رواية غيوم ومطر للكاتبة داليا الكومي
المحتويات
لعمر والظروف تحسنت بشكل كبير فماذا يمنعه عنها الان ... هى كانت ستنتظره الي الابد لانها تعلم انه يحبها لكن مع الشك الذى يراودها نفذ منها مخزونها من الصبر ...شيطانها يأبى ان يتركها تنعم براحة البال ويصر علي تنغيص عيشتها ويقارنها الان بأسيل ورشا وحتى بفريده فجميعهن اثبت عشاقهن الجديه وطلبوهن للزواج اما هى فلم تحظى حتى بوعد وسنوات عمرها تمر وسنوات قليله جدا وستكون في الثلاثين وهى مازالت تنتظر ..لذلك قامت بإرضاء ذلك الشيطان اللعېن وقررت وضع محمد في تحدى لم تختبره فيه من قبل ....اما ان يتخذ خطوه رسميه او سوف تنسحب من تلك العلاقه الي الابد فهى سئمت الحب في الظل ....
افكارها قطعت علي طرقات علي الباب اعقبها دخول عمر الي غرفتها ... حياها بأدب ثم قال ... انتى متغديتيش ليه ....
اجابته بحذر ... اكلت ...لاحظت انه اغلق عينيه كأنه يخفى مشاعره عنها ثم قال ... انا عارف انك لما بتتوتري ما بتاكليش ...فريده صدقينى من هنا ورايح انا مش هأذيكى تانى لكن لازم تاكلي ...عندى
يا الله لماذا لم يتجرأ ويخبرها صراحة عن نيته في طلاقها ...لماذا هربت منه الكلمات واصبح يلف
ويدور حول موضوع فراقهما ...
مد يده اليها فقبلتها علي استحياء وقادها بصمت الي طاولة الطعام... ربما بعد اسبوع سيتخلص منها الي الابد ...لكنها ستتمسك بأخر فرصه في استعادة حبه خصيصا انه وعدها ان يكف أذاه عنها وهو دائما يفي بوعده...
اليوم مر كالسحر وعمر عاملها بلطف زائد ..كم افتقدت حتى جلوسها الي جواره في سيارته ...افتقدت خروجهما سويا ودعوته لها لتناول الطعام في الخارج ...وعمر تجرد ليوم كامل من كراهيته لها وعاد يحمل الكثير من عمر القديم ..ليت اليوم لا ينتهى ابدا فتجولهما وهو يتأبط ذراعها كان وكأنه اعاد الحياة اليها . جديده سوف تقضى الليالي في تذكرها عندما تحين ايام الجفاف ..نظرات الغيره في عيونه لم تخفي عنها فكان يطلق الشررمن عيونه عندما يلاحظ ان احدهم يطيل النظر اليها ويحميها بيديه ويوفر لها ممر امن تمر من خلاله عندما يضطران للمرور في الاماكن المزدحمه ..هل من الممكن ان يكون يحمل كل تلك ڼار الغيره ولا يكون يحبها ..اه يا عمر لقد اتعبتنى واتعبنى هواك ومع نهاية اليوم شعرت انها كسرت العديد من الحواجز لاول مره ..علمت جيدا انه يحارب كى يسيطر علي نفسه فنظراته فضحته حينما اوصلها لباب غرفتها لكنه سرعان ما انصرف ...ولكن مع التقائهما في اليوم التالي علي مائدة الافطار لاحظت انه عاد لتحفظه السابق ...
انها لا تريد الخروج من الجنه لكنها تنتظر بفارغ الصبر لحظة مواجهتها مع فاطمه ولكن كيف ستخبره بشكوكها وتغامر بتعكير الصفاء بينهما ... اي كلام في الماضى الان هو بمثابة صب الملح علي چروح خامده ولكنها لا تريد ان تتعفن تلك الچروح وهى مدفونه في اعماق قلبها ... محمد اخبرها انه سيسافر الي القاهره في اجازه طويله الاسبوع القادم .. واخبرها انه ينتظرها ولن يرحل دونها فهى في الاساس سبب طلبه لعطلته السنويه في غير موعدها...بالتأكيد انها تحتاج لدعم محمد في الفتره القادمه هنا وفي مصر ..وجدت نفسها تسأله... هنسافر مصر امتى
فوجئت به يتوقف عن الطعام ويسألها بتجهم ... مستعجله اوى
هزت رأسها بالنفي ... ابدا لكن عندى شغل مهم ... ابتسم بمراره وهو يقول .. طبعا الدكتوره فريده وراها شغل ...اخر يوم في شغلي النهارده ...هنسافر بكره وهتخلصى منى للابد..
لقد فهم سبب سفرها بالخطأ كالعاده ...لديها العديد من الاشياء السيئه التى تستحق عنها العقاپ ..ما الفارق اذا ما اضيفت سيئة اخري لرصيدها ...
ستتحمل مره بعد ثم ستتحرر من هذا الکابوس الي الابد
لابد من مواجهة فاطمه ...ربما شهد تعلم كيف تصل اليها ...ستفاجأها بزياره في محل عملها وربما تفضحها امام الجميع ... تلك الحيه ذات الاجراس سممت افكارها وتسببت في صدع كبير في حياتها الزوجيه ثم اجهزت علي الباقي عندما كذبت علي عمر ..لكن كيف وصلت اليه كانت تغلي من الداخل كلما تفكر في فعلة فاطمه لكنها مضطره للتظاهر بالاسترخاء ...ارادت الهاء نفسها والسفر بأفكارها بعيدا عن فاطمه فسألته بغباء ... ايه اخبار نوف
اجابها بسخريه عجز عن كتمها .... حابه تجهزى فستان الفرح ولا ايه هى من عبثت بهدنتهما لذلك لا حق لها في التذمر ...قالت بغيظ ... اكيد لا تفتكر انى هقدر احضر ..اكمل
سخريته قائلا .. ليه لا... انتى اتخطبتى منى وانا كنت واخد الموضوع فري ايه المانع انك تحضري وتباركلنا ... احنا كوبل مختلف ...نظرة الالم علي وجهها كانت واضحه لدرجه انه شعر بالندم فورا ...نهض من مقعده وانحنى عليها يرفع وجهها المټألم لتواجه عينيه قال بعجز ... انتى بتحيرينى يا فريده ...بطلت افهمك من زمان ... لما كنت فاكرك بتحبينى زمان طلعتى خاينه بارده حقيره وكدابه ودلوقتى وانا متأكد انك انانيه وغبيه بتثبتيلي
كل يوم انى غلطان.. انتى غرضك تجنينى اجابته بهمس باكى ... لا غرضى انك تعرف انى بحبك .....نظرات الذهول علي وجهه انبئتها انها مهما فعلت فلن يصدق ابدا انها تحبه ... لكن الذهول دام فقط للحظات قليله قبل ان يتحول الي ڠضب اعمى ...ھجم عليها فجأه ورفع يده لصفعها ...هى دنست تلك الكلمه وتستحق العقاپ علي اهانتها لكلمة الحب ولكن يده الممدوده هوت علي زجاج الطاوله الزجاجى بدلا من وجنتها لتطيح بجميع الصحون ارضا...هجومه اخافها للغايه وتركها ترتعد فما زال الم الصفعه السابق حى وينبض... قال پغضب هادر وصوت جهوري يصم الاذان ... لو نطقتيها تانى هتندمى ... استعاد سخريته المريره ولسانه اللاذع وهو يقول ... لو متأكدتش بنفسي ان كليتك سليمه كنت قلت انك بتسعى ورا كليتى الباقيه...
وكأن عشرات الجالونات من الماء البارد سكبت علي رأسها مع جملته الاخيره ..هل هذا هو رأيه النهائي فيها ...حقيره مستغله تدعى الحب بدافع استغلاله ...الصفع بالكلمات اشد ضراوه واكثر ايلاما من الصفع بالكفوف هى فقط ارادت ان تقول احبك ولو لمره في حياتها ... انها كانت الفرصه الوحيده لديها لكى تقول هذه الكلمه وتستمتع بصداها المثير ولو حتى لمره واحده في حياتها لكنه حولها الي كابوس مرير تتمنى الاستيقاظ منه فورا ...الم يعدها من قبل انه سيكف عن ايذائها ..
ربما هى استفزته وحركت الماء الراكد لكنها لا تستحق ابدا تلك القسۏه ..لقد استخدمت طريقتان في اثناء نضالها المستحيل لاستعادة حبه واثبتتا فشلهما لم يتبقي امامها سوى اثارة غيرته فهى تعلم كم كان
غيور ... رغما عنها وجدت نفسها ترد علي قسوته بخبث ... لا اطمن المره دى لو احتاجت كليه هاخدها من عماد اكيد هيغير عليه لو فيه جزء منك فضل جوايا...
كمان هو متحضر لكن انت همجى ...تعبيرات وجهه تحولت الي الشراسه وفي لمح البصر كان قد رفعها علي كتفه كجوال قطن واتجه بها الي غرفته ... القي بها علي الفراش پعنف وقال پغضب ... هتعرفي دلوقتى الهمجيه علي اصولها
فريده القت بنفسها في احضان والدتها ...لقرابة الشهر وهى تناضل
متابعة القراءة