جواز اضطراري
المحتويات
تغمض عينيها رغما عنها لكنها أبت عليها ذلك حتى الصباح
البعد أفضل ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا نام أدهم من كثرة الأفكار التي راودته وحينما أستيقظ في الصباح طرق بابها ليوقظها فأجابته بصوت منهك علم بأنها مستيقظة وبعد لحظات خرجت من غرفتها وغير بادي على وجهها آثار نوم يبدو أنها لم تنم ليلتها تلك فقال لها محاولا تحاشي النظر إليها
لأ نمت بس كنت قلقانة شوية مكنش جايلي نوم
طب خلاص افطري وأدخلي نامي شوية لسة قدامنا وقت لحد معاد الشغل النهارده الشفت مسائي
ماشي
تناولا فطورهما سريعا دون حديث منها حاول أدهم أن يتعامل بشكل طبيعي ويتحدث إليها فقال
مش سيف كلمني بالليل أخته كان عندها مشكله بس حاجة بسيطة يعني
لأ ده هي بعتتله فويس كانت حاجة طبية بسيطة
أها تمام طيب أنا هقوم أنام شويه
ماشي تحبي آجي أقرالك شوية قرآن لحد ما تنامي
لأ شكرا أنا هنام علطول تصبح على خير
وأنتي من أهله
نامت مريم حوالي ثلاث ساعات وبعدها ذهب أدهم إليها طرق باب غرفتها لكن يبدو أنها لم تسمعه بهدوء ورقة وينادي عليها بهمس
فتحت مريم عيناها ببطء وكأنها كانت في حلم جميل فقالت ب همس أدهم هو أنا لسه نايمة بحلم
لأ أنتي صاحية يلا قومي بقا عشان هنتأخر على الشغل يلا فوقي بقا
قال جملته تلك وخرج ينتظرها في الصالة فلا يتحمل أن يرها بتلك الهيئة أكثر من ذلك
وما إن قال كلمة شغل علمت مريم أنها حقيقة وليست حلم فأفاقت من نومها ثم اعتدلت في جلستها وقد نست أنها لا ترتدي الروب ثم عبثت في شعرها وأعادته إلى الخلف
طيب هخلص علطول
ارتدت ملابسها سريعا وصلت الظهر وأنصرفا سويا وأصرت أن تركب سيارتها اليوم ف هي لا تريد أن تبقى معه كثيرا ووافقها لأنه علم رغبتها في عدم الاجتماع به أو التحدث إليه وتركها تفعل ما يريحها ..
كان اليوم في بدايته يبدو طبيعيا لكن كان هناك من يدبر ليصبح اليوم هو الأسوء على علاقة مريم وأدهم ....
كان اليوم في بدايته يبدو طبيعيا لكن كان هناك من يدبر ليصبح اليوم هو الأسوء على علاقة مريم وأدهم لم يكن هذا الشخص سوى مروان الذي كان يخطط منذ يوم فرح دينا وسيف كيف يفسد علاقتهما وأخيرا أكتملت كل أركان خطته اليوم وشرع في تنفيذها هو ومجموعة من أصدقاؤه الذي تعرف عليهم مؤخرا ولم يكونوا سوى أصحاب سوء معرفة الملاهي الليلية التي بدأ يتردد عليها في الآونة الأخيرة
ألو دكتورة مريم
أيوه حضرتك مين
أنا جارك في الشارع في شقة والدك عم عزت صاحب الكشك اللي قدام العمارة أنا كلمتك عشان الميه مغرقة الشقة عندك وبتنزل كمان على سقف جارتك احنا تعبنا جدا لحد ما وصلنا ل رقم حضرتك لازم تيجي فورا عشان تشوفي ايه اللي حصل ممكن تكوني ناسية حنفية مفتوحة أو حتى حنفية أتكسرت
طيب حاضر هآخد أذن من الشغل وآجي علطول مسافة السكة ..شكرا لحضرتك
اتصلت بأدهم لتخبره عما حدث وتعلمه ب ذهابها إلى هناك وكان مروان يعلم جيدا أنها ستفعل ذلك ف أرسل إحدى الفتيات ومعها أختها الحامل لأدهم لأشغاله وطلب منها أن تطلب منه اجراء مكالمة من هاتفه ل طمأنه زوجها لأنها خرجت بدون أذنه ونسيت هاتفها في المنزل وذلك أثناء كشفه على أختها ثم ترد هي على مريم وتخبرها أنها اخت مريضة وأنها تستخدم هاتفه لأجراء مكالمة ضرورية ثم تعطيه الهاتف حينما ينتهي من الكشف على أختها بشرط أن تؤخره هي وحالة آخرى قد أرسلها مروان حتى تصل مريم لبيتها القديم قبل أن يتصل بها أدهم وحدث ما أراد كانت الخطة تسير كما خططها تماما وساعده على ذلك أن مريم لم تكن تريد الحديث لأدهم أو حتى أن يأتي معها لشقتها وحينما أجابتها المرأة فلم تحاول الاتصال به مجددا أما عند أدهم فقد أنهى كشفه على الحالة التابعة لمروان وشكرته أختها وأعطته هاتفه وأخذت اختها الحامل وأنصرفت ودخلت بعدها الحالة الآخرى التابعة له أيضا ....
أما مريم فقداستقلت سيارتها ووصلت بعد حوالي ساعه إلى شقة والدها وحينما صعدت الدرج وقفت أمام باب شقتها لم تجد صوت ماء ولا أي صوت آخر بل وجدت مروان يقف لها أمام باب الشقة صعقټ لتلك المفاجأة فقالت ومازلت المفاجأة تعقد لسانها
مروان
أيوه يا مريم مروان مټخافيش مني أنا مش هنا عشان أأذيكي .....
قاطعته مريم قائلة أنتا اللي اتصلت بيا وعملت الفيلم ده
بصراحه أه بس مش أنا اللي كلمتك حد من طرفي
طيب بعد أذنك قالتها وقد همت بالانصراف
أمسك مروان يديها محاولا منعها من ذلك قائلا استني بس أرجوكي
مريم بحدة وقد أفلتت يدها منه قائلة سيب أيدي يا مروان أنتا اټجننت أنتا ناسي إني ست متجوزة
آسف مقصدتش حاجة وحشة بس أنا عايزك تسمعيني هما 10 دقايق بس نتكلم فيهم جوه وسيبي الباب مفتوح بس لازم اتكلم معاكي
أتكلم معاك في أيه وبتاع أيه أقعد أتكلم مع راجل غريب لوحدنا
يمكن تكون آخر مرة تكلميني أو حتى تشوفيني خلاص هترتاحي مني خالص كلها أيام وأسيب الدنيا باللي فيها ومش هضايقك تاني
نظرت له مستفهمة تسيب الدنيا
للأسف أه ولا ليه للأسف أنا كمان مبقتش عايز الدنيا من وقت ما بقيتي أنتي مش فيها
مريم بحزم لو سمحت ...
قاطعها مروان قائلا مريم
وحياة العشرة اللي كانت بينا ف يوم من الأيام خليني أتكلم معاكي للمرة الأخيرة أنا اكتشفت أن عندي سړطان في الغشاء البلوري وف مرحلة متأخرة وكلها شهور أو يمكن كمان أيام قليلة وأموت بس لازم قبل ما أموت أتكلم معاكي وتسامحيني
تأثرت لحديثه ولم تشك لحظة واحدة أنه يخدعها ف بالرغم من كذبه عليها أكثر من مرة لكنها ظلت دوما ساذجة كالأطفال تصدق كل البشر فقالت بكل براءة
خلاص سامحتك وإن شاء الله تخف وتبقا كويس ملوش لازمة الكلام
مرة أخيرة يا مريم ووعد مش هأخرك بحق كل لحظة حلوة أدخلي وخلينا نتكلم
وأمام توسلاته ضعفت ورأفت لحاله وكانت هذه هي الغلطة التي ستدفعها لمزيد من الأخطاء نظرت له قائلة
طيب أرجوك هما 10 دقايق بس
حاضر أتفضلي
فتحت باب الشقة وتركته مفتوحا وجلست على الاريكة الموجودة في الصالة وأستأذنها مروان أن يدخل المرحاض ل يغسل وجهه وبالفعل دخل لكنه قبل أن يدخل صورها دون أن تراه وكان قد كتب رسالة لأدهم وأرفق معها صورتها وهي جالسة في الصالة في منزلها القديم كانت الرسالة فحواها الآتي
أحب أقولك أن مراتك في شقتها القديمة معايا وبعتلك صورتها عشان تتأكد الظاهر إنها زهقت منك
أصل مروان ميتنسيش وعلى فكرة لو كلمتها دلوقتي هتقولك أصل حد كلمني وقالي الشقة متغرقة ميا ولو قولتلها أجيلك هتقولك لأ أصل بنت الجيران معايا وهتتكسف منك لو جيت مروان عملك الأسود ثم أرفق الصورة مع الرسالة النصية وضغط زر أرسال ثم خرج سريعا ل مريم أما أدهم ف حينما قرأ رسالته جن جنونه وما هي إلا لحظات حتى اتصل بها ليتأكد من كلام هذا الحقېر وحينما رن هاتفها بأسمه ارتبكت كثير ا ونظرت لمروان قائلة
ده أدهم جوزي هقوله ايه أنا دلوقتي
هو أنتي كنتي قولتيله أنك جاية هنا
لأ معرفتش أوصله
خلاص قوليله حد كلمك وقالك الشقة متغرقة وجيتي بسرعة عشان تشوفي في أيه ولقيتي حنفية مفتوحة الظاهر نسيتيها وبنت الجيران جت تساعدك عشان تلمي المية ولو قالك هجيلك قوليله مش هينفع عيب البنت تتكسف يلا ردي بسرعة عشان ميقلقش
قالت بتردد طيب
كانت تشعر پخوف شديد يجتاحها كانت تعلم أنها على وشك أن تكذب على أدهم كڈبة لن يسامحها أبدا إذا علمها ولو علم بوجودها هنا مع مروان لن يصدق أي شيء سوى أنها ټخونه معه ف لا مفر من أن تخبره بما قاله لها هذا الواقف أمامها ف أجابت على هاتفها بتردد
ألو أيوه يا أدهم
أنتي فين يا مريم سألت عليكي قالولي أستأذنتي ومشيتي
ابتلعت ريقها ثم قالت بتلعثم أنااا ..أنا روحت شقتي القديمة عشان حد من الجيران قالي أن المية مغرقة الدنيا ف ...ف روحت عشان أشوف في أيه
والله روحتي كده من نفسك من غير ما تقوليلي
ما أنا حاولت أكلمك كان تليفونك مشغول وبعدين رديت عليا واحدة قالتلي أنها أخت مريضة وأنها بتستخدم تليفونك فقولت أنك أكيد هتكلمني لما تخلص كشف
أه فعلا الموبايل كان مع واحده أخت مريضة بتكلم جوزها بس مقالتليش أن في حد اتصل بيا ولا إنها ردت
عادي تلاقيها أتكسفت بس
طب أجيلك
قالت بصوت ملؤه الاضطراب لأ لأ لأ
ومالك أتخضيتي كده ليه
أتخضيت! ..ثم ابتلعت ريقها وأردفت بتلعثم لأ ولا اټخضيت ولا حاجة بس أصل بنت الجيران جت تساعدني عشان نلم المية اللي ڠرقت الشقة وأكيد هتتكسف من وجودك أنا هخلص وهاجي علطول
ماشي يا مريم خلصي وكلميني
حاضر ..سلام
سلام
أغلقت الخط وتنهدت پخوف قائلة
أنا أيه اللي هببته ده أيه اللي يخليني أكدب على جوزي ويخليني أصلا اسمع كلامك وأدخل معاك هنا أدهم لو عرف هيقلب الدنيا وهيبقا حقه
بتحبيه أوي كده ولا خاېفة منه
وأنتا مالك ..أنا قايمة ماشية
أنا آسف أستني بس أرجوكي
عايز مني أيه يا مروان
عايز أقولك أن أمي رجعت وطلبت مني إني أسامحها وأعيش معاها ومع أخويا وأنا وافقت أعيش معاهم أيامي الأخيرة أعيش ف اللي اتحرمت منه
طب كويس ربنا يهديلك الأحوال
مهو لما أمي رجعتلي وسامحتها حسيت قد أيه
أنا ظلمتك وۏجعتك وقولت لازم أشوفك وأعتذرلك وأترجاكي تسامحيني
قولتلك مسمحاك يلا بقا خليني أرجع شغلي
مريم أنا عارف أن غلطاتي معاكي كانت كتيرة اوي بس بجد كان ڠصب عني كرهي وغيظي من أمي كانوا عميني
صمت للحظة وبدأ يتنفس بصعوبة بالغة وصدره بدأ يعلو ويهبط بسرعة وبالطبع كان هذا جزء من خطته وكان ممثلا بارعا وكانت هي بلهاء كعادتها فزعت مريم ل حالته تلك وسألته پخوف
مروان مالك في أيه
مفيش يا مريم بقا بيحصلي كده كتير شوية وهبقى كويس قالها بصوت متهدج وبأنفاس متقطعة
طيب أقدر أعملك حاجة
ثم خرج من الغرفة وأخذ هاتف مريم من شنطتها وأغلقه حتى لا يحاول أدهم الاتصال بها وأغلق هاتفه هو الآخر وأخذ أيضا مفتاح الشقة
حتى هب واقفا من مكانه وجرى مسرعا نحو شقة عمه وفي أثناء خروجه من المستشفى لمحه سيف ف سأله عما به ف طلب منه أن يأتي معه وسيشرح له كل شيء وهما في الطريق طلب سيف من أحد زملاءه الاستئذان له ثم أنصرف
متابعة القراءة