قلب الجبل
تجلس على سجادة الصلاة تبكي في وضع السجود. لن تمل ولن يكف لسانها ولاقلبها عن مناجاة ربها فهو من بيده ملكوت كل شيء هو القدير الذي اذاا اراد شيئا قال له كن فيكون واثقة تماما كل الثقة برب العباد لمداواة چرح لم يندمل بعد چرح مازال يشعل بقلبها ڼارا بل تحول قلبها إلى رماد وما زال ېحترق كلما تذكرت ذالك اليوم المشئوم انهت صلاتها واعتدلت جالسة تدعو الله والدموع رسمت لها مسارا على صفحة وجهها البشوش قائلة يارب. يارب برد قلبي سنين وانا مستنية اليوم اللي اشوفه فيه. انا قلبي بيقولي انه عايش انا حاسة بيه عايش. رده ليا يارب نفسي اشوفه قبل ما اموت نفسي اخده في واسمع صوته نفسي اشوف ضحكته. ضحكته اللي مافرقتنيش سنة. وتعود بذاكرتها للوراء حيث ان قلبها اصبح يقتات على ذكري ضحكات صغيرها الوحيد ليبقي على قيد الحياة. Flash back في بيت يتكون من طابقين تحاوطه حديقة خضراء واسعة وفي تلك الحديقة ذالك الصغير الذي لم يبلغ بعد سنته الرابعة يركض ضاحكا وخلفه امه تعلو ضحكاتها توازي ضحكات الصغير. تصنعت التذمر قائلة يا ميزو يلا بقي قبل ما بابا يجي خلينا نلحق نجهز لو بابا جه ولقانا لسة بنلعب كده وما جهزناش هيزعل اوي ليتوقف الصغير ويركض اللي امه حملته هي بدورها ثم ترفعه للهواء بين يديها وتدور به وصوت ضحكاته يطرب اذنيها حمدت الله في نفسها على ما اعطى وعلى ما اخذ لا يحزنها سوي ذالك الصغير الذي سيعيش طوال حياته بلا اخ يكون له السند والصديق. Back. عادت من ذكرياتها تمسح دموعها بيديها وتستغفر ربها ثم تنهض تطوي سجادة الصلاة وتخرج من الغرفة علي فراش متهالك بداخل غرفة بحي شعبي ترقد سيدة يبدو عليها المړض الشديد عليا وتجلس امامها سيدة اخرى من سكان الحي نظرت اليها في شفقة قائلة طيب سيبيني اواديكي مستشفي مش عايزة تسمعي الكلام ليه بس صحتك بقت في النازل ومانتيش راضية تيجي تقعدي عندي اراعيكي حتي نظرت لها عليا تتحدث بصعوبة شديدة قائلة سيبك من صحتي دلوقت واسمعيني الاول ياام ورد. قاطعتها جارتها ام ورد قائلة ونبي ماانا سامعه حاجه غير لما تقومي معايا دلوقت اهو نروح اي مستشفي سعلت عليا بشدة حتى قامت جارتها مسرعه تحضر اليها كوب ماء لترفضه منها قائلة ايدك اسمعيني العمر ماعادش فيه بقية وانا عاوزة اكفر عن غلطتي يمكن ربنا يسامحني ويغفرلي انا اخدت عقاپي في الدنيا ومش قد عقاپ ربنا في الاخرة. سعلت مجددا ثم ردت عليها جارتها قائلة وحدي الله يااختي ربنا كريم وان شاء الله تبقي زي الفل. اسمعيني كويس الكلام اللي هقولهولك ده امانه امانه شيلاها على ضهري 25 سنة وذنب اتمني اكون كفرت عنه وربنا يسامحني عليه ثم اخرجت من تحت وسادتها مظروف اعطته لام ورد واخذت من على الكومود بجوار الفراش مصحف قائلة احلفي على كلام ربنا انك هتوصلي الامانه انا عارفة اني بشيلك مسؤلية مالكيش فيها وموضوع ماييخصكيش بس اعتبريه عمل خير هتعمليه وامنية لواحدة مفارقه الحياة ربتت ام ورد على كتفها قائلة ايه الكلام اللي بتقوليه ده بس أأمريني انا عنيا ليكي ده انتي خيرك مغرقنا كلنا ياام مصطفى. لتغيم عيني عليا بالدموع عند ذكر ولدها الراحل نظرت إلى ام ورد قائلة اقفلي باب الاوضة وتعالي... استيقظت على تغريد عصفور قرب نافذة غرفتها نهضت تستند برأسها على حافة الفراش اتجه نظرها نحو مكتبها لتبتسم حينما رات صورة لها بمفردها يوم نجاحها بالسنة الدراسية الاولي بالجامعه واخري بصحبة اصدقائها لنجاحها بالعام الثاني وثالثة برفقة والدتها الحبيبة فقد حصلت على تقدير الامتياز للسنة الثالثة على التوالي بكلية الهندسة غامت عينيها بسحابة حزينة من الدموع حيث توفت والدتها منذ شهور وكانت تحلم ان تراها بعد تخرجها كما كانت تقول دائما باش مهندسة نهضت من الفراش تتجه نحو مكتبها الصغير التقطت تلك الصورة بين يديها قبلتها قائلة بنبره يملئها الحزن حققتلك حلمك ياامي ثم تغيم عينيها بقسۏة لا تناسب رقتها ونعومتها قائلة الحاجه الوحيدة