالك إن حياة إنسانة ادمرت بسببك حتى لو كانت هي جزء من الغلط ده منين مش قادر تعيش من غيري و
منين لما جيت لحد عندك رفضت الجواز مني قولي بهدوء أنت عايز توصل لايه بالظبط 
لقلبك عايز قلبك 
ضحكت بسخرية على حالها يبدو أن من كثرة البكاء جفت دموعها و جمد قلبها كأنه بالقطب الشمالي حركت رأسها إليه نافية 
و
تم نسخ الرابط