رواية السمراء
المحتويات
الذى فقدته .. نظرت اليها جدتها والعبرات فى عينيها قائله
اتحرمت من أبوكى ڠصب عنى .. بس الحمد لله والشكر ليك يا رب انه عوضنى ببنته .. حته منيه
قبلت مريم رأسها وقد شعرت بالتأثر الشديد وقالت
أنا كمان فرحانه أوى انى وسطيكم .. لانى حسه انى وجودى بينكم هيعوضنى عن أهلى اللى راحوا
نامت مريم ملء جفونها تلك الليلة وهى تشعر بالراحة والطمأنينة .
السلام عليكم
ألو .. صباح الخير
قالت نرمين پحده
انت تانى .. انت عندك كام رقم بالظبط
ضحك قائلا
ما أنا قولت أكيد لو اتصلت بالرقم اللى اتصلت بيكي منه قبل كده مش هتردى عليا .. فجبت خط تانى
قالت بسخريه
لأ ناصح .. على أساس انى هرد على ده يعني
عارف انك ممكن مترضيش على ده تانى .. بس أنا عامل حسابى وجايب خطوط كتير .. خلى بالك أنا مفيش فى قاموسي كلمة يأس
استيقظت مريم فى الصباح .. وهى تشعر بالنشاط .. قامت وفتحت شباك غرفتها لترى المنظر الجميل الذى تطل عليه غرفتها .. حملت فوطتها وفرشتها وتوجهت الى الحمام .. كانت سعيده للغايه وهى تشعر لأول مرة منذ زمن بعيد أنها تعيش مع أشخاص آخرين .. ستسمع صوتا آخر في البيت غير صوت تنفسها المنتظم .. هبطت من الدرج لتستقبلها جدتها قائله
قالت مريم مبتسمه
الحمد لله يا تيته .. ازيك حضرتك انتى
منيحه يا بنيتي .. يلا عشان حضرنا الوكل .. كنت لسه هبعت صباح تصحيكي بس ما شاء الله عليكي بتصحى بكير
قالت مريم بحماس
أيوة أنا متعودة أصحى بدرى عشان شغلى
قالت جدتها مستفهمه
وبتشتغلى اييه يا بنيتي
اييه
قالت مريم مبتسمه
أقصد يعني مصممة جرافيك .. يعني بصمم لوح أعلانات يفت اغلفة كتب كروت مطويات
اتسعت ابتسامة جدتها قائله
ما شاء الله ما شاء الله باينك ذكيه كتير
ابتسمت مريم لطيبة جدتها .. فعانقتها جدتها وقبلتها قائله
ربنا يحفظك ويحميك يا بنت ولدى
دخلت مريم غرفة المعيشة فاستقبلها جدها بالترحاب قائلا
أجات مريم وهى تقترب منه وتقبل يده
أيوة يا جدو الحمد لله
التفتت قائله ل عثمان
صباح الخير يا عمو
قال مبتسما ابتسامه صغيره
صباح الخير يا بنت اخوى
اتسعت ابتسامة مريم لابتسامة عمها .. بعد قليل حضرت صباح قائله
يلا عشان الوكل
التفتت اليها مريم قائله
صباح الخير يا صباح
صباح النور
التف الجميع حول طاولة الطعام ومثلما حدث بالأمس ظلت جدتها بجوارها تحثها على تناول المزيد من الطعام
.. كانت مريم تنظر اليهم فى سعادة بالغة .. وشعرت بأن أيامها فى النجع .. ستحمل لها الخير .. والسعادة .
توجه طارق الى مكتب الدعاية بصحبة سامر الذى أصر على الحضور معه .. قال له طارق بضيق وهو يقود سيارته
عايز تيجي معايا ليه .. أنا هسلتم الشغل مش أكتر .. يعني مكنش فى داعى نروح احنا الاتنين
قال له سامر بخبث
انا مش رايح عشان الشغل .. رايح أظبط المزه اللى
فى المكتب
الټفت اليه طارق پحده قائلا
انت مش شوفتها واتأكدت انها مش ستايلك يا سامر .. يعني متنفعكش .. هى مش بتاعة صحوبيه والعك اللى انت عايزه ده
ضحك سامر فإزداد غيظ طارق الذى قال بضيق الشديد
ماشى مفيش مشكلة حابب تجرب بنفسك جرب .. بس أنا متأكد انها هتصدك
قال له سامر ضاحكا
يا ابنى أنا مش رايح عشان مريم دى .. أنا رايح عشان أم بادى روز .. دخلت دماغى بصراحه .. وشكل كمان الصنارة غمزت معاها .. ده اللى حسيته من نظراتها المرة اللى فاتت
شعر طارق بالراحة .. وقال ل سامر محذرا
اعمل اللى تعمله بس مش عايز مشاكل مع الشركة دى .. فاهم يا سامر .. يعني عايز تعمل اى حاجه اعملها بره الشغل .. انت حر .. انت أدرى بمصلحتك
متخفش يا طارق مفيش مشاكل ولا حاجه
دلفت الإثنان الى مكتب .. نظر طارق الى المكتب الفارغ ثم توجه الى مى قائلا
صباح الخير .. هى آنسه مريم مش موجودة النهاردة
اضطربت مى لرؤية طارق أمامها ..وشعرت بالألم يغزو قلبها لسؤاله عن مريم .. تطلعت اليه لحظة فى حزن .. ثم أسرعت بخفض بصرها قائله
مريم سفرت
قال طارق مستفهما
هترجع امتى
نظرت اليه مى پحده قائله
مش هترجع
قال بدهشة
ازاى يعني
قالت له سهى التى كانت سعيده بنظرات سامر اليها
سافرت عند أهلها فى الصعيد تعيش معاهم هناك ومش هترجع هنا تانى
شعر طارق بالضيق الشديد .. راقبت مى تعبيرات وجهه فى حنق .. قال سامر الى سهى وهو يرمقها بنظرات الإعجاب
يعني معدتش هتشتغل هنا تانى
بادلته نظراته وابتساماته قائله برقه
لأ .. بس لو حبين انها
تستمر فى حملة شركتكوا مفيش مشكلة .. أستاذ عماد مدير الشركة قالها تستمر فى الشغل وهيبعتلها الأوردرز عن طريق النت .. يعني هتفضل تشتغل لحساب شركتنا
سألها طارق بلهفه
طيب معاكى رقمها
نظرت اليه مى پحده وقالت
مستحيل طبعا نديك رقمها
الټفت اليها طارق وقال بهدوء
أمال هتفق معاها على الشغل ازاى
قالت بحنق
راسلها على ايميل الشركة زى ما العملاء الأجانب بيعملوا معانا
ابتسم طارق وقد شعر بالراحه لوجود خيط يوصله اليها فنظر الى مى قائلا
طيب متشكر .. هروح لأستاذ عماد مكتبه أستلم منه الشغل اللى اتطبع
هم بأن ينصرف لكنه الټفت الى مى قائلا وهو ينظر اليها بتمعن
ممكن أعرف انتى بتكلميني پحده ليه
ارتبكت مى ولم تستطع النظر اليه لكنها ردت بتماسك
مش بتكلم پحده ولا حاجه .. لو حضرتك حسيت بكده فمعلش ممكن يكون بس من ضغط الشغل
خاڤت أن تنظر اليه فيكتشف كذبها .. قال سامر ل سهى مقتربا من مكتبها
أنا بأه مليش فى الشغل بالمراسله ده .. أنا أحب أتعامل مع الناس فيس تو فيس وبعدين عشان لو فى تعديلات أقدر أشرحها كويس .. وبصراحه حابب أتعامل معاكى
صمت قليلا ثم ابتسم اليها قائلا
ممكن رقمك .. يعني عشان لما احتاجك أوصلك بسرعة
ابتسمت سهى بسعادة ودونت رقمها على ورقة وأعطته اياها قائله برقه
اتفضل وتحت أمرك فى أى وقت يا استاذ .....
ابتسم لها قائلا
سامر .. وانتى
سهى
قال بخبث
آدى أول حاجة مشتركة بينا .. احنا الاتنين اسمنا بيبدأ بحړق السين
ربت طارق على كتف سامر وقال بنفاذ صبر
يلا يا سامر
خرج الاثنان وعينا سهى تتابعانهما ..نظرت اليها مى بغيظ وقالت پحده
انتى اټهبلتى فى عقك يا سهى .. من امتى بندى أرقام تليفوناتنا للعملا اللى بيجولنا
قالت سهى بنفاذ صبر
قالك عشان يعرف يوصلى بسرعة .. أمال شغله يتعطل يعني
قالت مى بحزم
كل الناس اللى مبتقدرش تيجي مكتبنا أو بيكونوا مشغولين .. بيراسلونا على ايميل الشركة .. على فكرة لو أستاذ عماد عرف حاجه زى كده أنا واثقه انه مش هيسكت
هتفت سهى پحده
انتى هتخوفيني بأستاذ عماد ولا ايه .. لا أنا مبخفش من حد .. عايزة تروحى تقوليله قوليله ..
أنا محدش يلوى
دراعى
عادت مى الى عملها وهى تشعر بالغيظ الشديد .. من سهى ... و من طارق
الټفت سامر الى طارق فى السيارة وهى يشير الى الورقه التى بيده قائلا
شوفت يابنى بدون أى اعتراض ادتنى رقمها على طول .. مش قولتلك الصنارة غمزت معاها
نظر اليه طارق بتهكم وهو يقود قائلا
ودى حاجه كويسه يعني .. انها تديك رقمها بالسهولة دى .. اذا كان البنت اللى مسافره مرضتش صحبتها تديني رقمها .. أكيد لانها عارفه ان ممكن صحبتها تعمل مشكله معاها لو ادتهولى .. يبقى اللى هنا فى القاهرة واللى سهل اوى ټخطف رجلك لحد شركتهم تديك رقمها بسهوله كده
ثم قال
مش عارف بتستفيد ايه لما تعمل علاقة مع كل واحدة شوية .. وكل ما تزهق من واحده تسيبها وتدور على الجديدة
قال سامر مبتسما بتهكم
اذا كان هما نفسهم مبيبقاش عندهم مانع للعلاقات دى .. هاجى أنا وأقول لأ
قال طارق بهدوء
سيدنا يوسف قال لأ
صاح سامر
ده سيدنا يوسف يعني نبي .. أنا مش نبي
ثم ضحك قائلا
أنا شيطان
هز طارق رأسه وقد علم أن لا فائده من الحوار معه .. وشرد فى مريم التى تركت القاهرة فجأة توجهت الى الصعيد .. ترى ما قصتها بالضبط !
عاد طارق الى مكتبه .. وتوجه الى حاسوبه وفتح ايميله وهم بإرسال رسالة ل مريم .. ظل متردده كثيرا .. الصفحة مفتوحة أمامه دون ان يكتب حرفا .. كلما بدأ فى الكتابة عاد لمسح ما كتب .. حتى استجمع شجاعته وكتب لها
السلام عليكم .. آنسه مريم .. أنا روحتلك النهاردة الشركة وعرفت انك مسافره عند أهلك الصعيد وانك مش راجعه الشركة تانى .. وشغلك هيكون عن طريق النت .. أنا كنت حابب ان الكلام بينا يكون وجها لوجه بس للأسف سافرتى قبل ما أعرف أتكلم معاكى .. وكمان صحبتك رفضت تديني رقمك .. فملقتش غير انى أراسلك على ايميل الشركة .. مقدمة طويلة أنا عارف بس كنت حابب أعرفك السبب فى انى ببعتلك الكلام ده عن طريق الميل .. أنا مش عايز أقولك كلام يضايقك منى .. أو تعتبريه جرأة زايده .. بس أنا معجب بيكي جدا .. وشايف فيكي الزوجة المناسبة ليا .. كنت حابب تكونى هنا عشان أقدر آتكلم معاكى وأعرف ظروفك لانى معرفش معلومات عنك غير انك كنتى مكتوب كتابك وخطيبك اتوفى .. وعارف انك هترفضى الكلام معايا سواء نت أو تليفون لانى التمست فيكي انك بنت محترمة ومش ممكن تسمحى بحاجه زى كده وانك عارفه ربنا كويس وبتعرفى تحطى حدود لأى راجل أدامك مهما كان هو مين .. ودى حاجه أنا احترمتها فيكي جدا .. لانى زيك مليش فى العلاقات والكلام الفارغ ده .. أنا لما أعجب
بواحده .. احب ان كل حاجه بينا تكون فى الحلال .. عشان ربنا يباركلنا فى بعض .. ولو أنا طلبت منك غير كده يبأه أنا لا بحبك ولا بصونك ومستهلكيش أصلا .. عشان كده مفكرتش أطلب منك اننا نتكلم على النت أو التليفون .. أنا كل اللى طالبه منك رقم ولى أمرك .. وهتكلم معاه وان شاء الله آجى أزوركوا في الصعيد وأعرف ظروفك وتعرفى ظروفى .. ولو لينا نصيب فى بعض أكيد ربنا هييسر الأمور .. منتظر منك رسالة برقم ولى أمرك فقط .. مش طالب منك أكتر من كده .. طارق عبد العزيز
قرأ الرسالة مرات ومرات ثم أخيرا ضغط Send وقلبه يخفق بشدة وهو يفرك كفيه بقوة من فرط التوتر .. ليس أمامه سوى الإنتظار .. حتى ترى الرساله وترد عليها .
اتصل جمال ب صباح وأخبرها بضرورة لقائها فى مكانهما المعتاد .. ذهبت صباح
متابعة القراءة