رواية السمراء
المحتويات
قبل أن يغادر وهو مازال مندهشا من النظرات التى رمقته بها تلك الفتاة .. التقيا ب عثمان الذى دلف من بوابه المركز الخارجية فقال له جمال بسخرية
أهلا يا عم مرتى
قال له عثمان بغيظ وهو يسير فى طريقه
جبر يلمك
أطلق جمال ضحكه عاليه ساخرة
وهو يتابعه بنظراته .. قال له مراد
مين ده
الټفت اليه جمال قائلا
بس شكله مضايق منك
ابتسم جمال بسخرية قائلا
تعالى تعالى متشغلش بالك كتير
متأكد انها بنت
خيري السمري
ألقى حسن المنفلوطى هذا السؤال على أحد رجاله الذى رد قائلا
أييوه متأكد .. وكتب كتابها هى و جمال السباعى آخر الاسبوع
كان حسن المنفلوطى رجل فى العقد السادس من عمره .. لكن تبدو عليه القوة والصلابة وتعبيرات وجهه التى تتسم بالغلظة والقسۏة .. قال وكأنه يتحدث الى نفسه
ثم الټفت الى الرجل قائلا
لسه مفيش أخبارك عن خيري السمري أو خيري الهواري
لأ يا حاج حسن مظهرش ولا واحد منيهم
قال حسن
أكيد خيري السمري هيظهر فى فرح بنته
قال الرجل
وان مظهرش
قال حسن بحزم
ان مظهرش ومعرفتش أوصله لا هو ولا خيري الهواري .. يبجى لازمن الفرح ده يتحول لبركة ډم .. والعيلتين يجعوا فى بعض
هو مين هاد
أشار الرجل الى مراد الجالس بجوار سباعى ويتحدثان معا .. قال له الرجل
أومأ الرجل المندس برأسه وهو ينظر الى مراد بتمعن متفحصا اياه .. ذهب وسأل أحد الرجال من عائله السمري عن مراد فرد الرجل
معرفش يا ولد العم .. اللى أعرفه انه جاعد فى بيت سباعى .. يمكن ابن حد من جرايبه .. معرفش بالظبط
اقتربت زوجة سباعى من بهيرة النائمة فى فراشها والتفتت الى الخادمة قائله بهمس
خلى بالك منيها .. من ساعة ما اجت من مصر وهى تعبانه ومبتتحركش من السرير من ألم ضهرها ومن الضغط اللى عنديها .. لو فاجت واحتاجت حاجه متخليهاش تنزل من فرشتها وهاتيهالها انتى
قالت الخادمة
حاضر يا حجه متجلجليش ست بهيره فى عنيا .. مبروك ل جمال بيه
الله يبارك فيكي .. يلا فتك بعافيه اتاخرت عليهم
غادرت زوجة سباعى وماهى الا لحظات حتى أفاقت بهيرة وحاولت الجلسو .. أسرعت الخادمة اليها قائله
عايزة حاجه يا ست بهيرة
قالت بهيرة بصوت خاڤت من التعب
هما اهنه ولا مشيوا
لا مشيوا راحلوا كلياتهم كتب الكتاب
أومأت بهيرة برأسها فأكملت الخادمة
والله سي جمال ده راجل ولا كل الرجاله مش عارفه ايه بس اللى وجعه فى العيلة دى
تمتمت بهيرة قائله
وآنى كمان مش عارفه اشمعنى اختار بنت عبد الرحمن .. ما البنات مليين البلد
قالت الخادمة
لا يا ست بهيرة مش بنت عبد الرحمن
التفتت اليها بهيرة وقالت بضعف
بتجولى ايه يا بت .. هيتجوز بنت عبد الرحمن
لا يا ست بهيرة هيتجوز حفيدة عبد الرحمن
قالت بهيرة بدهشة
حفيدته مين .. عبد الرحمن معندوش حفيدة
ابتسمت الخادمة قائله
لا عنده .. بنت ابنه خيري .. لجوها من فترة وجابوها تعيش حداهم
اتسعت عينا
بهيرة من الدهشة وقالت وعلامات الصدمة على وجهها
جمال هيتجوز بنت خيري عبد الرحمن
اييوه
هبت جالسه مكانها وكأنها تناست مرضها وآلامها وهتفت قائله
انتى متأكده
قالت الخادمة بتوتر
ايوة متأكده
أزاحت بهيرة الغطاء پعنف وصاحت بصوت مرتجف وهى تغادر فراشها
مستحيل يتجوزها جمال .. مستحيل
لكنها
ما كادت تقف حتى سقطت على الأرض مغشيا عليها .
ذهبت زوجة سباعى الى بيت عبد الرحمن واستقبلتها زوجة عبد الرحمن وأجلستها مع النساء فى الغرفة .. تطلعت زوجة سباعى الى مريم من رأسها الى أخمص قدمها وقالت بتهكم
هى مش هتيجي تسلم عليا وتبوس يدي ولا اييه
قالت زوجة عبد الرحمن ل مريم
جومى يا بنتى سلمى على حماتك وبوسى يدها
قامت مريم وتوجهت اليها قائله
ازيك حضرتك
قالت لها بتهكم
امنيحه
عادت مريم أدراجها وجلست مكانها دون أن تفكر حتى فى تقبيل يد المرأة .. استمرت النساء فى التصفيق والغناء .. كانت هناك عينان تتطلعان الى مريم پحقد وحسد وغل دفين .. عينا صباح كانت تشعر پالنار تأكلها من كل جانب .. فها هى تلك الفتاة ستصبح بعد لحظات زوجة لحبيبها .. حبيبها الذى انتظرته سنوات طوال .. وملك حبه كل كيانها .. نظرت اليها وكأنها تريد تقطيع أوصالها
.. وكأنها تريد تهشيم رأسها .. وكأنها تريد قټلها .. كانت تغلى من الڠضب .. لم تشعر بنفسها الا وهى متوجهه الى غرفة والدها .. فتحت أحد الأدراج الذى كانت تعلم جيدا بإحتوائه على قطعة سلاح .. أخذتها وأخفتها فى ملابسها وخرجت من الغرفة والشرر يتطاير من عينيها .
جاء المأذون فصاح عثمان
المأذوج اجه
قال عبد الرحمن
على خيرة الله
صاح سباعى فى أحد الرجال
نادوا ل جمال عشان نكتب الكتاب
نهض عبد الرحمن قائلا
وآنى هروح أخد موافجة العروسة
سأل المأذون
فين العريس
رد سباعى
ثوانى وييجى العريس
لحظات وجاء جمال وهتفت بمرح
منورينا يا رجاله عجبال عندكم كلياتكوا
جلس جمال بجوار المأذون فى انتظار عبد الرحمن .. الټفت الى مراد الجالس بجواره قائلا
عجبالك يا ولد عمى
ابتسم له مراد وربت على كتفه
كان أحد رجل المنفلوطى المندس وسط الحضور .. يمعن النظر فى مراد الجالس بجوار جمال ويده تتحسس مسدسه الذى أخفاه بين طيات ثيابه
سمع صوت الطلقات فى الهواء تعبيرا عن فرحهم بهذا الزواج .. كانت الطلقات تخترق السماء بعشوائيه .. لكن أحدى الطلقات لم تنطلق بعشوائيه .. بل انطلقت متعمدة .. متعمدة لأن تخترق أحد الأجساد .. انطلقت الړصاصة تعرف وجهتها جيدا .. تعرف فى أى جسد ستستقر .. ولم تخطئ الړصاصة وجهتها .. واستقرت فى الج سد الذى أطلقت من أجله .. لټنفجر الډماء من هذا الجسد قبل أن يسقط أرضا .
مكنتش أعرف انى معذبك كده .. وان جوازك منى آلمك بالشكل ده
تلاقت نظراتهما طويلا .. الى أن قال بصوت مرتجف متقطع
بكره جهزى نفسك عشان هنروح للمأذون .. عشان أخلصك من الحبل الملفوف على رقبتك
نظرت اليه مصدومه فأكمل قائلا بنبرة حازمة لم يستطع اخفاء الألم فيها
عشان ترجعى لحبيبك وصوره وجواباته اللى حارمه نفسك منها بسببي
قال ذلك وخرج من الغرفة وهى تتطلع اليه وعلامات الصدمة على وجهها.
فى الصباح الباكر .. سمعت طرقاته على الباب دخل بهدوء وقال دون أن ينظر اليها
جاهزة
قالت دون أن تنظر اليه وهى تتظاهر بالثبات
أيوة
حمل حقيبتها وسبقها الى الأسفل .. كانت تشعر بشعور غريب .. كانت تشعر وكأنها تعيش حلما ستستيقظ منه بعد قليل .. سارت مسلوبة الإرادة الى السيارة .. بدا جامدا وبدت جامدة .. لم تتح لها الفرصة لتوديع ناهد و سارة و نرمين . فضلت هى ذلك حتى لا يكون الوداع مؤلما .. سار بسيارته وقد ران بينهما الصمت وحالة غريبة تعترى كل منهما .. نزلا من السيارة وتوجها الى مكتب المأذون وكل منهما يشعر بأنه مسلوب الإرادة وكأن قوة خفية تحركهما .. جلسا متواجهان وهما يستمعان الى كلمات المأذون التى يحاول بها اثنائهما عن هذا القرار .. كان كل منهما يطرق برأسه وينظر الى الأرض .. وتعبيرات جامدة تظهر على وجه كل منهما .. لا تستطيع أن تتبين كيف يشعر أى منهما بالنظر الى وجهه .. حانت اللحظة .. وأخبر المأذون مراد أن يلقى بكلمة الطلاق على مسامع مريم .. ساد الصمت للحظات .. بدا وكأن لسانه يعصيه
.. وقلبه يثنيه
.. لكن عقله أرغمهما على طاعته .. قال وهو ينظر أرضا بصوت مرتجف بنبره متقطعه وكأن روحه تفارق ج سده
انتى طالق
لحظات مرت ورفع رأسه يلقى عليها نظرة .. بدت جامدة كالتمثال لا حياة فيه ولا روح .. أنهيا معاملات الطلاق وخرجا معا .. فتح لها باب السيارة وهو يتحاشى النظر اليها .. ركبت وقد بدا عليها التماسك وكأن ما حدث منذ قليل كان حلما سيفيق كلاهما منه قريبا .. أوصلها الى شقتها .. صعد خلفها حاملا حقيبتها .. هم بالدخول فوضعت ذراعها أمام الباب تمنعه .. لم يعد يحل له الدخول .. لم يعد يحل له أى شئ .. ولا لها .. وضع الحقيبة فى الخارج .. نظر اليها نظرة أخيرة مودعه ثم هرب مسرعا من أمامها وكأنه يخفى ما لا يريده أن يظهر للعيان .. أدخلت حقيبتها وأغلقت الباب .. وقفت خلفه تتطلع الى بيتها .. الذى فارقته .. وها هى تعود اليه مرة أخرى .. لكنها شعرت بأنها ليست مريم التى فارقت هذا البيت .. لقد عادت مريم أخرى .. تغير فيها الكثير .. تطلعت الى البيت مرة أخرى ولأول مرة تشعر فيه بالغربة .. عندئذ ټحطم التمثال ليظهر القلب الذى ينبض بداخله .. انهمرت الدموع المحپوسه داخل عينيها وجلست على الأرض خلف الباب المغلق تح تضن قدميها الى ص درها بقوة لتوقف ارتعاشة ج سدها .. وكل ذرة فيها تصرخ پألم .
الفصل الثاني عشر.
من رواية قطة فى عرين الأسد.
سمع صوت الطلقات فى الهواء تعبيرا عن فرحهم بهذا الزواج .. كانت الطلقات تخترق السماء بعشوائيه .. لكن أحدى الطلقات لم تنطلق بعشوائيه .. بل انطلقت متعمدة .. متعمدة لأن تخترق أحد الأجساد .. انطلقت الړصاصة تعرف وجهتها جيدا .. تعرف فى أى جسد
ستستقر .. ولم تخطئ الړصاصة وجهتها .. واستقرت فى الجسد الذى أطلقت من أجله .. لټنفجر الډماء من هذا الجسد قبل أن يسقط أرضا .
تعالى الهرج والمرج وبدأت النساء فى الصړاخ قفز قلب مريم من مكانه وهى تردد
استر يارب .. استر يارب
تجمهر الرجال وتعالت أصواتهم
اتصلوا بالإسعاف بسرعة
مين ابن التيييييييت اللى عمل اكده
هاتوا حاجه نكتم بيها الډم
ووسط الرجال المتجمعين حول بركة الډماء التى خلفها الڼزف
متابعة القراءة