سجينه جبل العامري

موقع أيام نيوز

-وهو أنا يوم ما اتجوز اتجوز مرات أخويا 
تفوهت بجدية تجيب عليه بكلمات عقلانية إلى أبعد حد:
-كانت.. كانت مرات أخوك وهو الله يرحمه مېت من خمس سنين ده عمر يابني

أبعد وجهه عنها وتوجه بنظره إلى الفراغ ورفع صوته بحدة وهو يطيح بيده إليها رافضًا:

-بلا كانت بلا مكانتش... أنا مش بتاع جواز ومش هتجوزها ولا هي ولا غيرها

احتدت نبرتها وارتفع صوتها وهي ټضرب على قدمها اليمنى بعصبية قائلة:

-ليه كل ده.. علشانها؟ ما تبص لنفسك يا ابن بطني ماهي غارت وسابتك هي وأهلها كلهم

وقف على قدميه بعصبية يُماثلها مُبتعدًا عنها مُتقدمًا من الفراش يتمسك بأحد اعمدته يُعطي إليها ظهره قائلًا بقسۏة:

-بقولك ايه هي مش في دماغي وغارت زي ما قولتي أنا مش عايز اتجوز ولا تكوني أنتي ناسيه شغلي ده ايه؟ ده مش سبب يخليني مربطش حد بيا ولا أعمل عيلة؟

وقفت خلفه تهتف ببساطة وجدية:

-شغلك ماله يا جبل.. محامي قد الدنيا وماسك بلد بحالها

استدار ينظر إليها بتهكم يُكرر حديثها باستهزاء:

-آه محامي وماسك بلد

احتدت نبرتها أكثر وتحولت ملامح وجهها اللينة التي كانت تحاول إقناعه من لحظات واتجهت نبرتها إلى الأمر والقوة وذلك لأنها لن تسمح بذهاب ابنة ولدها الراحل ولا تريد ظلم والدتها:

-جبل.. أنا قولت كلمتي ودي رغبتي أنت كبرت ورافض كل بنات البلد جاتلك أرملة أخوك على الأقل تلم لحمة جالك لحد عندك

ابتسم ناظرًا إليها بلا مبالاة وبرود:

-الظاهر مسمعتيش اللي قولته

أقتربت منه وقالت بنفس النبرة القوية منتظرة أن تراه يوافق ولكنها مع ذلك تعلم أنه لن يوافق بتلك السهولة.. ولن تتركه أيضًا يأخذ الطفلة من والدتها قصرًا.. إنه ولدها وهي تعرفه جيدًا وتعرف حلوله الغريبة:

-لو مش عايز تتجوز وتعمل عيله وتحب مراتك.. اتجوزها ولم لحم أخوك وأعمل ما بدالك بعدين.. عايز تتجوز تاني اتجوز عايز تحط عقلك في راسك وتخليك مع زينة يبقى خير وبركة

رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن

#سجينة_جبل_العامري 
#ندا_حسن

تم نسخ الرابط